السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 تهنئة أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة
بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك لعام 1439هـ الموافق 2018م
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

 

Ameer

 


إلى الأمة الإسلامية التي أكرمها الله فقال: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾...


إلى حملة الدعوة، شباب حزب التحرير وشاباته، الأنقياء الأتقياء ولا نزكي على الله أحداً الذين يقولون الحسن من القول ويعملون الصالح من العمل، فأثنى الله على من هذه صفاته: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِين﴾...


إلى زوار الصفحة الكرام المقبلين عليها بحق وصدق، والساعين إلى الخير الذي تحمله، فجزاهم الله خيراً...


إلى كل هؤلاء:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أبارك لكم عيد الأضحى الطيبَ المبارك، وتقبل الله الطاعات... وأسأل الله سبحانه أن يتقبل حج الحجيج وأن يجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً، وأن يوفق الله سبحانه الذين لم يحجوا هذا العام أن يحجوا العام القادم بخير وعلى خير، والله سبحانه يتولى الصالحين.


أيها الإخوة، يأتي العيد هذا العام وما زالت خلافتنا غيرَ موجودة فتجرأ الكفار المستعمرون وعملاؤهم علينا فأشعلوا القتل وسفك الدماء في بلادنا، وتنوعت جرائمُهم الوحشية من البراميل المتفجرة إلى الصواريخ المدمرة إلى الأسلحة الكيماوية... وكل ذلك بأيديهم تارة وبأيدي عملائهم تارة أخرى، فحيثما نظرت وجدت دماء المسلمين تُسفك ظلماً وعدوانا... ففي الشرق تلك بورما، وما أدراك ما بورما، فحال المسلمين فيها يُدمي القلب، وذلك من جرائم البوذيين وفظائعهم التي تنأى عنها وحوش الغاب... ومن بعد ترى كشمير وجرائم الهند فيها... فإذا صعدت إلى الشمال فترى الشيشان والقوقاز ثم القرم تَفْتِك بها أيادي روسيا الموغلةُ في الجريمة والدماء... فإذا سرت من هناك شرقاً إلى تركستان الشرقية، فسترى الصين تسومها صنوف العدوان... وأما إذا سرت جنوباً ولامست شاطئ البحر فستجدُ قلب بلاد المسلمين، الأرضَ المباركة، فلسطين أولى القبلتين، وسترى اليهود يغتصبونها ويرتكبون فيها الجرائم والمجازر، وتسمع أنين مسجدها وهو يئن من جرح عميق يكاد يجعله في النزع الأخير... ثم الشام وما أدراك ما الشام، تسيل الدماء فيها من كل جانب، فالمجازرُ الوحشية تكاد تنتشر في الأزقة والحارات بفعل طاغية الشام، ومن ورائه ومن قدامه أمريكا والأتباعُ والأشياع من روسيا إلى إيران ثم المليشيات... وكل هؤلاء يشعلون نار هذا القتل وسفكِ الدماء بجميع وسائل القتل المدمرة... وها هي مجازر إدلب تُطِلُّ برأسها من خلال القصف الوحشي على جنباتها، وحشود الطغاة المتجهة نحوها، الممزوجة بصفقات الخيانة من حولها... ثم العراق أختُ الشام في المآسي والمصائب... فإذا سرت جنوباً إلى اليمن الذي كان سعيداً فستراه قد أصبح حزيناً تفتك به مآسي الاقتتال، وتُغذِّيه الدولُ الكافرة المستعمرة التي اتخذته ميدان تنافسٍ بينها على جماجمنا ودمائنا... وأما إذا سرت إلى مغرب الشمس فستجد ليبيا يقتتل فيها المسلمون فيما بينهم... ثم إذا عرّجت نحو أفريقيا الوسطى فسترى أن المسلمين فيها قد نالهم الأذى والضررُ وسفكُ الدماءِ الزكية وانتهاكُ الحرمات ما يعجز عنه الوصف... ثم جارتها السودان، وقد فُصل جنوبه عن شِماله، وتُرك جرحه ينزف... ثم الصومال تئن من الألم الفظيع والاقتتال الشنيع منذ سنين...


كل تلك المآسي هي في بلاد المسلمين التي عزَّت في ماضي سنواتها بالإسلام وراية الإسلام وأذان الإسلام وعدل الإسلام... ولكن بعد زوال الخلافة وذهابِ الإمام الجُنَّة تبدَّل حالها وذاقت الأمرَّين حيث تداعى عليها الكفار المستعمرون وعملاؤهم الحكام الظالمون... ناهيك عن مآسي المسلمين في بلاد الكفار، فحدث ولا حرج، فإن تلك الأمم تريد أن يَخرج المسلمون من جلدهم، فلباس نسائهم يضربون طوقاً حوله، وصوتُ أذانهم يبذلون الوسع لإسكاته، وينشرون الكراهية ضدهم في مجتمعاتهم ومرافق حياتهم حتى في طرقاتهم... إنها مآسٍ منذ غياب الخلافة، آخذ بعضها برقاب بعض، مصائبُ متراكمة تَدَعُ الحليمَ حَيْرانَ...


أيها الإخوة، إن هذه المآسي لو أصابت أي أمة أخرى لانهارت أو كادت، وليئست من استمرار الحياة إن كان فيها بقية من حياة... وأما الأمة الإسلامية فإن لها في كتاب ربها وسنة نبيها وحتى في ظواهر المخلوقات من الليل والنهار ما يجعلها لا تهتز في الشدائد ولا يلين عزمها في الأزمات بل تزداد قوة فوق قوة وعزماً فوق عزم... تؤدي عملها بقوة وإحسان وتتوجه إلى ربها بصادق التُّكلان:


* أما في كتاب ربها فآيات الله تنطق بذلك: ﴿فإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾... ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾... ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾.


* وأما في سيرة نبيها فهو ما حدث لرسول الله e حيث كان عامُ الحزن فتوفيت خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، ثم كانت وفاة أبي طالب الذي كان يعين رسول الله e، ومن بعدُ ذلك الرد العنيف من أهل الطائف الذي أدمى رسول الله e... ثم اشتدت الأزمة فتوافقوا على قتل رسول الله e ثم لحقوا به صلوات الله وسلامه عليه إلى غار ثور، وهو e مختفٍ فيه مع صاحبه الصديق أبي بكر رضي الله عنه، فوقفوا أمام باب الغار ولم يكن بينهم وبين رسول الله e سوى ذراعٍ أو بعض ذراع... كان هذا عشيةَ ذلك اليوم، وبعد ذلك بيومٍ أو يومين كان الرسول e يقيم الدولة في المدينة ويعلي صرحها فتضيءُ الدنيا وتصدع بالحق...


* وأما في ظواهر المخلوقات من الليل والنهار، فإن اشتداد ظلمة الليل يتلوها بزوغ الفجر الصادق، وتلك آية لأولي الألباب...


وهكذا فالأمة الإسلامية لا تيأس من رحمة الله، وهي تدرك أن اليسر بعد العسر، والفرج بعد الشدة، وبزوغ الفجر بعد ظلمة الليل... فلا تهزها الصدمات بل تعمل وتعمل مخلصة لله صادقة مع رسول الله... ولا يضيرها من ينحرف منها أو يضل فغالبها لا يرضى للإسلام بديلا...


أيها الإخوة، إن أولئك الكفار قد تنفسوا الصعداء بعد زوال الخلافة فقاموا بجرائمهم تلك وهم آمنون، فلا يقف في وجههم أحد ولا يصدهم عن جرائمهم أحد ولا يردهم إلى عقر دارهم أحد... فهم يدركون أن درع المسلمين قد زال ومن ثم يبذلون الوسع في أن لا يعود ذلك الدرع، ولأنهم يدركون أن صانعة هذا الدرع هي الخلافة حيث عز المسلمين ومنعتهم، لهذا هم يلاحقون العاملين لإعادة الخلافة... وهكذا أصبح حزب التحرير هدفاً لسهام الكفار المستعمرين وعملائهم الحكامِ في بلاد المسلمين، ومن ثم تعرض الحزب إلى شتى المضايقات والتعذيب المفضي للاستشهاد من كيد الكافرين وجواسيس الظالمين وحقد الحاقدين... فالحزب قد حُظر ومُنع في بلاد العالم الإسلامي حتى في تلك البلاد المفتوحة للأحزاب بأشكالها المختلفة مثل إندونيسيا فقد مُنع الحزب! وكذلك في تلك البلاد المشرعةِ أبوابُها للأحزاب على أنواعها حتى الغثِّ منها مثل تونس فكذلك قد مُنع الحزب... وأما شباب الحزب فسجون الطواغيت تنطق بحالهم، فهم في سجنهم الضيق يعذبون، وفي سجنهم الأوسع يلاحقون، وأما لماذا كلُّ هذا فهو لكلمة الحق التي يصدع بها الحزب فتصعقُهم فوق صعق السيوف لأنهم لا يملكون حجة تقف أمام كلمة الحق قاتلهم الله أنى يؤفكون...


أيها الإخوة: إن هذه المآسي التي تحل في الأمة وفي العاملين للخلافة لشديدةٌ شديدة، ولولا أن الله سبحانه قد جعل العيد مبعثاً للسرور، ومُدخِلاً في قلوب المسلمين البهجة والحبور، والصلَةَ الطيبة للأرحام، وأن تُشيع الأمة بينها من خلاله التهنئةَ وحسن السلام... ولولا أن وعداً من الله سبحانه بالعز والتمكين قادمٌ لهذه الأمة... ولولا أن هناك بشرى من رسول الله e بعودة الخلافة الراشدة... ولولا أن حزباً مخلصاً لله سبحانه، صادقاً مع رسول الله e، يعمل ليل نهار مبتهلاً إلى الله ومتضرعا أن يفتح على يديه بإقامة الخلافة وإعادة عز الإسلام والمسلمين... لولا هذه الأربعة لامتنعت الابتسامة أن تعلو الوجوه، فإن في القلب لجرحاً، وفي الحلق غصة، وذلك لكثرة المآسي التي تحيط بالمسلمين من قدامٍ وخلف، وعن يمين وشِمال... فالخلافة لها نحو قرن غائبة، فأصبح المسلمون مزقاً متفرقين، يحكمهم حكام رويبضات ظلمة... ناهيك عن عدوان الكفار المستعمرين وأحلافهم على البلاد والعباد، وكأن بلاد المسلمين ميدانُ صراع لسفك دمائنا وانتهاك حرماتنا...


ولكن، ومع شدة هذه المآسي فإن حزب التحرير مطمئن بنصر الله وبتحقيق وعده سبحانه وبشرى رسوله e، فهو لا ييأس من رحمة الله ما دام يحسن عمله بإذن ربه، فالحزب يدرك أن وقت عودة الخلافة مسطور في الكتاب، وكلما مضى يوم اقتربنا من ذلك الوقت يوما، وحزب هذا شأنه لا يدخل اليأس إلى قلبه ولا تلين له عزيمة أو تضعف له قناة بإذن العزيز الحكيم، بل إن الشدائد تزيده قوة، فالشدائد محك الرجال وشباب الحزب هم الرجال الرجال الذين يدعون الله سبحانه أن يكونوا ممن قال الله فيهم: ﴿رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾... إنهم يحملون الدعوة بأيمانهم بفضل من الله، وسترتفع هذه الدعوة بأيديهم إن شاء الله، ومن ثم يتحقق وعد الله سبحانه وبشرى رسوله e في شعبها الثلاث بتوفيق الله وعونه:


*- الأولى: في إعادة الخلافة على منهاج النبوة بعد هذا الملك الجبري: أخرج الإمام أحمد، والطيالسي في مسنده من حديث حذيفة، قال: قال رسول الله e: «... ثُمَّ تَكُونُ جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»... *- والثانية: في اقتلاع دولة يهود من جذورها، أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ...»، وفي لفظ آخر قال ﷺ: «تُقَاتِلُكُمُ يَهُودُ، فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ» *- والثالثة: في فتح روما بإذن الله، روى أحمد في مسنده والحاكم وصححه ووافقه الذهبي عن أبي قَبِيلٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: فَقَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ e نَكْتُبُ، إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ e: أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا: قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ e: «مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلًا، يَعْنِي قُسْطَنْطِينِيَّةَ». وقد فُتحت القسطنطينية، وستُفتح روما إن شاء الله...


 أيها الإخوة، إن في تدبر المسطور أعلاه بعقل سليم وفهم حكيم لأملاً بعد ألم، وبشرى فرحٍ بعد واقع حزن، ويسراً بعد عسر، وهناءً اقترب بعد شقاءٍ طال وطال، ونزولَ صلوات الله ورحمته بعد إنا لله وإنا إليه راجعون... ثم الخيرَ والنصر... الخير والنصر... الخير والنصر ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.


وفي الختام فإني أسأل الله سبحانه أن يعود هذا العيد الطيب المبارك والأمة الإسلامية تستظل براية الخلافة الراشدة راية العقاب راية لا إله إلا الله محمد رسول الله... كما أسأله تعالى أن يكون شباب الحزب في مقدمة هذه الأمة يستظلون معها بظل الخلافة الراشدة... وأما الشاب الذي يقضي الله أجله قبل عودة هذا العيد، فإني أسأل الله سبحانه له، أن يستظل بظله سبحانه يوم لا ظل إلا ظله، والله رحمن رحيم.


وخاتمة الختام أقرئكم السلام وأدعو لكم بخير.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                                                                                             أخوكم
في ليلة العاشر من ذي الحجة 1439هـ                                               عطاء بن خليل أبو الرشتة
الموافق 2018/08/21م                                                                أمير حزب التحرير

 

 

 

 

 

 

 

وسائط

1 تعليق

  • صلاح الدين عضاضة
    صلاح الدين عضاضة الثلاثاء، 21 آب/أغسطس 2018م 02:02 تعليق

    كلام ثابت وعزيمة ثابتة
    ثبات مستمد من قول الله عز وجل وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم..
    بارك الله بأميرنا على هذا التذكير القيم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع