- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الافتتاح
تلقيها الناطقة باسم نساء حزب التحرير في إندونيسيا
(مترجمة)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله رب العالمين لا شريك له، هو الخالق المدبر المصور له الأسماء الحسنى. وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله لا نبي بعده، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد...
أخواتي العزيزات، بارك الله فيكنّ...
بحمد الله تعالى، يتشرف القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، وبالتعاون مع نساء حزب التحرير في إندونيسيا، بتنظيم هذا المؤتمر النسائي العالمي الخامس. عنوان مؤتمرنا اليوم هو "الخلافة والتعليم: إحياء العصر الذهبي". لقد اعترف العالم بأن العصر الذهبي للحضارة الإنسانية حدث عندما سادت العقيدة الإسلامية العالم مع تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع أنظمة الحياة، بما في ذلك التعليم.
هذا المؤتمر هو تتويج لحملة عالمية عن الخلافة والتعليم، والتي بدأت يوم 16 شباط/فبراير 2017، وتضمنت توزيعاً واسعاً للعديد من المقالات وأشرطة الفيديو، والمشاركة الفعالة في وسائل التواصل الإلكتروني، والتفاعل مع قيادات وناشطين في المجتمع، وافتتاح معرض بتاريخ 10 آذار/مارس. وطوال فترة الحملة، بيّنا واقع وأسباب أزمة التعليم في جميع أنحاء العالم، الذي هو تطبيق نظام التعليم العلماني من جانب الحكومات الديمقراطية الليبرالية التي تتبنى الفكر الرأسمالي. وقد جعلت عقيدة الكفر التعليمَ سلعةً تجارية واستخدمته كأداة من أدوات الاستعمار الرأسمالي، خصوصا في بلاد المسلمين.
ومن أجل البلاد الإسلامية، قام الغرب بتزويد التعليم بوسائل ومواد أبعدت المسلمين عن عقيدتهم وإرثهم الثقافي، وكذلك منعت صحوتهم وتقدمهم. وفي الوقت نفسه، جعلوا المسلمين يطبقون العلمانية والليبرالية وغيرها من الأفكار غير الإسلامية. وأصبح أبناء هذه الأمة محل تجارب علمية في المختبرات التي تختلف عن الموطن الحقيقي للمسلمين. وقد تم تدريبهم على الطريقة الغربية، والتي هي جعل العلم أو المعرفة بعيدا عن التطبيق العملي واستبدال المواد الأكاديمية التي تنتهك منهجية التدريس الإسلامي الصحيح بها. وبيّنت هذه الحملة أيضا الصور المجيدة للحضارة الإنسانية في ظل دولة الخلافة التي كانت تطبق نظام التعليم الإسلامي الذي كان قادرا على حماية هوية المسلمين كخير أمة.
أيتها الأخوات العزيزات، سيُقدم لكنّ في هذا المؤتمر اليوم إن شاء الله عرض عن الهدف الحقيقي من التعليم في الإسلام، وأسباب أزمة التعليم اليوم، والكيفية التي طبقت بها الخلافة التعليم بحيث وصلت بهذه الأمة إلى عصر ذهبي. وسيوضح هذا العرض أيضا لمحات عن المدارس والتعليم العالي في النظام الإسلامي، وأساليب التدريس، وأهمية اللغة العربية، فضلا عن استراتيجيات التعليم لجيل اليوم من المسلمين قبل إقامة دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة. وستتاح لكن الفرصة أيضاً لإجراء حوار مع مصادر مختصة في جلسة المناقشة.
أخواتي رحمكنّ الله...
إن هذه الحملة والمعرض والمؤتمر حول موضوع الخلافة والتعليم ذو أهمية كبيرة. وهنا نقدم حلا لمشاكل التعليم في بلادنا التي تزداد سوءاً. إن هذه المناقشة ذات صلة وثيقة بوضعنا الحالي، فإنه بإمكاننا رؤية صورة التعليم القبيحة بأعيننا، حيث معنويات الطلاب المحطمة، وتدهور نوعية المعلمين، وطرق التعليم الغامضة على نحو متزايد، وعدم وجود عدد كاف من المدارس، وعدم كفاية المرافق في المدارس والجامعات، وارتفاع تكلفة التعليم، وعدم الحصول على التعليم في مختلف المناطق، وصعوبة إيجاد علماء حقيقيين، كل هذه المشاكل واضحة لعيوننا وآذاننا. كل هذا يعكس رداءة نوعية التعليم لدينا.
إن الجهود المعلنة من قبل الحكومات لمعالجة هذه المشاكل لم تضع حداً لها. وإن تغيير المناهج الدراسية المتكرر لم يحسّن من نوعية الطلاب. وإن شهادات المعلمين لا تمنحهم بالضرورة حياة مزدهرة ولا تزيد من إخلاصهم في العمل. بل على العكس من ذلك، يُهمل الطلاب نظرا للمتطلبات الإدارية للشهادة. وإدارة التعليم من قبل إدارات خاصة، وليس من قبل الدولة، جعل الحصول على تعليم جيد باهظ الثمن للطلاب. إن اتجاهات أبحاثهم تتحكم بها هذه المؤسسات، والتي من المتوقع أن تمنحهم الرعاية المجتمعية، لكنها في الواقع تحاصرهم لأن يصبحوا عمالا للشركات الرأسمالية. ونتيجة لذلك، فقد كانت هناك جهود مختلفة لتحسين قطاع التعليم، ولكنها في الحقيقة جعلت الوضع أسوأ حالا.
لذلك، وبشعور تام بالمسؤولية، قمنا بتنظيم هذا المؤتمر باعتباره أفضل عمل لله سبحانه وتعالى ولرسول الله r ، وللإسلام ولهذه الأمة، حتى تُقام شريعة الله سبحانه وتعالى في هذا العالم، ولإرضائه سبحانه وتعالى حتى ينزل علينا بركاته، إلى أن تنتصر أمة الإسلام، وتسود أنظمة الإسلام جميع البشر في جميع أنحاء العالم، وتتحقق المثل العليا النبيلة في بناء جيل يجهد في تقديم أفضل مساهمة للحضارة الإسلامية.
أيتها الأخوات الكريمات،
إن عودة العصر الذهبي لا يمكن تحقيقها إلا من خلال إنشاء نظام التعليم الإسلامي الذي يتكامل مع النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المستمدة من الشريعة الإسلامية. إن طريقة إعادة هذا العصر الذهبي واضحة وضوح الشمس، وما علينا إلا اتباعها. وإن هذه الصورة الذهبية حقيقية لأنها كانت موجودة لمئات السنين. وفقط مع العمل الجاد يمكننا إيجادها مرة أخرى، وهذا من خلال نشر الوعي داخل هذه الأمة عن النظام الديمقراطي الفاسد الذي هو من صنع البشر وتفوّق النظام الإسلامي الذي هو من عند الله. وبالتالي، لن تتردد هذه الأمة في الإطاحة بهذا النظام غير الإسلامي، والمطالبة بتطبيق الإسلام.
سوف يؤتي عملنا الشاق اليوم ثماره، التي سوف نورثها لأجيالنا الحبيبة القادمة. ونحن نأمل حقاً أن تنجح هذه الحملة والمؤتمر، وأن تحدث تأثيراً كبيراً في هذه الأمة. عسى أن تُكتب لنا من الصالحات، وأن تثقل موازيننا في الآخرة، وأن نقيم الحجة يوم الحساب بإذن الله بأننا عملنا لهذه الدعوة ودعونا العالم للكفاح من أجل إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
أخواتي رحمكنّ الله...،
وأخيراً أقول بسم الله الرحمن الرحيم وعلى بركة الله أفتتح هذا المؤتمر
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
والسلام عليكُنّ ورحمة الله وبركاته
أم فضيلة
الناطقة باسم نساء حزب التحرير في إندونيسيا