- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إخفاء الإعلام العالمي ما يحدث في أوزبيكستان يظهره حزب التحرير في إعلامه
الخبر:
وصول رسالة من القابعين في سجون أوزبيكستان يظهرون فيها حقائق عن الجرائم التي يمارسها النظام الأوزبيكي في حقهم.
التعليق:
كثير من الناس لم يسمعوا عن هذا البلد بل لم يعرفوا أن هناك بلدا بهذا الاسم، وكيف سيعرفون والمناهج الدراسية تخلو من أي معلومات عنه، والإعلام يكاد يكون معدوما ذكره لها إلا من الذكر النادر الخجول كخبر الانتخابات دون ذكر متعلقاتها.
وإنك إن وضعت كلمة أوزبيكستان على شريط البحث جوجل فلن تجد إلا معلومات عنها في ويكيبيديا يذكر فيها معلومات عن عدد السكان والمساحة والمناخ والتسلسل التاريخي... دون التطرق إلى واقع ما يتعرض له المسلمون هناك.
وللأمانة هناك مواقع إلكترونية إسلامية ولو قليلة قياسا لمجموع المواقع، اهتمت بإبراز ما يعانيه مسلمو أوزبيكستان من أشكال الظلم والاضطهاد، فبارك الله فيهم.
وأكثر ما تجد هو نقلٌ عن مواقع حزب التحرير فهو الأكثر اطلاعا على أحوالهم، ولم لا وهو من أكثر المسلمين اضطهادا هناك، حيث يُنظر إلى شبابه أنهم الأخطر على البلد ونظامها.
أيها المسلمون:
ألم تسمعوا عن الإمام البخاري والخوارزمي والبيروني والنسائي والزمخشري والترمذي، رجال أئمة خرجوا من رحم هذا البلد الذي دخله الإسلام مبكرا واستمر يُحكم بالإسلام إلى أن وقع بأيدي الروس الذين كان يحكمهم القياصرة ثم الشيوعيون، فكانت أوزبيكستان واحدة من البلاد التابعة للاتحاد السوفييتي، والتي تعرضت لمحاولة طمس لهويتها ومعالمها الإسلامية.
ظن المسلمون في أوزبيكستان بعد انهيار الاتحاد السوفييتي واستقلال البلاد عام 1991م أن كابوسا اسمه الشيوعية قد انزاح عنهم وسيعودون للحياة الإسلامية من جديد، فلم يكونوا يظنون أن روسيا لم تكن لتتخلى عن البلاد بهذه السرعة، وأن الاستقلال ما هو إلا خدعة، فبدلا من أن تحكم البلاد بحاكم روسي يرفضه الشعب الذي نسبة المسلمين فيه حوالي 90% وضعت عميلا لها يدعي الإسلام إلا أنه كان قبل أن يستلم الحكم زعيما للحزب الشيوعي الأوزبيكي الحاكم، وهذا يعني أنه يحمل الفكر الشيوعي المعادي للإسلام، وإلى الآن بقي هذا الحاكم متمسكا بالحكم طوال الأربع وعشرين سنة الماضية.
إن روسيا حاولت كل جهدها أن لا يكون على بلاد المسلمين التي كانت ضمن الاتحاد السوفييتي حاكمٌ يحكمها إلا ويكون عميلا مخلصا لها يحمل فكرها فيدعي حبه للمسلمين والعمل على رعايتهم إلى أن يتسلم زمام الحكم ثم يغدر بهم ويفرغ فيهم كل أصناف الحقد والكراهية، وهكذا كان حاكم أوزبيكستان.
لقد عمل طاغية أوزبيكستان على رعاية شؤون الروس الذين لا تتجاوز نسبتهم 10% من السكان وأهمل المسلمين الـ90%، ويا ليته فقط أهملهم لكنه عمل على قتلهم وسجنهم وتهجيرهم وشن عمليات إبادة لهم... كل ذلك إرضاء لروسيا وتحقيقا لمصالحها.
إن كريموف ذا المزاج المتقلب الذي يتنقل بالعمالة بين روسيا وأمريكا حسب مصلحته وقوة الجهة الجاذبة بمغرياتها له، رأى أن أقرب طريق للوصول إلى رضاهما، هو إعلان الحرب على المسلمين، والتضييق عليهم، ومعاداتهم فانتهج ضدهم نهجاً طاغوتياً مسيطراً، اعتقل وطارد الأئمة المخلصين وحملة الدعوة وأغلق أكثر من 3000 مسجد وحول معظمها إلى مستودعات ومصانع تابعة للحكومة وإلى استراحات وكازينوهات.
وفي المقابل زادت أعداد السجون والسجناء رجالا ونساء لا لشيء إلا لأنهم يريدون التمسك بإسلامهم والعمل على الانعتاق من أحكام الكفر والضلال، والأمثلة والقصص مما يرد من داخل السجون سرا ومما يظهر على أجساد السجناء المرضى الذين يَعُدون أيامهم الأخيرة بعد أن حقنوا بفيروسات مميتة، وما يظهر من آثار تعذيب لا يتصوره عقل على جثامين شهداء المعتقلات التي يمكن أن يراها أهلهم خلسة، دليل على الوحشية التي يصبّها المجرم كريموف والسجانون ورجال المخابرات على المستضعفين من المسلمين حتى على ذوي السجناء.
صرح اليشر ايلخاموف، المتخصص في الشؤون الأوزبيكية بمؤسسة "المجتمع المفتوح" في لندن، لوكالة انتر بريس سيرفس أن "تعذيب السجناء الدينيين ثابت، ولا أرى أي أمل في التحسن في السنوات المقبلة. سيظل المسلمون يعانون من القمع لفترة طويلة. وليس لدي أدنى أمل في أن يتغير هذا الوضع مستقبلا"، وأضاف: "أن الحكومة تعتبر المسلمين كأكبر مصدر محتمل للخطر"، خاصة وأن الزعماء الدينيين برهنوا في الماضي على قدرتهم على حشد عدد كبير من الناس.
وبسبب الآلة الإعلامية الضخمة التي يمسك بزمامها أعداء الإسلام والمسلمين، فإن هذا البلد لم يحظ بالاهتمام الإعلامي العام أو الخاص، على اعتبار أن ما يعانيه المسلمون هي مشكلات داخلية، لا يتدخل فيها بقية المسلمين في العالم.
إن الكفار عامة بجميع نحلهم ومذاهبهم يمكرون بالمسلمين عامة وحملة الدعوة خاصة، فلا يهدأ لهم بال ولا ينام لهم جفن وهم يمكرون لظنهم أنهم قادرون على أن يطفئوا نور الله، ويمنعوا رجوع الإسلام إلى الحياة وإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وإن هذا العداء ليس حديثا وإنما هو متأصل منذ أن بعث الله الرسول r بالرسالة المحمدية، وقد كشف الله هذه العداوة في كثير من الآيات: قال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾، وقال تعالى: ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ﴾.
فيا أهل أوزبيكستان، يا من لم يُضعف عزائمكم بطشُ الطاغية كريموف ومجازره نقول لكم قول الله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾، ولن يطول الوقت بإذن الله.
﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: راضية عبد الله