- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
خبر وتعليق
بعد 14 عاما قندوز تشهد مجددا الإرهاب والتوحش الاستعماري
(مترجم)
الخبر:
في 28 أيلول/سبتمبر، هاجمت حركة طالبان قندوز من ثلاث جهات واستولت عليها. وعلى الرغم من أن الحكومة ادعت بعد ذلك أنها قد استعادت سيطرتها على المدينة، لكن طالبان نفت مزاعم الحكومة تلك. ولا يزال القتال العنيف مستمرا في المدينة منذ ذلك الحين. في حين قصفت أمريكا وحلف شمال الأطلسي مناطق مختلفة من المدينة، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الأبرياء وتشريد الآلاف من سكان قندوز. وفي إحدى غاراتها الجوية، قصفت أمريكا مستشفى تديره منظمة "أطباء بلا حدود"، مما أسفر عن مقتل 9 من أطباء وموظفي المستشفى، وجرح 38 آخرين. وعلاوة على ذلك، أدت غارة جوية أخرى على سوق إلى خسارة تقدر قيمتها بأكثر من عشرة ملايين دولار.
التعليق:
إن قصف الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لقندوز قد أثبت مرة أخرى للجميع أن أكبر الإرهابيين في العالم هم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي أنفسهم، وليس أولئك الذين وقفوا ضد الغزو الوحشي للمستعمرين، وهم من أجل تحقيق أهدافهم المعادية للإسلام أقدموا على ذبح المسلمين الأبرياء. قبل أربعة عشر عاما عندما بدأ الغزو الغاشم من الولايات المتحدة، شهدت قندوز الطائرات الأمريكية المقاتلة وهي تسقط آلاف القنابل من السماء، وكان حلفاؤها على الأرض، التحالف الشمالي، يرهبون الناس ويمعنون فيهم تقتيلا وذلك بالتواطؤ مع العدو.
هذه المرة أيضا، لم تسقط قندوز من أجل السلام ولكنها سقطت بسبب الحروب بالوكالة لصالح دول المنطقة، وكذلك بسبب الأهداف الاستراتيجية الاستعمارية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في المناطق الشمالية من أفغانستان. ومن أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية، فإنها ليست فقط قندوز بل جميع المحافظات الشمالية على وشك أن تتحول إلى وزيرستان جديدة في أفغانستان، والتي تهدف إلى توسيع نطاق الحرب إلى آسيا الوسطى.
في الواقع، بالنسبة للمستعمرين لم يكن احتلال أفغانستان أبدا هدفا في حد ذاته، بل كان دائما وسيلة لتحقيق أهداف أخرى باستخدام الموقع الاستراتيجي لأفغانستان. وهذا هو سبب خلق الخلافات الداخلية بين قبائل البشتون والطاجيك، حيث تم تحويل التركيز من المشكلة الكبيرة المتمثلة في القوات الأجنبية إلى خلاف عرقي، حيث يتم إيذاء بعضهم البعض بدلا من الغزاة. ويجري تشويه سمعة البشتون لمساعدتهم طالبان بينما يعاب الطاجيك لشدة موالاتهم للحكومة.
وللأسف، فإن هاتين القبيلتين تعامل بعضهما البعض كما لو كان بينهما عداوة أيديولوجية عميقة. إنها نفس سياسة "فرق تسد" التي تهدف إلى تعميق الانقسام بين هذين العرقين، بحيث لا يرون الاستعمار باعتباره السبب الجذري لجميع مآسي أفغانستان وشعبها.
في الوقت الذي كانت فيه "حكومة الشقاق الوطني" التي أنشأها جون كيري مشغولة في تأجيج الخلافات الداخلية، يجلس المستعمرون وراء الأبواب المغلقة بسلام في قواعدهم في أفغانستان، موسعين أهدافهم الاستراتيجية الإقليمية، وذلك باستخدام النخب الحاكمة الفاسدة في أفغانستان.
لقد حان الوقت لوضع خلافاتنا جانبا والتكاتف معا ضد المستعمرين، وأهدافهم السياسية والمالية والأيديولوجية الاستعمارية. بإمكاننا هزيمة عدونا بقوة أفكارنا، سواء السياسية أو الفكرية، وذلك بالدعوة إلى منهاج النبي محمد عليه الصلاة والسلام من خلال إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، حتى نتمكن من إخراج الاستعمار وطمس خططه وثقافته.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير / كابل - ولاية أفغانستان