الخميس، 13 رمضان 1446هـ| 2025/03/13م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الثورات السياسية لا تنجح إلا بالجمع بين مشروع سياسي جذري مدعوم عسكريا (نصرة)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الثورات السياسية لا تنجح إلا بالجمع بين مشروع سياسي جذري مدعوم عسكريا (نصرة)

 

 

الخبر:

 

وصف رئيس أركان الجيش البنغالي السابق، الجنرال إقبال كريم بويان، حركة تموز/يوليو 2024 الجماهيرية التي أدت إلى نفي رئيسة الوزراء حسينة، بأنها ثورة شبه كاملة تم احتواؤها في النهاية من خلال المناورات العسكرية والسياسية، وأعرب بويان عن أن انتفاضة عام 2024 كان لديها القدرة على التحول إلى ثورة كاملة، مشابهة للثورات الفرنسية والروسية، ولكن بسبب التسويات بين قادة الطلاب وبعض ضباط الجيش الكبار، فقدت الحركة زخمها. وادعى أن القيادة العسكرية اتخذت موقفاً للحفاظ على الرئاسة والدستور، ولكن مع تشكيل حكومة انتقالية من خلال حل البرلمان والوزارة؛ وهو ما وصفه بأنه "تسوية مثيرة للجدل". كما صنف بويان حركة عام 2024 على أنها الانتفاضة الكبرى الثالثة في تاريخ بنغلادش، بعد انتفاضتي عامي 1971 و1990. ومع ذلك، وعلى عكس الانتفاضتين السابقتين اللتين أدتا إلى تغيير واضح في النظام، فإن أحداث عام 2024 احتوتها النخبة العسكرية والسياسية بشكل استراتيجي. (المصدر).

 

التعليق:

 

تغيير النظام ليس ثورة، مع أن الثورة السياسية الناجحة تؤدي دائماً إلى سقوط النظام. لذلك، فإن محاولة الجنرال بويان تمجيد حركتي 1971 و1990 كثورات هي ملاحظة سطحية؛ لأنه في كلتا الحادثتين، جرى تغيير في النظام، ولكن لم يتم إجراء أي تغييرات جذرية فيه. وفي كلتا الحالتين، واصلت الأنظمة الحاكمة اللاحقة الحكم بالنظام العلماني الوضعي مع تغييرات حزبية طفيفة، إلى الحد الذي أصبح فيه النظام الحاكم المعدّل أكثر استبداداً وقمعاً من سابقه. وهذا الاستمرار المأساوي الذي حصل عام 1971 أدى إلى انتفاضة الشعب في تسعينات القرن الماضي، ثم مرة أخرى في عام 2024. ولفهم هذه الحقيقة البسيطة، فإنه لا توجد حاجة إلى مهارات متقدمة أو خبرة متخصصة. ومع ذلك، فإن الأحزاب السياسية العلمانية، مع وساوسهم الشريرة من أسيادهم الكفار المستعمرين، يطمسون دائماً هذه الحقيقة عن أذهان الناس ويمجدون تلك الأحداث باعتبارها إرثا حقيقيا للأمة، تحت شعار تحقيق الحكم الذاتي والديمقراطية. ولكن حتى بعد الإطاحة بالطاغية حسينة، فإن إحباط الناس وموقفهم العدواني تجاه النظام الحالي يظهر بوضوح أنهم بحاجة إلى ثورة حقيقية، وأن الأجواء الحالية في بنغلادش ناضجة جداً لمثل هذه الثورة، وتعد تصريحات رئيس الأركان السابق في هذا الوقت بالذات دليلاً واضحاً على هذا النضج.

 

لتحقيق تطلعاتهم السياسية الحقيقية، يحتاج أهل بنغلادش إلى مشروع سياسي جذري ومدروس جيداً، بالإضافة إلى دعم عسكري كامل (نصرة) لتنفيذ هذا المشروع. ويجب أن يتكون هذا المشروع من عنصرين؛ الأول: وجود حزب سياسي مخلص لديه قيادة قادرة وملهمة ذات خبرات طويلة، تعكس الشخصيات التي يتوق الناس دائماً لرؤيتها كحكام لهم. ووجود هؤلاء الأفراد المخلصين والقادرين سيضمن شغل المناصب القيادية والوظائف الإدارية الرئيسية في مختلف أقسام الدولة على الفور، ومن خلال خبرتهم، سيصبح النظام الحاكم الجديد فعالاً بشكل جذري، ولكن بسلاسة تامة، ويجب أن يكون هؤلاء الأفراد ملتزمين مع الناس بشكل كامل وأن يكونوا بعيدين عن أي تأثير أو وساوس شريرة من الدول الكافرة المستعمرة، خاصة أمريكا والهند، التي تعتبر بلطجي المنطقة. وأما العنصر الثاني فهو وجود مبدأ (طريقة عيش تشمل كل جوانب الحياة). ويجب ألا ينبثق هذا المبدأ من عقل الإنسان العاجز والقاصر (مثل الرأسمالية العلمانية)، لأنه سيخلق حتماً التمييز والظلم. لذلك، يجب أن يكون هذا المبدأ من عند الخالق، أي الإسلام النقي الأصيل، الخالي من أي تلوث بالأفكار الغربية. وإن حزب التحرير هو فقط على وجه الأرض يمتلك هذين العنصرين. وبمعنى آخر، فقط حزب التحرير، بمشروعه السياسي الإسلامي المتمثل في الخلافة، لديه القدرة على تحقيق الثورة التي يحتاجها أهل بنغلادش ويطمحون إليها حالياً.

 

ولإحياء هذه الثورة، يجب أن يلتقي المشروع المبدئي الإسلامي لحزب التحرير بدعم عسكري كامل (النصرة) من القوات المسلحة البنغالية. وهذا الدعم ضروري لتسهيل التطبيق الجذري للحلول الإسلامية التي تغطي جميع جوانب الحكم، ولضمان حماية النظام الحاكم الجديد من أي عدوان أو تخريب. لقد كان الجنرال بويان محقاً جداً بشأن قدرة الجيش ودور قيادته أثناء وبعد انتفاضة تموز/يوليو 2024 والاحتواء الاستراتيجي لها، ما يؤكد جدوى الطريقة النبوية في النصرة. لأن الجيش يمتلك القوة الناعمة والصلبة للمناورة لصالح أو ضد أي تغيير في النظام أو تغيير في نظام الحكم. ولكنه كان مخطئاً بشأن "الإجهاض المبكر" للثورة في بنغلادش؛ فالجنين لا يزال في الرحم؛ حياً وناضجاً وبصحة جيدة! وكل ما يحتاجه هو اهتمام الطبيب (الجيش) ورعايته لإتمام الولادة السعيدة. وعامة الناس وأصحاب القوة والمنعة في بنغلادش، أصبحوا أكثر وعياً على مشروع الخلافة، وعظمت ثقتهم بقدرة حزب التحرير على الحكم، ﴿لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ريسات أحمد

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية بنغلادش

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع