- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة بمناسبة افتتاح
إذاعة المكتب الإعلامي للحزب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
إلى الذين يشدّون الرّحال إلى الوعي والنصيحة،
إلى من يبتغون الوصول إلى الحقيقة،
إلى الذين يَنْشُدون الكلمة الصادقة الطيبة،
إلى هؤلاء وأولئك المستقبلين لهذه الإذاعة،
إليهم أتلو قول الحق سبحانه:
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ. تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}.
أيها الإخوة المستمعون
إن الكلمةَ الطيبةَ هي كلمةُ الحق الصادقةُ التقيةُ، الجريئةُ القويةُ، وهي أساسٌ في الإسلام العظيم، تنطق بهذا وتأمر به آيات الله سبحانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ معَ الصَّادِقِينَ}، وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: «ألا إنَّ أفضل الجهاد كلمةُ حق عند سلطان جائر» رواه أحمد. وهذه الكلمة الطيبة بفرعيها: صدق التقوى، وقوة الجرأة، ستكون بإذن الله، أساساً في هذه الإذاعة الحية، لتصدع بالحق في وقت ألقت فيه الإذاعات، إلا ما رحم ربك، كلمة الحق وراء ظهورها، وتنافست في الدجل والتضليل، والفرية والكذب، والغش والخداع، واتخذت من الغاية مبرراً للوسيلة، أَنَّى كانت هذه الوسيلة، ومهما انحدرت وبلغت مبلغها من السقوط، تقلب الحق باطلاً والباطل حقاً، قاتلهم الله أّنَّى يؤفكون.
أيها الإخوة
إنه في هذا الزمن الصعب حيث كلمةُ الحق القويةُ نادرة عزيزة، يحاربها الطغاة الظالمون كي لا تصيب منهم مقتلاً بكشف ظلمهم وطغيانهم، في هذا الزمن الصعب، أيها الإخوة، فإن إذاعتكم هذه ستجعل، بعون الله كلمةَ الحق القويةَ عنوانها دون أن تخشى في الله لومة لائم. وستكون هذه الإذاعة، بإذن الله، حياةً وهلاكاً في آنٍ:
حياةً لمن يحب الخير ويسعى إليه، فهي له نور فوق نور، وهدىً فوق هدىً، وتوعية وتبصرة. وإذاعتنا عند هؤلاء: تلذ لها الأسماع، وتطيب بها الأنفس، وتطمئن القلوب. ويكون بثها بشيراً لهم وأيَّ بشير.
وتكون هلاكاً لكل طاغية ظالم، ضالٍّ مضل، أعمى البصر والبصيرة، فهي تذله وتخزيه، وتكشفه للمخدوعين فيه. تُظهر ضلالاته، وتفضح مؤامراته، وتبين الطريق لإزالته، والسبيل لإزاحته. وإذاعتنا لهؤلاء: عمىً على بصرهم، ووقر في سمعهم، ويكون بثها نذيراً لهم وأيَّ نذير.
كل ذلك، أيها الإخوة، لتكون الأمور واضحةً جليةً وضوح الشمس في رابعة النهار، لا يحجبها غيم، ولا يعتريها ظلام {لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ}.
أيها الإخوة
في هذا اليوم، وهذه الساعة، أفتتح باسم الله هذه الإذاعة، لتصدع بالكلمة الطيبة الصادقة القوية، لعلها، أيها الإخوة:
أولاً: تُثبِّت الذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وتنير الطريق للباحثين عن النور، وتزيل الجهل والحيرة عند طلاب العلم والهداية.
وثانياً: وفي الوقت نفسه، لعلها تصعق خائناً، أو توقظ نائماً، أو تعيد العقل لمضبوع.
وأخيراً وليس آخراً، فإني أبارك لكم، أيها المستمعون، هذا الوليدَ المباركَ، الذي يناديكم الآن باسم حـزب التحـرير لتجيبوا وتستجيبوا لدعوة الحق التي يدعو لها، ولتنصروه وتؤازروه، وهذا الوليد لن يلبث، بإذن الله، أن يشب على عجل، فيصبح كبيراً يناديكم حينذاك بلسان عربي مبين:
هنا صوت الخـلافة، هنا إذاعة دار الإسلام، هنا كلمة الحق، الكلمة الطيبة {أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} وما ذلك على الله بعزيز.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الخميس 15 ربيع الآخر 1425هـ
الموافق 3/6/2004م
عطاء بن خليل أبو الرشته
أمير حزب التحرير