الخميس، 13 رمضان 1446هـ| 2025/03/13م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
استعادة قاعدة باغرام الجوية: استعراض للقوة أم ورقة ضغط سياسي؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

استعادة قاعدة باغرام الجوية: استعراض للقوة أم ورقة ضغط سياسي؟

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

منذ حملته الانتخابية، أعلن دونالد ترامب أنه في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية لعام 2024، سيستعيد السيطرة على قاعدة باغرام الجوية من طالبان. وأكد أن الهدف من هذه الخطوة هو مراقبة الصين. وبعد فوزه في الانتخابات، كرر هذا الموقف عدة مرات، مشدداً على الأهمية الاستراتيجية لهذه القاعدة الواقعة شمال كابل.

 

التعليق:

 

يُعرف الحزب الجمهوري بتأكيده على الفخر القومي الأمريكي. ويجسد دونالد ترامب هذا الفخر بأسلوب استعراضي صارم، حيث يقدم نفسه كمالك ومتحكم في الشؤون العالمية. وينعكس هذا النهج في العديد من تصريحاته، سواء عند حديثه عن استعادة قناة بنما، أو شراء غرينلاند من الدنمارك، أو حتى فكرة ضم كندا إلى الولايات المتحدة. والآن، يدرج باغرام في هذا السياق، وكأن طالبان مغتصبة لهذه القاعدة، وهو يسعى لاستعادتها!

 

ولا تقتصر تصريحات ترامب على السياسة الخارجية، بل يستخدمها أيضاً في السياسة الداخلية. فهو يسعى إلى إثارة مشاعر القوميين الأمريكيين وأنصاره الجمهوريين الذين يرون أن القوة العسكرية الأمريكية يجب أن تبقى بلا منازع. إن طرح مسألة باغرام وأماكن أخرى في العالم يلقى صدى لدى هذه الفئة، باعتباره مؤشراً لاستعادة الهيمنة الأمريكية.

 

إضافة إلى ذلك، يستغل ترامب هذه القضية لمهاجمة الحزب الديمقراطي وجو بايدن، حيث يعتبر أن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان والتخلي عن قاعدة باغرام دليل على ضعف الديمقراطيين. ويحاول تحويل هذه المسألة إلى نقطة ضعف سياسية لخصومه، مروجاً لفكرة أن القاعدة كانت ستظل تحت سيطرة أمريكا لو لم يكن الديمقراطيون في الحكم.

 

من ناحية أخرى، فإن حديث ترامب عن استعادة قاعدة باغرام الجوية لا يعني بالضرورة التخطيط الفعلي لتنفيذ هذه الخطوة، بل هي أيضاً رسالة تهديد موجهة للصين وروسيا. غير أن المستهدف الرئيسي بهذا الخطاب يبقى طالبان، إذ إن سياسة أمريكا تجاهها ستستمر، ولكن في إطار ضغوط مكثفة بدلاً من التعاون المباشر. إن ذكر قاعدة باغرام، إلى جانب التهديد بقطع المساعدات المالية، يعد جزءاً من استراتيجية تهدف إلى إجبار طالبان على التماشي مع مصالح أمريكا وقبول النظام العالمي الذي ترعاه. ومن خلال هذه التصريحات، يسعى ترامب إلى التأكيد على أن أمريكا لا تزال قادرة على ممارسة الضغط على طالبان والتأثير في الشأن الأفغاني متى شاءت.

 

في الواقع، يجب على المسلمين أن يجعلوا الإسلام هو النظام المسيطر على باقي المبادئ، ليكون المصدر الأساسي لهداية البشرية وفقاً للوحي الإلهي. لكن الأمة الإسلامية فقدت دورها الرئيسي في قيادة البشرية، ما سمح بسيطرة المبدأ الرأسمالي الباطل وصعود شخصيات فاسدة وغير متزنة مثل ترامب، حتى بات جميع حكام المسلمين دون استثناء ينسقون سياساتهم وفق توجهاته. ولن يتغير هذا الواقع إلا بإقامة الخلافة الراشدة، التي ستعيد للأمة عزتها، وتنقلها من حالة التبعية إلى موقع الريادة العالمية. وعلى عكس الأنظمة الاستعمارية التي نشرت الفساد والدمار في العالم، فإن الخلافة ستكون نموذج حكم يحقق الرحمة للبشرية جمعاء، وينقذ الإنسان والحيوان والبر والبحر والجو من التأثيرات المدمرة للرأسمالية.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

يوسف أرسلان

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع