الجمعة، 01 شعبان 1446هـ| 2025/01/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

سلسلة قل كلمتك وامش -- ذكرى هدم الخلافة - الاستاذ أبو محمد الأمين

  • نشر في سياسية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1071 مرات

    دور اليهود    

    الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    إن من طبيعة اليهود الغدر ونكران الجميل، وكما أن من طبعهم الخسة والوضاعة وعدم الوفاء، فإنهم كلما عاهدوا عهدا نقضوه، ولا يسيرون باستقامة وحسن سلوك وأخلاقه وإنما الغاية تبرر الوسيلة مهما كانت وضيعة ولذا تراهم يستغلون كل ما تصل إليه أيديهم من أساليب ووسائل للوصول إلى أغراضهم مهما كانت دنيئة، فهم لا يتورعون عن استغلال كل شيء حتى العرض عندهم يصبح رخيصاً لتحقيق أهدافهم.

    بالأمس القريب أذاعت القناة العاشرة في التلفزيون اليهودي برنامجاً يسيء إلى رسول الله السيد المسيح عليه السلام، السيد المسيح الذي يؤمن به نصارى أوروبا وأمريكا كرسول بل وأكثر من رسول فإنهم يؤمنون به كإلاه، هؤلاء النصارى الذي ساعدوا اليهود على إقامة دولتهم المسخ في فلسطين أرض الرباط، ومنذ ذلك التاريخ وهم يمدونهم بالمال والسلاح ويدعمونهم في المحافل الدولية ويقفون بجانبهم في كل أمورهم واليهود يعلمون علم اليقين أنهم بدون نصارى أوروبا وأمريكا لا يستطيعون شيئ ولا يمكنهم الصمود أمام أية هزة تنزل بهم. وإنهم لولا النصارى ما استطاعوا دخول فلسطين وطرد أهلها منها وجعلهم لاجئين في مختلف بقاع الأرض. ومع كل ما قدم النصارى لليهود فإنهم لقوا جزاءهم إساءة لرسولهم بل الإله الذي يؤمنون به، وهذا هو ديدن اليهود.

    وقبل الأمس القريب قام نصارى الأندلس بطرد المسلمين منها وكذلك قاموا بطرد اليهود الذي يعتبرونهم أعداء لصلبهم السيد المسيح حسب اعتقادهم الخاطئ، لم يجد اليهود مكاناً يذهبون إليه إلا بلاد المسلمين في شمال إفريقيا ومن ثم إلى بلاد الأناضول دار الخلافة الإسلامية التي احتضنتهم وساعدتهم وهيأت لهم سبل العيش الكريم بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، فلم يشعروا بالغربة ولم يحسوا بتفرقة بينهم وبين المسلمين من أهل البلاد وما ذلك إلا لأن الإسلام يأمر بالإحسان لأهل الذمة، ويأمر باعتبارهم يحملون تابعية الدولة كباقي السكان وأن لهم ما للمسلمين من أنصاف وعليهم ما على المسلمين من الانتصاف.

    لم يحفظ اليهود الجميل للدولة العثمانية التي استقبلتهم أحسن استقبال وأكرمتهم وأحسنت وفادتهم وإنما قابلوا هذا الجميل بالنكران والغدر والتآمر على الدولة التي احتضنتهم بعد أن طردهم نصارى الأندلس شر طردة، تجمعوا في سالونيك وسموا أنفسهم يهود الدونمة، أعلن أكثرهم الإسلام نفاقاً وأبطنوا يهودتيهم الحاقدة على ما هو غير يهودي من بني البشر، وتحت هذا الغطاء الخادع قام اليهود بالتآمر على الدولة العثمانية من الداخل لإضعافها وإسقاطها، وقد أتخذ هذا التآمر أشكالاً عدة وطرقاً مختلفة سلكها اليهود لإسقاط دولة الخلافة.

    إن أول ما استغلهم اليهود في تآمرهم هم يهود الدونمة الذين أواهم المسلمون وتجمعوا في سالونيك، وهنا في سالونيك أظهروا الإسلام وأبطنوا اليهودية الحاقدة وصاروا يتآمرون على الدولة لإسقاطها. هذا وقد وصل بعض رجالات يهود الدونمة إلى أعلى المناصب في الدولة مثل مدحت باشا اليهودي الماكر الذي تمكن من أن يكون صدراً أعظم في الدولة ومن بعده جاء مصطفى كمال وغيره من الرجالات الذين قضوا على الدولة وألغوا الخلافة.

    وقد استطاع اليهود إيجاد عدة جمعيات سرية في الدولة كالماسونية التي جندت قواها ورجالاتها لهدم الخلافة وقام المحفل الماسوني بنشر الدعايات المعرضة والكاذبة ضد سلاطين آل عثمان وخصوصاً عدوهم اللدود السلطان عبد الحميد الثاني، ولم يترك الماسون ورجالاتهم عيباً من عيوب الحكم إلا وألصقته بالسلطان عبد الحميد الثاني حتى سماه رجالهم بالسلطان الأحمر فأصبح رمزاً للظلم والطغيان والاستبداد وكذلك نجح يهود الدونمة في إيجاد جمعية تركيا الفتاة والتي كان اليهودي مدحت باشا أول مؤسسيها، ثم جمعية الاتحاد والترقي هذه الجمعية أعني الاتحاد والترقي هي التي استعملها اليهود في الانقلاب على السلطان عبد الحميد رحمه الله تعالى.

    كذلك أشعل اليهود ما يسمى بالقومية العربية لدق إسفين الفرقة وفصم عرى الوحدة بين العرب والترك وقد أسهمت هذه الحركة القومية في القضاء على الخلافة ولقد كان أكثر مفكري العرب الداعين للقومية هم من النصارى الذين لم يروا إلا فساد الخلافة فأبرزوا المساوئ في كتاباتهم وأشعارهم فهذا إبراهيم اليازجي شاعر القومية العربية يقول:

تنبهوا واستفيقوا أيها العرب
كم تظلمون ولستم تشتكون وكم
أقداركم في عيون الترك نازلة

 

فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب
تستغضبون فلا يبدو لكم غضب
وحقكم بين أيدي الترك مغتصب

    لكن هذه الدعوة إلى القومية لم تنطل على كثير من المفكرين العرب، إذ أدركوا أن هذه الدعوة إلى القومية العربية وكذلك دعوة الإتحاد والترقي إلى الطورانية إنما هي دعاوى فتنة بين المسلمين ودعوة لإيجاد العداوة والبغضاء بين شعوب دولة الخلافة.

    كما وإن اليهود استطاعوا استغلال الدول النصرانية وعلى رأسها بريطانيا رأس الكفر للعمل ضد الدولة العثمانية ووضع الخطط السرية والعلنية لهدم الخلافة حتى استطاعت بريطانيا بمكرها ودهائها أن توصل مصطفى كمال اليهودي الماسوني إلى أعلى المانصب وسط شعبية عارمة مفتعلة، فقام بالمهمة التي أوكلت إليه وألغى الخلافة وقضى على السلطنة التي كانت تجمع المسلمين، وهذا وقد رثى الشاعر الخلافة بقصيدة رائعة نذكر منها.

عادت أغاني العرس رجع نواح
كفنت في ليل الزفاف بثوبه
ضجت عليك مآذن ومنابر
الهند والهة ومصر حزينة
والشام تسأل والعراق وفارس
بكت الصلاة وتلك فتنة عابث
أفتى خزعبلة وقال ضلالة
ولتسمعن بكل أرض داعياً
ولتشهدن في كل أرض فتنة

 

ونعيت بين معالم الأفراح
ودفنت عند تبلج الإصباح
وبكت عليك ممالك ونواح
تبكي عليك بمدمع سحاح
أمحا من الأرض الخلافة ماح
بالشرع عربيد القضاء وقاح
وأتى بكفر في البلاد بواح
يدعو إلى الكذاب أو لسجاح
فيها يباع الدين بيع سماح

    والآن وبعد هذا الوقت الطويل الذي مضى على إلغاء الخلافة ودور اليهود المجرمين المباشر في إلغائها يعود المسلمين إلى أن يتشوقوا للعيش في ظلها فإنها أمهم الرؤوم التي تحنوا عليهم وتحميهم من الأعداء وتأخذ بيدهم إلى العزة وإلى اقتعاد ذرى المجد، هذا وقد أطل زمانها وما هي من المسلمين ببعيد وقريباً سيتحقق وعد الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة الكريمة بقوله تعالى ((وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم)) سائلين الله القادر أن يعزنا بالإسلام وأن يعز الإسلام بنا وأن يوفق العاملين لإيجاد دولة الخلافة وأن يهيئ لهم على الحق أنصاراً إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات- ومن يتوكل على الله فهو حسبه   

  • نشر في من الصحابة والسلف
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1200 مرات

    قال بعض السلف : جعل الله لكل عمل جزاء من جنسه ، وجعل جزاء التوكل عليه نفس كفايته لعبده ، فقال : { ومن يتوكل على الله فهو حسبه } ، ولم يقل : نؤته كذا وكذا من الأجر ، كما قال في الأعمال ، بل جعل نفسه سبحانه كافي عبده المتوكل عليه ، وحسبه وواقيه ، فلو توكل العبد على الله حق توكله وكادته السموات والأرض ومن فيهن لجعل له مخرجاً ، وكفاه ونصره ". 

 

    بدائع الفوائد

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف- إنما الإمام جنة

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1258 مرات

    عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ‏قَالَ‏" ‏إِنَّمَا الْإِمَامُ ‏‏جُنَّةٌ ‏ ‏يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَلَ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرٌ وَإِنْ يَأْمُرْ بِغَيْرِهِ كَانَ عَلَيْهِ مِنْهُ" رواه مسلم

    جاء في شرح سنن النسائي للسندي
    ‏قَوْله صلى الله عليه وسلم (جُنَّة) ‏‏أَيْ كَالتُّرْسِ قَالَ الْقُرْطُبِيّ أَيْ يُقْتَدَى بِرَأْيِهِ وَنَظَرِهِ فِي الْأُمُور الْعِظَام وَالْوَقَائِع الْخَطِيرَة وَلَا يَتَقَدَّم عَلَى رَأْيه وَلَا يَنْفَرِد دُونه بِأَمْرٍ ‏
    ‏وقَوْله صلى الله عليه وسلم (يُقَاتِل مِنْ وَرَائِهِ) ‏‏قِيلَ الْمُرَاد أَنَّهُ يُقَاتِل قُدَّامَهُ فَوَرَاء هَاهُنَا بِمَعْنَى أَمَام وَلَا يُتْرَك يُبَاشِر الْقِتَال بِنَفْسِهِ لِمَا فِيهِ مِنْ تَعَرُّضه لِلْهَلَاكِ وَفِيهِ هَلَاك الْكُلّ قُلْت وَهَذَا لَا يُنَاسِب التَّشْبِيهَ بِالْجُنَّةِ مَعَ كَوْنه خِلَاف ظَاهِر اللَّفْظ فِي نَفْسه فَالْوَجْه أَنَّ الْمُرَاد أَنَّهُ يُقَاتِل عَلَى وَفْق رَأْيه وَأَمْره وَلَا يُخَالَف عَلَيْهِ فِي الْقِتَال فَصَارَ كَأَنَّهُمْ خَلْفه فِي الْقِتَال وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم ‏
    ‏وقَوْله صلى الله عليه وسلم (وَيُتَّقَى بِهِ) ‏‏أَيْ يَعْتَصِم بِرَأْيِهِ أَوْ يَلْتَجِئ إِلَيْهِ مَنْ يَحْتَاج إِلَى ذَلِكَ . ‏

    وجاء في شرح سنن النسائي للسيوطي
‏    قَوْله صلى الله عليه وسلم ( وَيُتَّقَى بِهِ ) ‏‏أَيْ شَرّ الْعَدُوّ وَأَهْل الْفَسَاد وَالظُّلْم ‏
    ‏وقَوْله صلى الله عليه وسلم ( فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّه وَعَدَلَ فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرًا ) ‏‏قَالَ الْقُرْطُبِيّ أَيْ أَجْرًا عَظِيمًا فَسَكَتَ عَنْ الصِّفَة لِلْعِلْمِ بِهَا قُلْت فَالتَّنْكِير فِيهِ لِلتَّعْظِيمِ ‏

    وجاء في صحيح مسلم بشرح النووي
    ‏‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْإِمَام جُنَّة) أَيْ: كَالسِّتْرِ؛ لِأَنَّهُ يَمْنَع الْعَدُوّ مِنْ أَذَى الْمُسْلِمِينَ، وَيَمْنَع النَّاس بَعْضهمْ مِنْ بَعْض، وَيَحْمِي بَيْضَة الْإِسْلَام، وَيَتَّقِيه النَّاس وَيَخَافُونَ سَطْوَته، وَمَعْنَى يُقَاتَل مِنْ وَرَائِهِ أَيْ: يُقَاتَل مَعَهُ الْكُفَّار وَالْبُغَاة وَالْخَوَارِج وَسَائِر أَهْل الْفَسَاد وَالظُّلْم مُطْلَقًا، وَالتَّاء فِي (يُتَّقَى) مُبْدَلَة مِنْ الْوَاو لِأَنَّ أَصْلهَا مِنْ الْوِقَايَة.

    حقاً إن الخلافة ستر يمنع العدو من إيذاء المسلمين نطق بذلك سيد الصادقين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويصدق ذلك أيضاً الواقع فمنذ أن غابت دولة الخلافة وشرار الخلق وأضعفهم يتجرؤون على الأمة الإسلامية فقتل وتدمير في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال وغيرها ولا راد لصنيعهم ولا يرد عدوانهم ويعيد للأمة هيبتها ومجدها إلا دولة الخلافة فما أحوجنا في هذا الزمان وفي كل زمان لخليفة نتقي به ونقاتل من ورائه.

إقرأ المزيد...

البيعة لخليفة المسلمين ح2 - الأستاذ أبو إبراهيم   

  • نشر في مع الفقه وأصوله
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1309 مرات

    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, ومن تبعه وسار على دربه, واهتدى بهديه, واستن بسنته, ودعا بدعوته واقتفى أثره إلى يوم الدين, واجعلنا معهم واحشرنا في زمرتهم, برحمتك يا أرحم الراحمين.

    اللهم لا سهل إلا َّ ما جعلته سهلا , وأنت إذا شئت جعلت الحزن سهلا.

    اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.

    ربِّ اشرح لي صدري, ويسِّر لي أمري, واحلل عقدة من لساني, يفقهوا قولي.

    أحبتنا الكرام: أحييكم بتحية الإسلام, فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد:

    كنا قد تحدثنا في الحلقة السابقة أن البيعَةَُ لِخـَـليفةٍ هِيَ بـِيَدِ المُسلمين, وَهِيَ حَقـُّهُمْ, وَهُمُ الذينَ يُبـَايعُونَ, وَبَيعتـُهُمْ هِيَ التي تجْعَـلُ الخلافـَة َ تـنعَقِدُ لِلخليفـَةِ, وَالخلافـَة ُ عَـقدُ مُرَاضَاةٍ وَاختيَار ٍ لأنـَّهَا بَيعَة ٌ بالطـَّاعَةِ لِمَنْ لـَهُ حَقُّ الطـَّاعَةِ مِنْ ولايَةِ الأمر ِ, فلا بُدَّ فيهَا مِنْ رضَا مَنْ يُبـَايَعُ لـِيتوَلاهَا, وَرضَا المُبايعينَ لـَهُ, وَلهَذا كانَ لا بُدَّ لانعقادِ الخِلافـَةِ مِنْ بَيعَةِ المُسلمينَ.

    أمَّا مَنْ هُمُ الذينَ تـَنعقِدُ الخِلافـَة ُ ببيعتهمْ فهذا ما سنتحدث عنه في هذه الحلقة.

    ولفهم هذه المسألة لا بد من استِعرَاض ِ مَا حَصَـلَ فِي بَيعَةِ الخـُـلــَفـَاء الرَّاشِدينَ, وَمَا أجمَعَ عَـليهِ الصَّحَابَة.

    ففي بَيعَةِ أبي بَـكر ٍ رضي الله عنه اكتـُـفيَ بأهل ِ الحَـلِّ وَالعَقدِ مِنَ المُسلمينَ الذينَ كانـُوا فِي المَدينةِ وَحدَهَا, وَلمْ يُؤخـَذ رَأيُ المُسلمينَ فِي مَكة َ, وَفي سَائر ِ جَزيرَةِ العَرَبِ, بَـلْ لمْ يُسألـُوا.

     وَكذلكَ الحَالُ فِي بَيعَةِ عُمَرَ رضي الله عنه.

    أمَّا في بَيعَةِ عُثمَانَ رضي الله عنه فإنَّ عَبدَ الرَّحمَن ِ بنَ عَوفٍ أخذ رَأيَ المُسلمينَ في المَدينـَةِ, وَلمْ يَقتصِرْ عَلى سُؤال ِ أهل ِ الحَـلِّ وَالعَقدِ كمَا فعَـلَ أبُو بَكر ٍ عِندَ ترشيح ِ عُمَََرَ رضي الله عنهما.

    وَفي عَهدِ عَـليٍّ كرم الله وجهه اكتـُـفِيَ ببَيعَةِ أكثر ِ أهل ِ المَدينـَةِ وَأهل ِ الكوفـَةِ, وَأفردَ هُوَ بالبَيعَةِ, وَاعتـُبرَتْ بَيعتـُهُ حَتـَّى عِندَ الذينَ خـَالفـُوهُ وَحَاربُوهُ, فإنـَّهُمْ لمْ يُبايعُوا غـَيرَهُ, وَلمْ يَعترضُوا عَـلى بَيعَتِهِ, وَإنـَّما طالبُوهُ بدَم ِعُثمَانَ رضي الله عنه.

    وَقدْ حَصَـلَ كـُـلُّ ذلِكَ ــ أيْ بَيعَة ُ الخـَـليفـَةِ مِنْ أكثــَر ِ أهل ِ العَاصِمَةِ فـَقط  دُونَ بَاقِي الأقالِيم ِ إلا َّ فِي مُـبَايَعَةِ الإمَام ِعَـليٍّ  رضي الله عنه حِينَ شَارَكَ أهلُ الكـُوفـَةِ فِي مُـبَايَعَتِهِ ــ حَصَـلَ كـُـلُّ ذلِكَ عَلى مَرأى وَمَسمَع ٍ مِنَ الصَّحَابةِ, وَلمْ يَكـُنْ هُـنـَاكَ مُخـَالِفٌ فِي ذلِكَ وَلا مُـنكِرٌ لهَذا العَمَل ِ مِنْ حَيثُ اقتِصَارُ البَيعَةِ عَـلى أكثــَرَ أهل ِ المَدِينـَةِ فـَكـَانَ ذلِكَ إجمَاعَا ً مِنَ الصَّحَابَةِ عَـلى أنَّ الخِلافـَة َ تـَنعَقِدُ مِمَّنْ يُمَثــِّـلـُونَ رَأيَ المُسلِمِينَ فِي الحُـكم ِ, لأنَّ أهلَ الحَـلِّ وَالعَقدِ وَأكثــَرَ سُـكـَّان ِ المَدِينـَةِ كـَانـُوا هُمْ أكثـَريَّة ُ المُمَثــِّـلِينَ لِرَأي ِ الأمَّةِ فِي الحُـكم ِ فِي جَمِيع ِ رُقعَةِ الدَّولـَةِ الإسلامِيَّةِ حِينئِذٍ.

    وَعَـلى هَذا فإنَّ الخِلافة َ تـَنعَقِدُ إذا جَرَتِ البَيعَة ُ مِنْ أكثــَر ِ المُمَثــِّـلِينَ لأكثر ِ الأمَّةِ الإسلامِيَّةِ مِمَّنْ يَدخـُـلونَ تـَحتَ طـَاعَةِ الخـَـليفـَةِ الذي يُرَادُ انتِخـَابُ خـَـلِيفـَةٍ مَكانـَهُ كمَا جَرَى الحَالُ فِي عَهدِ الخـُـلفاء ِ الرَّاشِدِينَ, وَتـَكونُ بَيعَتـُهُم حِينئِذٍ بَيعَة َ عَقدٍ لِلخِلافـَةِ, أمَّا مَا عَدَاهُمْ فإنـَّهُ بَعدَ انعِقادِ الخِلافـَةِ لِلخـَليفـَةِ تـُصبـِحُ بَيعَتـُهُ بَيعَة َ طـَاعَةٍ أي بَيعَة َ انقِيادٍ لِلخـَليفـَةِ, لا بَيعَة َ عَقدَ لِلخِلافـَةِ. هَذا إذا كانَ هُنـَالِكَ خـَـليفـَة ٌ مَاتَ أو عُزلَ وَيُرَادُ إيجَادُ خـَليفـَةٍ مَكانـَهُ.

    أمَّا إذا لمْ يَكنْ هُنالِكَ خـَـلِيفة ٌ مُطلـَقـَا ً وَأصبَحَ فـَرضَا ً عَـلى المُسلِمِينَ أنْ يُـقيمُوا خـَـليفـَة ً لـَهُمْ لِتنفِيذِ أحكـَام ِ الشَّرع ِ, وَحَمل ِ الدَّعوَةِ الإسلامِيَّةِ إلى العَالـَم ِ كمَا هِيَ الحَالُ مُنذ ُ زَوَال دَولـَةِ الخِلافـَةِ الإسلامِيَّةِ فِي اسطـَنبُولَ عَامَ أربَعَةٍ وَعِشرينَ وَتِسعِمَائـَةٍ وَألفٍ‏ مِيلادِيَّة حَتـَّى يَومِنـَا هَذا, فإنَّ كـُـلَّ قـُطر ٍ مِنَ الأقطار ِ الإسلامِيَّةِ المَوجُودَة ُ في العَالـَم ِ الإسلامِيِّ أهلٌ لأنْ يُبَايـِعَ خـَـلِيفـَة ً, وَتنعَقِدُ بـِهِ الخِلافـَة ً, فإذا بَايَعَ قـُطرٌ مَا مِنْ هَذِهِ الأقطار ِ الإسلامِيَّةِ خـَليفة ً, وَانعَقدَتِ الخِلافة ُ لهُ, فأنـَّهُ يُصبـِحُ فـَرضَا ً عَـلى المُسلِمِينَ أنْ يُـبَايعُوهُ بَيعَة َ طـَاعَةٍ, أي بَيعَة َ انقِيادٍ بَعدَ أن ِ انعَقدَتِ الخِلافة ُ لهُ بـِبَيعَةِ أهل ِ قـُطرهِ سَوَاءٌ أكانَ هَذا القـُطرُ كبـِيرا ً كمِصرَ أو تـُركِيَّا أو إندونيسيا أمْ كانَ صَغيرا ً كالأردُنِّ أو ألبَانيَا أو لـُبنـَانَ عَـلى شَرطِ أنْ تـَتـَوافـَرَ فِيهِ أربَعَة َ أمُور ٍهِي:

    أولا ً: أنْ يَكونَ سُـلطـَانُ ذلِكَ القـُطر ِ سُـلطانا ً ذاتِيَّا ً يَستنِدُ إلى المُسلِمِينَ وَحدَهُمْ لا إلى دَولـَةٍ كافِرَةٍ  أو نـُـفوذٍ كافر ٍ.

    ثانيا ً: أنْ يَكونَ أمَانَ المُسلِمِينَ في ذلِكَ القـُطر ِ بـِأمَان ِ الإسلام, لا بأمَان ِ الكـُـفر ِ, أي أنْ تكونَ حِمَايَتـُهُ مِنَ الدَّاخِل ِ وَالخـَارج ِ حِمَايَة َ إسلام ٍ مِنْ قـُوَّةِ المُسلِمِينَ باعتِبَارهَا قـُوَّة ً إسلامِيَّة ً بَحتـَة ً.

    ثالثا ً: أنْ يُبدَأ حَالا ً بمُـبَاشَرَةِ تطبيق ِ الإسلام ِ كامِلا ً تطبيقا ً انقِلابيَّا ً شامِلا ً وَأنْ يَكونَ مُـتـلبِّسَا ً بحَمل ِ الدَّعوَةِ الإسلامِيَّةِ.

    رابعا ً: أنْ يَكونَ الخـَليفة ُ المُبَايَعُ مُستكِمَلا ً شُرُوط َ انعِقادِ الخِلافـَةِ, وَإنْ لمْ يَكـُنْ مُستوفِيَا ً شُروط ُ الأفضَلِيَّةِ, لأن العِبرَة َ بـِشُرُوطِ الانعِقادِ وَهِيَ سَبعَة ُ شُرُوطٍ يَجـِبُ أنْ تـَتـَوافرَ فِي الخـَـليفةِ حَتـَّى يَكونَ أهلا ً لِلخِلافـَةِ, وَحَتـَّى تنعَقِدَ البَيعَة َ لهُ بـِالخِلافـَةِ.

    أما ما هي شروط الإنعقاد السبعة التي يَجـِبُ أنْ تـَتـَوافرَ فِي الخـَـليفةِ حَتـَّى يَكونَ أهلاً لِلخِلافـَةِ, وَحَتـَّى تنعَقِدَ البَيعَة َ لهُ بـِالخِلافـَةِ فهي أنْ يَكونَ الخـَـليفـَـة ُ:

1. مُسلِمـا ً.                                           4. عَاقِلا ً.

2. ذكـَرا ً.                                            5 . عَدَلا ً.

3. بَالِغـا ً.                                             6. حُـرَّا ً.

 

7.     قادِرا ً عَلى القِيَام ِ بأعبَاء ِ الخِلافةِ.

    فإذا استوفى ذلكَ القطرُ تلكَ الأمُورَ الأربعَة َ, فقدْ وُجدَتِ الخِلافة ُ بمُبَايعَةِ ذلكَ القـُطر ِ وَحدَهُ, وَانعقدَتْ بهِ وَحدَهُ وَلـَو كانَ لا يُمثــِّـلُ أكثرَ أهل ِالحَـلِّ وَالعَقدِ لأكثر ِ الأمَّةِ الإسلاميَّةِ؛ لأنَّ إقامَة َ الخِلافةِ فرضُ كِفايَةٍ، وَالذي يَقومُ بذلكَ الفرض ِ عَلى وَجهـِهِ الصَّحيح ِ يَكونُ قامَ بالشيء ِ المَفرُوض ِ؛ وَلأنَّ اشترَاط َ أكثر ِ أهل ِالحَـلِّ وَالعقدِ إذا كانتْ هُناكَ خِلافة ٌ مَوجُودَة ٌ يُرَادُ إيجَادُ خليفةٍ فيهَا مَكانَ الخليفةِ المُتوفـَّى أو المَعزُول ِ.

    أمَّا إذا لمْ تكـُنْ هُنالكَ خِلافـَة ٌ مُطلقا ً, وَيُرَادُ إيجَادُ خِلافةٍ, فإنَّ مُجَرَّدَ وُجُودِهَا عَلى الوَجْهِ الشَّرعِيِّ تـَنعقِدُ الخِلافة ُ بأيِّ خليفةٍ يَستكمِلُ شُرُوط َ الانعِقادِ مَهمَا كانَ عَدَدُ المُبايعينَ الذينَ بَايَعُوهُ؛ لأنَّ المَسألة َ تكـُونُ حينئذٍ مَسألة َ قـِيَام ٍ بفرض ٍ قـَصَّرَ المُسلمُونَ عَن ِ القيَام ِ بـِهِ  مُـدَّة ً تـَزيدُ عَلى المُدَّةِ الشَّرعيَّةِ التي يُمهَلُ فيهَا المُسلمُونَ لإقامَةِ خليفةٍ, وَهِيَ ثلاثة ُ أيَّام ٍ بليلتين ِ, فتقصيرُهُمْ هَذا تـَركٌ لِحقـِّهمْ فِي اختيار ِ مَنْ يُريدُونَ, فمَنْ يَقومُ بالفرض ِ يَكفي لانعِقادِ الخِلافةِ بـِهِ, وَمَتى قامَتِ الخِلافـَة ُ في ذلكَ القـُطر ِ, وَانعَقدَتْ لخليفةٍ يُصبحُ فرضا عَلى المُسلمينَ جَميعا ً الانضوَاءُ تحْتَ لِوَاء ِالخِلافةِ, وَمُبايعَة ُ الخليفةِ بَيعَة َ طاعَةٍ, وَإلا َّ كانـُوا آثمينَ عِندَ اللهِ تعَالى.

    وَيَجبُ عَـلى هَذا الخـَـليفـَةِ مُحَارَبتـَهُمْ حَتـَّى يَدخـُـلـُوا تحْتَ طاعَـتِهِ, وَإذا بُويـِعَ لِخـَـليفـَةٍ آخـَرَ فِي القـُطر ِ نـَـفسِهِ أو فِي قـُطر ٍ آخـَرَ بَعدَ بيعَةِ الخـَليفـَةِ الأوَّل ِ, وَانعِقادِ الخِلافـَةِ لـَهُ انعِقادا ً شَرعيَّـا ً مُستوفِيا ً الأمُورَ الأربَعَة َ السَّابقـَة َ الذكـْر ِ وَجَبَ عَلى المُسلمينَ مُحَارَبَة ُ الخـَليفـَةِ الثــَّانِي حَتـَّى يُبايَعَ الخـَـليفـَة ُ الأوَّلُ لِمَا رَوَى مُسلـِمٌ عَنْ طريق ِعَبدِ اللهِ بن ِعَمْرو بن ِالعَاص ِ قالَ: إنـَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقـُولُ:»... وَمَنْ بَايَعَ إمَاما ً  فأعطاهُ صَـفقـَة َ يَدِهِ, وَثمَرَة َ قـَلبـِهِ فـَـليُطِعْـهُ إن ِ استطـَاع َ  فإنْ جَاءَ آخـَرُ يُـنـَازعُهُ, فاضربُوا عـُنـُقَ الآخـَر ِ«.

    وَلأنَّ الذي يَجمَعُ المُسلمينَ هُوَ خـَليفـَة ُ المُسلمينَ برَايَةِ الإسلام ِ, فإذا وُجـِدَ الخـَليفـَة ُ فـَقـَدْ وُجـِدَتْ جَمَاعَة ُ المُسلمينَ, وَيُصبـِحُ فـَرضا ً الانضِمَامُ إليهمْ, وَيَحْرُمُ الخـُرُوجُ عَنهُمْ .

    عَـن ِابن ِعَـبَّاس ٍ ــ رَضِيَ اللهُ  عَـنهُ ــ عَـن ِ النـَّبيِّ  صلى الله عليه وسلم قـالَ: »مَنْ رَأى مِنْ أميرهِ شيئا ً, فـَليَصْبـِرْ عَـليهِ, فـَإنَّ مَنْ فـَارَقَ الجَمَاعَة َ شـِبرا ً فمَاتَ إلا َّ مَاتَ مـِيتة ً جَاهليَّـة ً«.

    وَرَوَى مُسلـِمٌ عَن ِ ابن ِعَـبَّاس ٍ ــ رَضِيَ اللهُ  عَـنهُ ــ عَـن ِ النـَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: »مَنْ كـَرهَ مِنْ أميرهِ شيئا ً, فـَليصْبـِرْ عَـليهِ, فإنـَّهُ ليسَ أحَدٌ مِنَ النـَّاس ِ خـَرَجَ مِـنَ السُّـلطـَان ِ شِبرا ً فمَاتَ عَليهِ إلا َّ مَاتَ مـِيتـَة ً جَاهِليـَّة ً«.

    وَمَـفهُومُ هَذين ِالحَديثين ِ الشريفين لزُومُ الجَمَاعَةِ, وَلزُومُ السُّـلطان ِ.

    وَلا حَقَّ فِي البيعَةِ لِغـَير ِالمُسلمينَ, وَلا تجبُ عَـليهمْ؛ لأنـَّهَا بَيعَة ٌ عَلى الإسلام, وَعَلى كِتابِ اللهِ وَسُنـَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم, وَهِيَ تـَقتـَضِي الإيمَانَ بالإسلام ِ, وَبالكِتابِ وَالسُنـَّةِ, وَغـَيرُ المُسلمينَ لا يَجُوزُ أنْ يَكـُونـُوا في الحُـكم ِ, وَلا أنْ يَـنتخـِبـُوا الحَاكِمَ؛ لأنـَّهُ لا سَبيلَ لهُمْ عَـلى المُسلمينَ؛ وَلأنـَّهُ لا مَحَـلَّ لـَهُمْ فِي البَيعَةِ.

    إخوة الإيمان:

    هَذا وَمَعَ قـُربِ إقامَةِ دَولـَةِ الإسلام ِ التي بَدَأتْ بـَشائرُهَا تـلـُوحُ بالأفـُـق ِ, والتي وَعَدَنـَا بهَا رَبـُّـنـَا جَـلَّ وَعَلا فِي الآيـَةِ الخـَامِسَةِ وَالخـَمسينَ مِـنْ سُـورَةِ النـُّـور ِ حـَيثُ قـَـالَ اللهُ تعَـالى:

    {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55

    كمَا بَشـَّرَنـَا بهَا رَسُولـُـنـَا الكريمُ صلى الله عليه وسلم في الحَدِيثِ الذي رَوَاهُ الإمَامُ أحمَدُ فِي مُسنـَدِهِ، وَالذي قالَ فيهِ صلى الله عليه وسلم »...ثـُمَّ تكـُونُ خِلافـَة ً عَلى مِنهَاج ِالنـُّبـوَّةِ«.

    نـَسألُ اللهَ تبَارَكَ وَتعَالى أنْ تـَكـُونَ فِي أيـَّامِنـَا, وَعَلى أيدِينـَا, وَأنْ يَجعَـلـَنـَا أهلا ً لهَا, وَمِنْ جُـنـُودِهَا الأوفـِيَاء ِالأتـقـِيَاء ِ الأنـقـِيَاء ِ المُخلِصينَ, وَأنْ يَمُنَّ عَـلينـَا بـِنـَصْرهِ  وَتأييـدِهِ. إنـَّهُ سُبحَانـَهُ وَتعَالى وَلـِيُّ ذلكَ، وَالقادِرُ عَـليهِ.

    وختاماً كونوا معنا أيها الإخوة المستمعون في الحلقات القادمة مع سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وَسِيرَةِ خُـلـفـَائِهِ الرَّاشِدينَ المَهدِيينَ مِنْ بَعدِهِ، لِنـَعيشَ وَإيـَّاكـُمْ أجوَاءَ البَيعَةِ، وَإقامَةِ الخِلافـَةِ، وَلنـَرَى وَنـَسمَعَ كيفَ كانتْ تـُؤخـَذ ُ البيعَة ُ لِلخليفـَةِ؛ ليَكـُونَ لـَدينـَا نـَمُوذجٌ رَائعٌ، وَمِثــَالٌ عَـمَـليٌّ جَاهـِزٌ لِلتـَّطبيق ِ، نـَتـَأسَّى بـِهِ سَاعَة َ إعلان ِ إقامَةِ الدَّولـَةِ.

    وإلى أن نلتقي معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله، نستودع الله  دينكم وإيمانكم وخواتيم أعمالكم, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع