مع الحديث الشريف
آلَمَنا ما يحدث في الشام

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ». رواه البخاري برقم 6137.

أيّها المستمعون الكرام:

لقد آلمنا ما حدث لأهلنا في الشام، آلمنا مشهد طفل يجلس على قبر أبيه يقول له: متى ستأتي؟ "طوّلت"، آلمنا مشهد طفلة تبحث في القمامة عن شيء من طعام تسد به رمقها، آلمنا مشهد القنابل الفسفورية وهي تسقط كالمطر على الرؤوس فتسقط معها أرواح بريئة، آلمنا مشهد البراميل المتفجرة تنزل على البيوت والأحياء دون إنذار، وتدخل القرية بعدها في حالة من الحزن والبكاء والنحيب، آلمنا منظر المشردين يحملون أبناءهم هائمين على وجوههم لا يعرفون للطريق اتجاها، آلمتنا صور النساء وهن يصرخن ويولولن ويندبن ضياع شرفهن في المعتقلات.

أيها المسلمون:

نعم هذه المشاهد وهذه الصور آلمتنا وأبكتنا، ولكن هناك ألم لا يقل عن هذا الألم، بل قد يكون أشد وأمر، لأنه ألم وطعنات معا، طعنات من الخلف، ففوق الألم ألم وحسرة وغصّة، فقد تعهد نظام تركيا وحاكمها أردوغان للغرب، بأن يقضي على الثورة هناك بعد أن انتصرت أو كادت، فتحالف مع روسيا الإجرام ومع إيران، فكان هذا الثالوث الذي أفرغ سموم حقده على شعب أعزل، فمحق الشام ومن عليها، فاللهم إنا نعلم أنك تعلم أن حاكم تركيا قد أجرم في حق أهلنا في الشام، اللهم إنا نعلم أنك تعلم أنه عادى أولياءك هناك وخطط ضدهم ومكر ودبر، اللهم ائذن بحربك عليه وأرنا مكرك فيه.

اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

كتبه للإذاعة: أبو مريم