خبر وتعليق تضخّم ورم الفساد (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
\n
الخبر:
\n
\n
أفادت صحيفة \"المواطن\" يوم الـ 13 من آب/أغسطس 2015 أن مديراً أمنياً رفيع المستوى في مطار يوليوس نيريري الدولي واثنين من قوات الدفاع التنزانية الشعبية قد تورطوا في تهريب ما قيمته 413 ألف دولار (ما يعادل أكثر من 826 مليون شلن تنزاني) من العاج الذي ضبط في سويسرا الشهر الماضي، عندما تم حجز قيمة 262 كيلوغرامًا من العاج في مطار زوريخ مهربة من مدينة دار السلام.
\n
\n
التعليق:
\n
\n
الرشوة وتهديد الفساد من الشرور الخطيرة وسرطان مستشرٍ في جميع أنحاء دول العالم الثالث وينتشر أيضًا في سياق رأسمالي عالمي إلا أنه يختلف من بلد إلى آخر.
\n
وترتبط الرشوة هنا بالصيد غير القانوني الذي يعارضه الجميع ضمن حملة عالمية. وعلى الرغم من ذلك فإن الرشوة خطر كبير مقارنة بالصيد غير القانوني. على سبيل المثال، في هذه الفترة التي تقترب فيها تنزانيا من الانتخابات العامة التي ستفرز رئيسًا وأعضاء برلمان منتخبين، فقد تفشت تجارة الاتهامات بين السياسيين البارزين حول انخراطهم في أنشطة الرشوة من أجل التمتع بمكاسب على حساب الآخرين، فإما الاحتفاظ بها أو الصعود إلى مناصب عليا. هذه هي صورة السياسيين الذين ينظر إليهم من قبل الناس على أنهم سيتمكنون من محاربة الفساد.
\n
انتشرت الرشوة بصفة كبيرة في كل قطاع تنفيذي تقريبا. نحن نشهد قذارة الرشوة في تدمير الموارد العامة بدءاً من المعادن والحياة البرية، والبنية التحتية للطاقة وأكثر من ذلك وخصخصة الموارد العامة للشركات متعددة الجنسيات التي تملكها البلدان الرأسمالية الأجنبية وذلك من خلال عقود صورية بسبب رشوة وفساد منقطعي النظير بهدف ملء بطون السياسيين الشرهين وحلفائهم.
\n
حتى الخدمات المجتمعية مثل التعليم والكهرباء والمياه والصحة وما إلى ذلك وعلى الرغم من أنها تقدّم في حدها الأدنى، إلا أنه يتم سحق الأسر التي تعاني الفقر، عن طريق الرشاوى والفساد. أما المؤسسات التي من المفترض أنها تحمي الحقوق مثل المحاكم والشرطة فهي التي تؤدي إلى الممارسات الخاطئة. لذا فإن الرشوة مستمرة في الانتشار حتى في المؤسسات التي أنشئت أساسًا لوقفها.
\n
بسبب ظروف العامل السيئة فإن حقوق الموظفين يتم الاستيلاء عليها من قبل خبراء ومديري مسابقات السرقة المقننة للموارد العامة وهذا يرتكز أساسًا على أفكار المنفعة التي تتبناها الأيديولوجية الرأسمالية التي تحاول دولنا تبنيها ونشرها في كل مكان.
\n
من مثل هذه الأفكار موجات من النفعية اجتاحت الجميع، فإن موظفي القطاع العام يشجعون على تكديس الثروة من قبل السياسيين كما أنهم يبذلون قصارى جهدهم في إيجاد سبل تلبية رغباتهم بجميع التكاليف.
\n
في الواقع لقد حول الفكر الرأسمالي البشر إلى درجة أدنى من الحيوانات البرية غير أن الحيوانات البرية إذا شبعت ليست بحاجة إلى أكل لحم الحيوانات مثلها. ولكن هذا الفكر أبقى شهية البشر مفتوحة حيث إنهم لا يقتنعون ولا يشبعون.
\n
أما الآن فقد حان الوقت أن يستبدل الناس بالأيديولوجية الرأسمالية الفاسدة أيديولوجية أخلاقية عادلة هي الإسلام.
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسعود مسلم
نائب الممثل الإعلامي لحزب التحرير في أفريقيا