- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
خبر وتعليق
هل تلجأ أمريكا لفرض وصاية دولية على اليمن؟
الخبر:
جاء على الموقع الإلكتروني لقناة روسيا اليوم أن اجتماعا عقد في أروقة الأمم المتحدة في نيويورك في 29 أيلول/سبتمبر الماضي، في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وناقش الاجتماع كيفية دعم حقوق الإنسان بمكافحة الإرهاب. وذكر الموقع أن المجتمعين من دول غربية وعربية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ناقشوا خيار وضع الوصاية الدولية على دول معرضة للانهيار مثل اليمن وسوريا، وذلك سيرا مع نموذج ناميبيا الواقعة تحت الوصاية الدولية.
التعليق:
يتكبد الحوثيون اليوم خسائر كبيرة في اليمن تنذر بقرب انحسارهم ونهاية مغامرتهم الانقلابية على نظام هادي. رغم دعم الولايات المتحدة الأمريكية لهم جهارا نهارا، سياسيا عن طريق جعلهم ندا سياسيا وطرفا (شرعيا) للحكومة اليمنية، وعن طريق إعطائهم الوقت الكافي للتمدد داخل اليمن مستغلين ضعف حكومة عبد ربه هادي آنذاك، وذلك بإرسال منظمة (أمريكا) الدولية المبعوث تلو الآخر إلى اليمن، في جلسات تفاوض طويلة الأمد بين أطراف الصراع في البلاد الغنية بالثروات الطبيعية وذات السيادة على واحد من أهم ممرات التجارة العالمية.
وقامت أمريكا بدعم الحوثيين عسكريا بشكل غير مباشر عن طريق ذراعها في المنطقة - إيران. وحتى لا يظهر ذلك بأنه مشروع أمريكي قامت بتغليفه بغطاء طائفي كما فعلت في العراق.
إلا أن صاحبة الريادة في اليمن والممسكة بأدوات الدولة العميقة هناك، هي بريطانيا، وذلك منذ عهد الجبهة القومية التي سلمها الإنجليز الحكم بعد خروجهم المزيف من البلاد.
بريطانيا لم تكن على استعداد بعد لترك اليمن لمنافستها الولايات المتحدة، وأبت إلا أن تحرك مشيخات الخليج لإنقاذ عدن، ومن خلال عدن يتم المسك بزمام اليمن كله.
وهكذا كان..
ينسحب الحوثيون اليوم من مأرب مع اشتداد ضربات التحالف فوق رؤوسهم، وينسحبون من السواحل الغربية للبلاد كما فقدوا سابقا سواحلها الجنوبية، وبقي دخول قوات التحالف العربي مع المقاومة التابعة لهادي، إلى صنعاء مسألة وقت ليس إلا.
ورغم أن أمريكا تمتلك أوراق لعب أخرى داخل البلاد، ليس أقلها شأنا ورقة الحراك الجنوبي جناح علي سالم البيض، الذي أوعزت لأتباعه بالتحرك هذه الأيام لإرباك حكومة بحاح في عدن، إلا أن أقوى أوراقها وهم الحوثيون بدأوا يتراجعون القهقرى، وظهر أن الأمريكان سيبحثون عن أوراق ضغط جديدة، تمكنهم من فرض أنفسهم في الوضع المستقبلي للبلاد، وقد يلجأون لأروقة الأمم المتحدة لفرض وصاية تامة على اليمن على غرار نموذج ناميبيا، كما أورد ذلك موقع القناة الروسية.
ولن تعدم أمريكا طريقة لفرض نفوذها أو فرض عملائها في الوضع القادم لما بعد الحوثيين في اليمن، إما بإشراكهم في السلطة كحزب سياسي، أو استخدامها لقضية الجنوب اليمني عن طريق الحراك الجنوبي جناح علي سالم البيض وعلي ناصر محمد، أو حتى استخدام فزاعتها الجديدة - تنظيم الدولة - الذي بدأ بتبني بعض الاغتيالات والتفجيرات داخل المدن اليمنية.
وسيستمر تنافس الغرب على النفوذ والثروة، رغم اتفاقهم في صراعهم الحضاري ضد الإسلام، الذي بات اليوم المرشح الوحيد لهزيمة المبدأ الرأسمالي، والتربع مكانه في قيادة العالم، عن طريق إعادة نظام الخلافة على منهاج النبوة الذي سيوحد المسلمين ويوقف عبث الغرب ببلادهم ودمائهم، ويطردهم من ديار الإسلام شر طردة، وليس ذلك على الله بعزيز.
﴿وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله باذيب - اليمن