- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
جزاء الصبر والاحتساب
حياكم الله مستمعينا الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، يتجدد اللقاء معكم وبرنامجنا مع الحديث الشريف، وخير ما نبدأ به حلقتنا تحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في صحيح البخاري - كِتَاب الرِّقَاقِ - لن يوافي عبد يوم القيامة يقول لا إله إلا الله يبتغي به وجه الله إلا حرم الله عليه النار
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ إِلَّا الْجَنَّةُ"
قبضت صفيه: أي أمتُّ حبيبه وصديقه المصافي من ولد أو والد أو زوجة أو صديق أو نحو ذلك.
ثم احتسبه: أي صبر مستحضراً ما وعد الله به الصابرين من الأجر والثواب.
مستمعينا الكرام:
إن حياة الإنسان بين هناء وشقاء، بين فرح وترح، فلا يوجد اجتماع إلا يعقبه فراق، والفراق بطبيعته صعب على النفس البشرية، وبحاجة لصبر على المصاب.
والصبر حبس النفس عن الجزع، واللسان عن التشكي، والجوارح عن لطم الخدود ونحوها، وهو من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، وقد ذُكر في القرآن في نحو تسعين موضعاً - كما قال الإمام أحمد - وما ذاك إلا لضرورته وحاجة العبد إليه.
والصبر النافع الذي يترتب عليه الثواب والأجر ويؤتي ثماره وآثاره في نفس العبد، بأن يفوض المؤمن أمره ويسلمه لله عزّ وجلّ، ويستسلم لأمره وقضائه، فإن للمصيبة روعة تهز القلب، وتذهب باللُّب، فإذا صبر العبد عند الصدمة الأولى انكسرت حِدَّتها، وضعفت قوتها، وهان عليه بعد ذلك استدامة الصبر واستمراره
قال بعض الحكماء: "العاقل يصنع في أول يوم من أيام المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أيام" .
كما أن الحديث يركز على أمر هام ألا وهو الاحتساب في الصبر، ذلك أن الجزاء يكون على يقين الإنسان بعظم أجره عند الله، الأمر الذي يؤدي إلى تخفيف مرارة المصيبة على النفس، ويهون وقعها على القلب، وكلما قوي اليقين ضعف الإحساس بألم المصيبة، وقد جاء عن عمر رضي الله عنه قوله: "ما أصبت ببلاء إلا كان لله عليَّ فيه أربع نعم: أنه لم يكن في ديني، وأنه لم يكن أكبر منه، وأني لم أحرم الرضا به، وأني أرجو الثواب عليه"
مستمعينا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم ومع حديث نبوي آخر، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبته للإذاعة: عفراء تراب