- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مزقت سيدة نمساوية مسنة تبلغ من العمر (85 عاما) جميع مدخراتها، والتي تبلغ مليون يورو تقريبا، قبل موتها في إحدى دور المسنين، حتى لا يحصل ورثتها عليها.
الخبر:
مزقت سيدة نمساوية مسنة تبلغ من العمر (85 عاما) جميع مدخراتها، والتي تبلغ مليون يورو تقريبا، قبل موتها في إحدى دور المسنين، حتى لا يحصل ورثتها عليها.
ونقلت قناة "سكاى نيوز عربية" الفضائية عن وسائل إعلام نمساوية: أن المدعي العام لإحدى الولايات النمساوية أكد أن تخريب السيدة لمدخراتها والتي تبلغ (950 ألف يورو) بنفسها لا يعتبر عملا إجراميا، ولذلك لن يتم فتح أي تحقيق متعلق بالواقعة.
التعليق:
أولاً: إن المال هو مال الله والإنسان مستخلف فيه لقوله تعالى ﴿وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ﴾.
وفي هذا يقول السعدي "فكما أن المال مال الله، وإنما الذي بأيديكم عطية من الله لكم ومحض منّة، فأحسنوا لعباد الله، كما أحسن الله إليكم". فالمال مال الله والإنسان في كسبه له وفي إنفاقه ليس مخيراً وإنما هو ملزم بأحكام الله، لذا كانت القاعدة الذهبية في النظام الاقتصادي أن الله تعبدنا بالكيف وحدده لنا ولكنه لم يحدد لنا الكم طالما يُسار في جمعه وإنفاقه وَفْقَ الأحكام الشرعية. قال النبي عليه الصلاة والسلام قال: «لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ». رواه ابنُ حِبَّانَ والترمذيُّ في جامِعِه.
ثانيا: إن نظرة الرأسمالية للمال تختلف اختلافا كليا عن نظرة الإسلام حيث لا قيمة عندهم للبحث في كيف يجمع المال سواء بالحلال أو الحرام، من مخدرات أو خمور أو استغلال أو ربا... ولا قيمة للبحث أيضا في كيف ينفقه سواء بالحرام أم الحلال أم الإتلاف لأنه ترك أمر التشريع للبشر لذا لم يعتبر القضاء هناك أن المرأة ارتكبت جريمة، بخلاف الإسلام الذي هو رحمه للعالمين.
وفي الختام فإن الإسلام رحمة للبشرية ومبدأ شامل لكل نواحي الحياة وفيه الطمأنينة والسعادة والرخاء، وفي غيره الشقاء وسوء التصرف. قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِيْ فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
راية أم مَلَك - الأردن