الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

هل أصبح السودان مكباً للنفايات الفكرية الأمريكية!!‏

بسم الله الرحمن الرحيم

 

\n


الخبر:‏

\n

 

\n


تشهد البلاد هذه الأيام انعقاد ندوات، وورش عمل ومنتديات، برعاية الدولة، وبعض مراكز الدراسات، والقاسم ‏المشترك بين تلك الأعمال كلها هو الحديث عن (التطرف) وكيفية مواجهته، ولقد وصل للبلاد أئمة مكافحة التطرف من كل ‏حدب وصوب، فكان من بينهم الرجل الذي عرفته الصحف السودانية بـ(الداعية الأمريكي) ماجد إمام حيث قام بعقد عدد ‏من الندوات تحت العنوان المبهم ذاته (مكافحة التطرف) وبمشاركة واسعة من رموز النظام في الخرطوم، كما أقامت هيئة ‏علماء السودان ندوة تحت عنوان: (دور مؤسسات التوجيه والإرشاد في معالجة الغلو والتطرف).‏

\n

 

\n

 

\n


التعليق: ‏

\n

 

\n


إن الحديث عن مكافحة التطرف، هو حديث ملغوم، يحمل في طياته القنابل الموقوتة، وهو ليس نتاج حراك داخلي في ‏السودان، بل هو سياسة أمريكية، للصد عن الفكر الإسلامي المتنامي، الذي أفزع الغرب الكافر، عقب ثورات الربيع ‏العربي المطالبة بالخلافة على منهاج النبوة رافعة شعار (بالملايين بالملايين لفلسطين لفلسطين)، فقد أدرك قادة الغرب أن ‏كل حملات الاستشراق والتزييف والتضليل؛ التي قاموا بها طوال تحكّمهم في صياغة أجيال موالية لثقافته قد باءت بالفشل، ‏وها هي الأمة الإسلامية باتت تستعيد عافيتها وتطالب بالإسلام نظاماً للحكم وطريقة للعيش، فماذا يفعل الأمريكان!! لقد ‏هُرعوا إلى الأسلوب القديم الجديد ذاته الذي تبناه المستشرقون في السابق، لمحاولة تضليل الأمة، وتحريف دينها، وتصوير ‏الأشياء على غير حقيقتها، وفي هذا السياق انعقد مؤتمر في الولايات المتحدة الأمريكية تحت عنوان: (مكافحة التطرف) في ‏‏19 شباط/فبراير 2015م حيث قال فيه الرئيس الأمريكي: (إنهم يحاولون تصوير أنفسهم كزعماء دينيين ومقاتلين في سبيل ‏الدين. ولكنهم ليسوا كذلك، بل هم إرهابيون).. وتبقى سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قائمة على أساس تسخير ‏الآخرين من العملاء وزعماء الانتكاس والانكسار لتمرير الأجندة الأمريكية في العالم، فقبل أن ينفضّ سامر المؤتمر، ‏هُرعت الجماعات الموالية لأمريكا في بلاد المسلمين لعقد المؤتمرات تنفيذاً لتوصيات أوباما التي حث فيها المؤتمرين على ‏التوحد لدحر ما أسماه بـ (الوعود الكاذبة للتطرف) ونبذ (الفكرة القاتلة)، وبالفعل رأينا استجابة فورية لتوصياته بانعقاد ‏العديد من المنابر في بلاد المسلمين، ومنها السودان.‏

\n


لقد بلغ الصراع الفكري بين الأمة الإسلامية والغرب الرأسمالي؛ الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، مبلغاً عظيماً ‏ولم يتبق لقادة الغرب إلا أن ينزلوا لطرقات المدن في بلاد المسلمين، ليحدثوا الناس عن \"الإسلام الأمريكي المعتدل\"؛ ذلك ‏الإسلام الذي لا رائحة له ولا طعم ولا لون، الذي يتسامح مع الغزاة المستعمرين، ويخضع للجلادين، وينكسر أمام الحملات ‏المتوحشة لنهب ثروات المسلمين.. نعم ذلك هو الإسلام المعتدل الذي تدعو له أمريكا، وتجيش له الدعاة والمأجورين، فقد ‏قالها أوباما صراحة في مؤتمره الأخير: (إن الحرب على التطرف يجب أن تكون في العقول والقلوب كما في البر ‏والبحر)، وها هي جموع النفايات الفكرية الأمريكية تغزو بلاد المسلمين عن طريق دعاة مشبوهين، في محاولة منهم لإيجاد ‏إسلام يتماشى مع المصالح الأمريكية، ويعطل مشروع الأمة النهضوي. ولكن هيهات هيهات، إن هذه الأمة هي نتاج نسيج ‏حضاري متين، نشأت على الصلابة والوعي والعمل بالوحي، فلا مكان للنفايات الأمريكية في عقول المسلمين، وإن هذا ‏الصراع يبشر بفجر قادم، وغد مشرق، يصرع النظام الرأسمالي، هكذا تنبأ فرانسيس فوكوياما في كتابه نهاية التاريخ (إن ‏الإسلام بات يهدد الرأسمالية). وقد صدق الرجل وهو كذوب، نعم يهددها، بل سيقتلعها من جذورها، لترفع الأمة الإسلامية ‏رايات المجد والعز، التي ورثناها عن رسولنا الكريم ‏صلى الله عليه وسلم، في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.‏

\n

 

\n

 

\n


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام الدين أتيم
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

آخر تعديل علىالأحد, 06 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع