السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الهيمنة الأمريكية

 

 

 

إن الصراع بين الحق والباطل قديم منذ أن قامت الدنيا واقتسم الناس بين أهل حق وأهل باطل، وبين ظالم مهيمن وضعيف مظلوم متآمَر عليه، ولم يخل زمان من عنجهية مستكبر وصرخة مظلوم وانتفاضة ثائر على مستبد مجرم. وفي هذه الأيام التي يمر بها العالم حيث سيطرة القطب الواحد على مقدرات الدول، والهجمة الأمريكية الشرسة على بلادنا الإسلامية التي ملأت الدنيا بشعارات براقة خداعة، جعلت من مدننا الإسلامية ساحة صراع بين أبناء البلد لمصلحة المستعمرين الطامعين، فكان لا بد من وقفة مع هذا الاستكبار لنتعرف على أساليبه وخططه.

 

فسياسة أمريكا في الشرق الأوسط تعتمد على إيجاد الفتن وتكريسها، مع وجود نعرات طائفية لإشعال الحروب الأهلية، والصراعات الإقليمية على أساس قومي أو عرقي أو مذهبي، لكي تحاول استخدام ورقة التطرف واللعب بها في الوقت المناسب لتجد المبرر لتتدخل في شؤون البلدان، وبمعنى أدق خلق أزمات حتى تستطيع الدخول من خلالها إلى المنطقة.

 

إن الثابت في السياسة الأمريكية من وجهة نظرها أن الإسلام هو الخصم الحقيقي ومصدر الخطورة عليها وعلى الغرب على حد سواء، فلقد استفردت أمريكا بقيادة العالم بعد إسقاط دولة الإسلام، وانهيار وتفكيك الاتحاد السوفيتي، فلم يبق منافس للرأسمالية مع غياب المبادئ الفكرية المناهضة لها، فأمريكا اليوم تعمل على إضعاف الدول، خاصة التي أغلب أهلها مسلمون، فهي تعمل على إضعافها من خلال تفجير الصراعات داخلها بغرض انكفاء هذه الدول على مشاكلها الداخلية بشكل دائم، فهي لا تمانع وجود جماعات مسلحة داخل هذه الدول لتهديد الأمن، بل تشجع على وجودها لاستخدامها في الوقت المناسب وضمن التكتيك الأمريكي، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى؛ فها هم الحوثيون قدموا البحر الأحمر وطرق الملاحة على طبق من ذهب للأمريكان الذين كانوا يحلمون أن يصلوا إلى طرق الملاحة والهيمنة عليها، وكذلك حزب إيران في لبنان الذي تدعمه طهران التي تدور في فلك أمريكا، فهي تستطيع أن تستخدمه كعصا لتهديد كيان يهود عندما يخرج عن بيت الطاعة الأمريكي. وهي كذلك تغذي أطراف الصراع لزيادة حدته كما يحصل في السودان.

 

وتهدف كذلك إلى إضعاف القدرات العسكرية للدول. كما استطاعت أن توظف طهران بوصفها شرطي المنطقة لتحقيق مصالح أمريكا مقابل إعطائها دوراً في المنطقة، كما تحاول إبقاء الوضع في العراق هشاً وقلقاً للضغط على دول الخليج. فهي تتعامل مع الطغمة الحاكمة وفقا لمتطلبات كل ظرف ومرحلة سياسية لتحقيق مصالحها، وهي تتعامل مع دول المنطقة وفق مصالحها، حتى صارت مدننا محطات وقود تتزود منها أرتال جيوشهم لتقتحم وتدمر إخواننا، وما علينا إلا أن نكون بقرة حلوباً يتغذى منها الغرب. وحتى يستمر مسلسل الاستهانة بالمسلمين ومحاربة كل من يحاول إحياء الإسلام الذي يحارب ظلمها وغطرستها.

 

أقول لكل المظلومين والمقهورين في الأمة الإسلامية ولكل مخلص لدينه ولأمته، الذين يتطلعون إلى حياة حرة كريمة، إن الأمة أصبحت بلا أمن ولا أمان منذ أن غابت شمس الإسلام حتى أصبح المسلمون كالأيتام على موائد اللئام! وما أرخص الإنسان في بلادنا! فلا قيمة له في ظل أنظمة وضعية وقوانين بلا هوية، فلا خير في ديمقراطية هالكة لا تحفظ لنا كرامتنا، فأطلقوها صرخة مدوية وسيروا مع من يصل بكم إلى بر الأمان، حزب التحرير، الرائد الذي لا يكذب أهله.

 

إن سر قوة هذه الأمة وعزها ومجدها هو في دينها وعقيدتها يوم أن تلتزم بمنهجها الذي أراده الخالق لها، لخلاص البشرية وانعتاقها من ظلم وغطرسة الرأسمالية العفنة. ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ﴾.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مؤنس حميد – ولاية العراق

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع