الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الأمة الإسلامية اليوم بأمس الحاجة لأصحاب القوة والعزيمة والهمم العالية

 

 

إن ثقافة الوهن والاستسلام والهزيمة والانكسار والذل والخذلان هي ثقافة غريبة عن الإسلام، لقد فطر الله الإنسان على حب المعالي ومكارم الأخلاق؛ فتجده يفخر بالرجولة والشجاعة والمروءة والشهامة والصدق ويذم الكذب والبخل والذل والخنوع، قال رسول الله ﷺ: «شَرُّ مَا فِي رَجُلٍ شُحٌّ هَالِعٌ وَجُبْنٌ خَالِعٌ».

 

إن ثقافة الضعف والهزيمة دخيلة على المسلمين تم زرعها في الأمة بمنهجية خبيثة فالتبس الحق بالباطل واختلت الموازين والمقاييس وانتشرت قواعد فكرية وسياسية تهدم شخصية المسلم القوي العزيز وتقوض بنيان العقلية السليمة ومنها: (أهون الشرين وأخف الضررين، ولا ينكر تغيير الأحكام بتغير الزمان، وكن واقعيا، ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح، وتجديد الخطاب الديني، وغيرها...)، وظهر التأويل الفاسد للنصوص وتقديم العقل على النقل وتوظيف النصوص لخدمة الطغاة والفاسدين.

 

إن أعظم الناس جرما في حق الأمة هم المخذّلون والمثبطون الذين يخاطبون الأمة بالرخص في وقت الشدة في الوقت الذي تحتاج فيه الأمة إلى من يبث فيها العزيمة والقوة ويعيد لها الأمل والثقة بالله وبنصره، فيفجر فيها الطاقات الكامنة ويستنهض الهمم، هؤلاء المخذّلون المأجورون الذين يقعدون الأمة لتستسلم للجلادين يقولون إننا في وضع تكالبت فيه الأمم علينا وفي حالة ضعف ووهن فتحتاج إلى الحكمة والتعقل والبعد عن المثالية والشعارات الحماسية! فنقول لهؤلاء: إن هذه الحسابات عقلية مادية مفصولة عن الإيمان تماما بل تعارض عقيدة الإسلام، فعند وقوع النوازل والشدائد تكون الأمة في أمس الحاجة لأصحاب القوة والعزيمة والهمم العالية، وهذا الظلم والاستبداد والتسلط والاستعباد الذي تعيشه الأمة بحاجة إلى من يستنهض الهمم فيها ويبث روح الإقدام والتضحية لتنعتق من الذل والاستعباد، ولذلك يجب تعبئة كل طاقات الأمة في معركة التحرير وإعادة الخلافة، وهو يعتبر من أعظم القربات إلى الله، ولا يجوز لمسلم أن يكون متفرجا.

 

وبما أن الإسلام كان قاعدة التحريك والتعبئة الأساس ومن مساجده انطلقت تحركات (الربيع العربي)، وبما أنه هو مشروع الأمة ومستقبلها فإن الغرب الكافر وعملاءه قرروا القضاء عليه ثم بلوروا سياستهم لمواجهة الشعوب، فسيطروا على بعضها بالخداع والمكر والعملية السياسية الكاذبة، وسيطروا على أخرى بالتدمير والقتل والمال السياسي الحرام، وقرروا الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك ففتحوا أبواب التطبيع مع يهود كي يغيروا هوية المنطقة، لذلك فإننا نشهد اليوم وخاصة في ظل طوفان الأقصى والعدوان على غزة وانحياز الحكام السافر إلى يهود ذروة المواجهة بين الإسلام والكفر، وهي بإذن الله محسومة لصالح الإسلام العظيم الذي يخوض المواجهة في مرحلة يتبلور فيها وعي الأمة وتتشكل فيها إرادتها، ﴿وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

 

ومما يؤكد ذلك ما حدث في غزة وتداعياته في بلاد المسلمين وأثره على النظام الدولي والمنظمات الدولية وعلى الرأي العام العالمي وما أحدثه من انقلاب لصالح الإسلام والمسلمين وتحول الرأي العام ضد السياسات الغربية وعلى رأسهم أمريكا وكيان يهود.

 

إن الحل الوحيد والصحيح الذي يعيد للأمة قوتها ويعيد لها الأمل والثقة بالله وبنصره هو عودة دولة الرحمة والعدل، دولة الخلافة بما تحمل من عدالة وقيم راقية لتكون بديلا عن حضارة الوحوش فتنقذ البشرية من ظلام حضارة الرذيلة والإجرام.

 

﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلُهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلُهُمُ الْوَارِثِينَ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الإله محمد – ولاية العراق

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع