السبت، 15 رمضان 1446هـ| 2025/03/15م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل هناك وحدة بين النظام الأوزبيكي وشعبنا المسلم في مواجهة الصين؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

هل هناك وحدة بين النظام الأوزبيكي وشعبنا المسلم في مواجهة الصين؟

 

 

الخبر:

انتشرت أخبارٌ عن زيادة عدد الصينين في مدينة طشقند في الآونة الأخيرة، وعن شرائهم لمواقع مهمة في المدينة وأماكن رئيسية في الأسواق، ما أدى إلى ظهور لافتات وإعلانات باللغة الصينية في الشوارع. وأعرب مستخدمو وسائل التواصل عن مخاوفهم من منح أراضٍ في العاصمة لرجال أعمال صينيين. وقد أدلى مكتب وكالة السجل العقاري بتصريح في ضوء هذا اللبس، واصفاً هذه الأخبار بـ"الأخبار غير الصحيحة". (gazeta.uz، 06/03/2025م)

 

 

التعليق:

 

تؤكد الوكالة أنه لا داعي للهلع من خصخصة الأراضي المؤجرة. وكتبت المنظمة لا داعي للقلق "لن تتم خصخصة الأراضي للأجانب". وأشارت أيضا إلى أن المادة 17 من قانون الأراضي تنص على أنه لا يجوز للأجانب والكيانات القانونية والأشخاص عديمي الجنسية والمؤسسات ذات الاستثمار الأجنبي امتلاك قطع الأراضي إلا على أساس الإيجار. حالياً لم تعبر أي منظمات حكومية أو مسؤولين آخرين عن أي ردود فعل تجاه هذه المخاوف. في الواقع، زادت مخاوف شعبنا من التوسع الصيني بعد أن تم الإعلان عن شراء شركات صينية عدداً من الأراضي المحتملة لاستخراج الذهب بالمجان مثل الماء في ولاية نوائي، والتي يبلغ عددها 31 قطعة. وعلى هذه الخلفية، ظهرت تقارير تفيد بأن منصة Temu الصينية قد تتعرض للحظر بسبب رفضها دفع الضرائب. ويبدو أن الحكومة قد اتخذت هذا الطريق لتخفيف حالة الاستياء لدى الناس. ولا نذهب إلى أبعد من ذلك، فقد تنازلت طاجيكستان المجاورة لنا عن 1100 كيلومتر مربع من منطقة بامير للصين مقابل إلغاء جزء كبير من ديونها الخارجية المستحقة للصين. وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من اعتماد البرلمان الطاجيكي لهذا القرار، إلا أن الحقيقة أخفيت عن عامة الناس. أما الشعب الطاجيكي المسلم الذي كان في غفلة عن هذا الأمر، فقد علم بذلك فيما بعد من الصحف الصينية، أليس هذا كافيا للقلق؟! حيث إن النظام الأوزبيكي لديه أيضاً اتفاقيات قروض مشبوهة مع الصين. ومع ذلك، حتى الآن، لم يتم الكشف عن شروط اتفاقية القرض بين الصين وأوزبيكستان، للشعب الذي لا يدرك حجم الديون التي تقع على عاتقه نتيجة هذه الشروط. علاوة على ذلك، ليس جديداً أن النظام الأوزبيكي يخفي أشياء كثيرة عن شعبه.

 

نعم، إن شعبنا يعبّر عن قلقه لأنه يدرك إلى حد ما المخاطر القادمة من الصين. بهذا، يقوم شعبنا المسلم في الواقع بما يوجبه عليه الإسلام. ومن المعروف أن الإسلام أوجب على المسلمين العمل بالسياسة. شعبنا ليس غير مبالٍ بالسياسة التي يمارسها النظام، بل يحاول فهمها والتأثير فيها باستخدام الأساليب والوسائل التي يعرفها. ولكن، هل فقد النظام الأوزبيكي حتى القدرة على التفكير البسيط على مستوى الشعب، أم أنه يفعل ذلك عن عمد؟ فهو يقيم علاقات دافئة جداً مع الصين، وخاصة في المجال المالي والاقتصادي، وأصبحت القروض والاستثمارات الصينية تثير شهيته. على سبيل المثال، يشعر رجال الأعمال الصينيون وكأنهم يتجولون في منازلهم وينقلون البيئة من بلدهم إلى أوزبيكستان. إن زيادة اللافتات والإعلانات باللغة الصينية في شوارعنا وأسواقنا ليست من قبيل الصدفة.

 

لقد قام النظام الأوزبيكي بإزالة الإعلانات واللافتات التي تحمل أي أسماء أو رموز إسلامية، مدعيا أنها "دعاية دينية"، ولكن لم يذكر كلمة واحدة عن النقوش باللغة الصينية أو غيرها من اللغات! وبطبيعة الحال، سيكون من الصحيح أن نقول إن هذا يهدف إلى تعويد الناس تدريجياً على الكتابة الصينية والعرف الصيني وما إلى ذلك، والقضاء على الكراهية تجاه الصين، حتى يتمكن المسلمون من الانخراط بشكل فعال في التجارة والعلاقات الأخرى مع الصينيين المشركين، ولا ينظرون إليهم كأعداء، بل كأصدقاء.

 

 وهناك أخبار تفيد بأن الصينيين الكفار يتزوجون من فتيات مسلمات محليات. ويا للعجب! إذا زوج شخص ابنته مبكراً، أو إذا تزوج شخص أكثر من زوجة بعقد شرعي، فإن ذلك سيكون جريمة، ولكن إذا تزوجت فتاة مسلمة من كافر صيني، فإن ذلك يعتبر شأناً شخصياً! وهكذا، يقوم النظام بتقديم تسهيلات وامتيازات كبيرة للصينيين بحجة جذب الاستثمار، فهو لا يتدخل في شؤونهم تقريباً. لكن هذا النظام أصبح ماهرا في التدخل في شؤون رجال الأعمال المحليين متى شاء، حتى إنه استولي على أعمالهم بالقوة.

 

يريد شعبنا من النظام الأوزبيكي أن يتخذ إجراءً ضد الصين التي تتعدى على بلادنا كالطاعون. وداخل قلقهم رغبة وأمل كهذا. ولكن النظام الذي يرأسه ميرزياييف يلتزم الصمت بشأن الصين بسبب ديونها البالغة مليارات الدولارات. لأن السياسة الخارجية الصينية تقوم على أساس المصلحة الذاتية، وتستخدم كل الأساليب والوسائل المتاحة لها لتحقيق هذه المصلحة. وتشمل هذه الأنشطة الإقراض والاستثمار وممارسة الضغوط ورشوة المسؤولين وما إلى ذلك. وبعد الوقوع في الفخاخ الصينية كهذه، يصعب الخروج منها طبعا. وعلى أية حال فإن هذا سيكون صعباً بالتأكيد ما دام النظام غير الإسلامي والحكم السيئ مستمرين في السيطرة علينا. وكذلك لا ترغب الصين في رفع قضية المسلمين الأويغور، التي تعد واحدة من القضايا الحساسة لديها، على المستوى الدولي. ولم يطرح النظام الأوزبيكي هذه القضية على أي منصة حتى الآن بكلمة واحدة، خذلانا لإخواننا الأويغور مقابل الأموال القذرة من الصين. لقد تركهم بمفردهم ليواجهوا القمع الوحشي للدولة الصينية الشيوعية الملحدة.

 

من المؤكد أن الصين هي من أشد أعداء الإسلام والمسلمين، ومن الواجب على شعبنا المسلم أن يكون حذرا للغاية تجاهها. ولكن احتجاجنا لا ينبغي أن يأخذ الشكل والاتجاه الذي تريده أمريكا أو روسيا، لأنه لا يوجد شك في أن هاتين الدولتين الاستعماريتين تحاولان استغلالنا، لمواجهة جذور الصين في آسيا الوسطى، وخاصة في أوزبيكستان. إذا حاول شعبنا إثارة القضية بالطريقة التي يريدانها، فقد ينتهي به الأمر إلى خدمة مصالحهما الخاصة. لذا، يجب أن يكون موقفنا من الصين، مثل موقفنا من الدول الاستعمارية الأخرى، قائماً على الإسلام فقط. حينها فقط لن نضل، وسنتخذ الموقف الإسلامي الصحيح تجاه أعدائنا. يقول الله تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾‏.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إسلام أبو خليل – أوزبيكستان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع