الجمعة، 22 شعبان 1446هـ| 2025/02/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
المجموعة العربية ترفض خطة ترامب لتهجير أهل غزة لكنها تترك الباب مفتوحا لكيان يهود لهدم غزة على رؤوس أهلها!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المجموعة العربية ترفض خطة ترامب لتهجير أهل غزة

لكنها تترك الباب مفتوحا لكيان يهود لهدم غزة على رؤوس أهلها!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

قال طارق البنا رئيس المجموعة العربية في مؤتمر صحفي عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم 14 شباط/فبراير 2025: "يجب رفض تهجير الفلسطينيين في غزة رفضا قاطعا. المجموعة العربية ترفض رفضا قاطعا مثل هذا التهجير الذي يشكل انتهاكا واضحا للمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949".

 

التعليق:

 

لقد أشاد بعض الناس بالاقتراح الأخير الذي قدمته ما تسمى المجموعة العربية لإعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها باعتباره ردا على ترامب، في تناقض صارخ مع الاستسلام المهين للملك الأردني عبد الله. ومع ذلك، يبدو عند التدقيق أنه تعتيم استراتيجي. في ظاهر الأمر، تهدف هذه المبادرة إلى مواجهة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير أهل غزة، ونقلهم إلى مصر والأردن، وهي الخطوة التي تمت إدانتها على نطاق واسع باعتبارها تطهيرا عرقيا. ولكن نظرا للمشاعر السائدة بين ساسة يهود والدعم الثابت من أمريكا، فإن اقتراح المجموعة العربية يعمل كواجهة، تخفي الحقيقة الغادرة المتمثلة في أن الحكام العرب قدموا في الواقع دعما ضمنيا لتدمير غزة بهدف تهجير أهلها بطريقة أو بأخرى: إما كما توعد ترامب، أمام الملك عبد الله، أو بشكل افتراضي بعد البيان الذي أصدرته المجموعة العربية لإنقاذ ماء الوجه والذي رفض النقل الدائم وتحدث عن إعادة بناء غزة في حين لم يفعل شيئا لوقف تدميرها!

 

وقد تبنى خطاب كيان يهود السياسي بشكل متزايد فكرة إعادة توطين أهل غزة في مكان آخر. وكان وزير المالية بتسلئيل سموتريتش صريحا بشكل خاص، حيث اقترح أن يحتل كيانه غزة ويشجع نصف سكانها البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة على الهجرة في غضون عامين. وبالمثل، دعا وزير ما يسمى الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى تعزيز "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين من غزة، ما يعني بذل جهد منهجي لإخلاء غزة من أهلها. وفي اليوم التالي، قال سموتريتش، مستفيداً من المجموعة العربية التي لم يكن تظاهرها بالشجاعة سوى عرض إلقاء بعض الأموال على غزة بعد انتهاء تدميرها: "ستبدأ عملية الهجرة من غزة في الأسابيع المقبلة، لن يكون لدى سكان غزة ما يبحثون عنه في غزة في السنوات العشر إلى الخمس عشرة المقبلة. بعد أن نعود إلى القتال وتبدو غزة كلها مثل جباليا، فلن يكون لديهم ما يبحثون عنه هناك على الإطلاق".

 

بينما يتحدث القادة العرب عن إعادة الإعمار، ويدعي بعضهم بجرأة رفض قبول خطة ترامب، فإنهم يدعمون كيان يهود تماماً. ورغم إدراكهم أن الإدارة الأمريكية أعطت الضوء الأخضر للكيان لمواصلة هجومه المدمر بعد انتهاء وقف إطلاق النار الحالي، وخطاب نظامه القاتل بتأمين النصر النهائي واستئناف إمداد القوات الجوية بأضخم القنابل لتمكينه من القيام بذلك، فإن القادة العرب يواصلون الحديث أن مستقبل غزة يبدأ من دون حماس. وفي هذا الصدد فإنهم في انسجام تام مع كيان يهود. وعندما نفكر في الأمر أكثر، نجد أن الفارق الوحيد بين خطة ترامب القبيحة المتمثلة في صنع "ريفيرا على غزة" من دون أهلها يختلف فقط عن خطة المجموعة العربية في أن ترامب لا يقدم أي وسيلة عملية لإخراج أهل غزة، في حين ستجلس المجموعة العربية وتراقب هجوماً جديداً لكيان يهود مدمراً لدرجة أن التطهير العرقي يصبح الحل العملي التالي.

 

ومن خلال التركيز على إعادة الإعمار دون معالجة الحقائق السياسية والعسكرية الأساسية، فإن المجموعة العربية لا تقدم أي حل لأهل غزة باستثناء انتظار كيان يهود لتكثيف تدميره. عندما تدرك الأمة الإسلامية هذه المؤامرة، ومهرجان الخداع الذي استمر قرناً من الزمان من هؤلاء الحكام العملاء الخونة، فإن نهايتهم ستأتي وسيستأنف التاريخ الإسلامي مسيرته نحو مستقبل جديد.

 

 

 

كتب لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الله روبين

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع