- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
كرم الله لا حدَّ له
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني "بتصرف" في باب من هَمَّ بحسنةٍ أو بسيئة:
حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا جعد بن دينار أبو عثمان، حدثنا أبو رجاء العطاردي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل قال: "إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هَمَّ بحسنة فلم يعملْها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همَّ بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن همَّ بسيئة فلم يعملْها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همَّ بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة".
أيها المستمعون الكرام:
إنه عدل الله وكرمه؛ أن كتب الحسنة قبل أن نعملها، بل وضاعفها إلى أضعاف كثيرة إن عملناها، بل كتب لنا حسنة إن تراجعنا عن فعل سيئة وإن فعلناها كتبت سيئة واحدة. فأي كرم هذا؟ إننا نتعامل مع إله كريم يعلمنا طريق الخير لنسير فيه، يعلمنا كيف ننجو من شرور أنفسنا وكيف نحصد الخير حصدا؟
أيها المسلمون:
نترك لخيالنا العنان قليلا لنرى حجم الحصاد إذا ما قام أحدنا بعمل خير واحد، كأن يدخل السرور على قلب مسلم، أو يرسم ابتسامة على وجه طفل أو امرأة أو شاب أو عجوز، لا شك أن الأجر عظيم، كيف إذن بمن يقضي نهاره بعمل الخيرات وجني الحسنات؟ كيف بمن يقضي أيامه بل وعمره متلبسا بعمل من أشرف الأعمال التي بقيت على الأرض؟ العمل لإعادة القرآن الكريم مطبقا بين الأنام؟ لا شك أن حجم الحصاد هنا ليعجز عن إدراكه الخيال.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم