خبر وتعليق لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
\n
الخبر:
\n
المتابع للبرمجة الرمضانية في القنوات التونسية سواء أكانت الخاصة منها أم العامة يلاحظ انحطاطا في الأخلاق وموجة عري وسفور لا مثيل لها حتى في عهد المخلوع.
\n
فالمسلسلات التي تبث في رمضان تصور المجتمع في تونس على أنّه مجتمع متحرر من جميع الضوابط الشرعية: زنا وسكر وعربدة وأطفال زنا... إضافة إلى اللباس الخليع، ولا يفوتنا برامج اللهو والترفيه والتي هي في حقيقتها برامج قمار ومجون، وما يعتريها من سلوكيات منحطة تشمئز منها النفس السوية التقية العفيفة.
\n
التعليق:
\n
إنّ هذا التركيز المكثف على الفساد بجميع أنواعه حتى لا يكاد يخلو برنامج من ذلك لهو ممنهج ومدبر وليس محض صدفة ولسائل أن يتساءل: لماذا هذا التوجه نحو الفساد في هذا الوقت بالذات وفي هذا الشهر الفضيل؟! خصوصا هذا الكمّ الهائل من البرامج التي تسوّق للفساد ولا شيء غيره؟! من غير مراعاة لحرمة هذا الشهر الكريم؟!
\n
إنّ المتأمل في واقع المجتمع في تونس خصوصا بعد الثورة يرى توجه الناس نحو الالتزام بأحكام ربهم، وتعطشهم لتطبيق شرع خالقهم خصوصا بعد المدّ البشري الذي لاحظناه في المؤتمر السنوي الرابع لحزب التحرير في قبة المنزه حيث توافدت إليه أناس من شتى أنحاء البلاد مرددين شعارات الخلافة وهاتفين الله أكبر التي أرعبت العلمانيين ومن ورائهم أسيادهم الغرب الكافر المستعمر، وأقضت مضاجعهم خصوصا العناوين الكبرى التي تمّ طرحها في المؤتمر ومنها على سبيل الذكر لا الحصر: لن نترك تونس تنهار على أيدي العملاء والضعفاء... ومما زاد في غيظهم الحضور المتميز للمرأة في المؤتمر حتى كاد يقارب عدد الرجال بعد أن سوقوا سنين لأكذوبة أنّ المرأة التونسية منحلة أخلاقيا، ومتحررة من أحكام ربها، وتطمح إلى الاقتداء بالمرأة الغربية.
\n
فكان تواجدها المكثف في المؤتمر صفعة قوية في وجوه العلمانيين مما أدى بهم إلى تكثيف برامج العري والسفور والترويج على أنها واقع أهل تونس وكأنّ لسان حالهم يقول: ﴿لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾.
\n
فكانت الهجمة الشرسة على كل ما يمت إلى الإسلام بصلة حتى يلهوا الناس عن شرع ربهم، ويعطوا صورة مغالطة لما هو موجود، ولم يكن هذا خاصا بعلمانيي تونس بل تعداه إلى أرض الكنانة حيث كانت الهجمة نفسها والتوجه نفسه في مصر الحبيبة، فهذا ديدن أهل الكفر والفسوق في كل مكان.
\n
لكن هيهات فقد دبّ الوعي في أهل تونس التي هي جزء من خير أمّة أخرجت للناس وأضحت ترنو إلى تحكيم شرع ربها، ولفظت الرأسمالية العفنة النتنة التي أزكمت رائحتها الأنوف، وألقت بها في مكان سحيق، واستبدلت بها شريعة خالقها. فمهما حاول أيتام الطاغية إلهاء الناس وإفسادهم والتشويش عليهم فلن يصلوا إلى مبتغاهم بإذن الله لأنّ فجر الخلافة على منهاج النبوة أطل وهلّ زمانه ولم يبق بيننا وبين النصر إلآ الثبات والإخلاص الخالص لله وحده لا شريك له ونرجو من الله سبحانه وتعالى في هذه الليالي الفضلى أن يعجل بها وأن يكحل أعيننا بها وما ذلك على الله بعزيز.
\n
\n
\n
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حنان القبلي