خبر وتعليق عملاء حتى خُمص أقدامهم
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
\n
الخبر:
\n
رأت صحيفة \"هفينتجون بوست\" الأمريكية أن \"هناك مؤشرات على إحياء الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة بعد ٦ سنوات من الانتظار\"، في إشارة إلى زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مؤخراً للبلاد، وهو ما اعتبرته دليلاً على تقارب العلاقات بين البلدين .وجاء في التقرير الذي نشرته الصحيفة للباحثين في الشئون السياسية (إرميا بودين، وزياد القليني) بعنوان: \"آفاق العلاقات الاستراتيجية المصرية-الأمريكية\"، أن هذا التقارب \"يوفر فرصة لتوسيع نطاق التعاون بين البلدين، وخاصة في المجالات الثلاثة التي ناقشها كيري مع نظيره المصري سامح شكري، وتمثلت في: المخاوف الأمنية، والاتفاق النووي الإيراني، والإفراج عن المساعدات الأمريكية مع تحسين وضع حقوق الإنسان في مصر\".
\n
التعليق:
\n
إنّ العلاقات المصرية - الأمريكية متأصلة منذ أن خرج الاحتلال الإنجليزي وجاء من يسمون بالضباط الأحرار، الذين كانوا على علاقة وثيقة بالسفارة الأمريكية في القاهرة، التي كانت تحدد لهم ما يجب أن يفعلوه ويقولوه. وبعد هذه الفترة نشط جمال عبد الناصر، وكان على استعداد لأن يقدم مصر على طبق من ذهب لأسياده الأمريكان، وعمالته لا تخفى على كل سياسي، فهو قد قدم الغالي والنفيس من أجل أن يثبت نفسه أنه العميل القادر على أن يمكن الأمريكان من تثبيت أقدامهم في مصر، وقد نجح بالفعل ولا أحد ينكر ذلك، وقد امتلأت فترة حكمه بالخيانات، من مثل التخلي عن فلسطين، وفصل السودان عن مصر، وإنهاء ما كان يسمى بالوحدة بين الشام ومصر، ودعم النفوذ الأمريكي في اليمن، ومحاولته التدخل في الجزائر. وبعد انتهاء ما سميت بالحقبة الناصرية، جاءت ما سميت بالحقبة الساداتية، بقيادة السادات، العميل الوقح الذي تجرأ على ما لم يسبقه له أحد، من تنازلات وخيانات، في سيناء وفلسطين، والعلاقات الحميمة التي كانت بينه وبين كيان يهود والإدارة الأمريكية لا تخفى على أحد، وقد أهلك الحرث والنسل في الحقبة السوداء التي حكم فيها. وبعد اغتياله جاء المتسلق العميل القائد الطيار حسني مبارك، الذي أثناء حكمه لمصر لم يبقِ شيئًا فيها إلا وجعل لأسياده نفوذا عليه، وقد أرهق الشعب المصري، وسرقه، ونهبه، وأفقره، وسجنه، وعذّبه، وقتله، ولم يبقَ أحدٌ إلا واكتوى بنار تلك الحقبة، حتى إن الأمريكان مدحوه وقالوا أن هناك في الشرق الأوسط عميل لم يسبق أن وجد؛ لشدة حرصه على مصالحهم في مصر. وها نحن الآن نرى هذا النكرة السيسي الذي تسلق على جثث شعبه من أجل نوال رضا أسياده كيف أُسقط.
\n
ليس جديدًا أن نرى العلاقات حميمة بين النظام المصري والإدارة الأمريكية، فالعلاقات متأصلة حتى النخاع. وقد قال أحدهم مرة أنه لو أُلقي حجر على رأس أي سياسيٍّ في مصر ستجده إما عميلًا لأمريكا أو مستعد للعمالة لها! لكن الأمور في مصر الكنانة لا تجري كما تحب أمريكا وترجو، فشعب مصر الذي خرج عن بكرة أبيه ينادي بسقوط مبارك وأسقطه بالفعل، لا يزال قادرًا على فعل ذلك مجددًا، بل والشعب الآن أكثر وعيًا من السابق، ويعلم أن النظام ليس الرئيس بل الدستور والأحكام المطبقة عليهم، لهذا فإن ثورته القادمة ستصل أعمدة البيت الأبيض، وتفاجئه كما فاجأته المرة الأولى؛ لأنه سيثور من أجل أن يرضي الله عز وجل ورسوله عليه الصلاة والسلام، ويطبق شرع الخالق الباري، ويقيم دولة الخلافة على منهاج النبوة، وهذا إن شاء الله قائم بإذن الله في القريب العاجل، ونستذكر قول الإمام الشافعي رحمه الله: \"ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فُرجت وكُنت أظنها لا تُفرج\".
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح