خبر وتعليق أيحقق اضطرار أمريكا أمانيها في ثورة الشام؟
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أورت جريدة الحياة الإلكترونية خبرا مفاده: أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال في مقابلة مع قناة "سي بي إس نيوز" تُبث اليوم (الأحد)، بأن بلاده ستضطر للتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد في شأن انتقال سياسي في سوريا. وأضاف كيري أن "واشنطن تبحث سبل الضغط على الأسد لقبول المحادثات". وتصر الولايات المتحدة منذ وقت طويل على ضرورة رحيل الأسد عن السلطة عبر عملية انتقال سياسي من خلال التفاوض، لكن ظهور عدو مشترك هو تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، خفّف فيما يبدو من موقف الغرب من الرئيس السوري. ولم يكرر وزير الخارجية في المقابلة الموقف الأميركي المعتاد أن الأسد فقد كل شرعية له، وعليه أن يرحل.
التعليق:
ظلت أمريكا تناور وتراوغ ولا تزال من أجل أن تحافظ على عميلها المجتهد جدا في إخماد الثورة في سوريا، وقد دأبت على إسكات كل معارضيه، وإقناع المنادين بإيقاف نزيف الدم بحق الشعب السوري الأعزل من كل المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية. فتراها تختلق الحجج الواهية والعلل الزائفة لكي تبرر للجميع جرائم عميلها المجرم وفظاعة ما يقترفه بحق شعبه. وفي السياق نفسه، فهي تسعى جاهدة لتهميش الثورة والثوار، وتعمل على إبراز تناقضات قادتها في الداخل والتشهير بخلافاتهم مع بعض. وهي تحاول أن تبرز من خلال بعض اللقاءات المتلفزة أن القادة الميدانيين ليسوا على قدر المسؤولية في قيادة المرحلة القادمة. كما أنها لم تغفل احتواء قادة ثورة الخارج وتوجيههم أو تهميشهم أو فضحهم... رغم قلة أهميتهم وتأثيرهم في الداخل.
إن أمريكا لا ترغب حقيقة في تغيير نظام الأسد، بل ترى أنه الأنسب والأصلح للتصدي للثورة والثوار، وإلى إبطال مشروع التغيير الإسلامي الصحيح الذي تستشرفه كل المنطقة والمسلمون في العالم كله، ويتعامى عنه قادة العالم الحاقدون بقيادة أمريكا وأوروبا، ويحاولون أن يحُولوا بينه وبين انعتاق أمة الإسلام قاطبة به.
فمقولة وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن واشنطن ستضطر للتفاوض مع الأسد في النهاية هي في حقيقتها لم تضطر مطلقا، وإنما هو أمل وأمنية تراود أمريكا من بداية انطلاق الثورة في الشام، وهو هدف ضمن الخطة المرسومة للسياسة الأمريكية في التغيير السّلس للعملاء النجباء في المناطق الأشد سخونة في الصراع الدولي والأهمية الاستراتيجية في العالم.
هذا هو كيد الكفار والمنافقين نراه ونسمعه وقد أخبرنا به خبير، وهذه عقول وقلوب واعية مستنيرة، تحصي أنفاس أعدائها، تزن الموازين القسط، متنبهة متيقظة على عدوها...، مترسمة طريق ربها، عاملة واثقة بنصر الله، واصلة ليلها بنهارها متوكلة على ربها، أن لن يهدأ لها بال حتى تغيّر ربوع الشام والمنطقة جميعها بل والعالم كله بإذن الله، لينعم بعدل الله وليقطع دابر الكفار والمنافقين، وينشر الخير والرحمة والسعادة في العالمين.
﴿أمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ [البقرة: 214]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هشام الأندلسي - أوروبا