الخبر:

أعلنت حكومة ولاية الخرطوم، دعمها الكامل لبرنامج علاج مدمني المخدرات وإقامة شراكات واسعة ومراكز كبرى تتناسب مع أهمية التعامل مع الظاهرة، ووجهت بتخصيص مساحة لا تقل عن "10" أفدنة لقيام مركز ومستشفى مرجعي لعلاج الإدمان وإنشاء مراكز فرعية بالمحليات. كما وجّه مجلس وزراء حكومة الولاية برئاسة الوالي، عبد الرحيم محمد حسين، باختيار معلمين وأئمة مساجد، وإخضاعهم لدورات تدريبية مكثفة لتوعية الناس بمخاطر الإدمان .

وكانت وزيرة التنمية الاجتماعية، قد قدمت تقريراً للمجلس حول نشاط مركز حياة الذي بدأ نشاطه قبل عام واستقبل حتى الآن 510 حالة، ويجد المركز إقبالاً كبيراً بعد أن تجاوز الناس مرحلة التستر على المدمنين وترسّخت القناعة لديهم بضرورة الذهاب لمراكز العلاج (شبكة الشروق 11/11/2015م).

التعليق:

ظاهرة إدمان المخدرات ‏أصبحت ظاهرة خطيرة حيث زادت نسبة جرائم المخدرات سواء التعاطي أو الترويج وتمثل الأفكار والمفاهيم المغلوطة التي تروج للشباب عن الحياة والتي هي نتاج سياسات التعليم ومناهجه المفتقرة لأي نفع في الدنيا والآخرة؛ ما قاد الشباب لحالة سائدة من الإحباط والعجز والبطالة والاغتراب والتفكك الأسري، فصنع ذلك بيئة مناسبة لانتشار ظاهرة الإدمان، ولوسائل الإعلام المختلفة دوراً في لفت أنظار الشباب من خلال المسلسلات والأفلام والفديوهات، كل هذا تمخض عنه جيل من الشباب وجهة نظرهم في الحياة فصل الدين عن الحياة، ومقياسهم هو النفعية، ومعنى السعادة عندهم هو إشباع الغرائز والحاجات العضوية.

وبين فترة وأخرى تطالعنا أخبار، ضبط شرطة الجمارك بميناء بورتسودان لشحنة مخدرات توصف بأنها (ضخمة) في حاويات وصلت الميناء من إحدى الدول ضمن شحنة بضائع لشركة كبرى دون ذكر اسم الدولة الموردة، ولا الشركة المستوردة، وتتوالى الأخبار عن الشحنات المشبوهة، ولا نسمع أية أخبار عن محكمات، إلا ما ندر.

إن الإقبال على مراكز الإدمان ليس محمدة تفتخر بها الوزيرة، بل هو دلالة استيراد الثقافات والمعالجات الغربية التي لم تعالج قضايا أهلها، بدل أن نملكهم خير علاج مضمون النتائج ومجرب هو دين الإسلام الحنيف الذي حول شياطين الجاهلية ومدمنيها، إلى خلق جديد لهم قضية وهدف في الحياة، وغاية غاياتهم هي رضوان الله سبحانه وتعالى، فسعدوا وأسعدوا البشرية في مشارق الأرض ومغاربها بشريعة الرحمن الرحيم. إن علاج الإدمان لا يكون على خطا الغرب المفلس فكريا بفتح المراكز والمستشفيات ولا بدورات تدريبية للأئمة والدعاة للتوعية التي لن تأتي أكلها في أوضاع الاستلاب الثقافي وفي ظل الإعلام الذي يشيع الفاحشة في المجتمع، فكيف نعالج أعراض المرض ونترك جذوره المتمثلة في الدولة الغائبة عن الأخذ بيد الشباب بتطبيق الإسلام بفكرته ومعالجاته الصلبة التي تقدم تصورات واضحة وعميقة للإنسان عن معنى وجوده في الحياة فتحل العقدة الكبرى عنده، وتضع له معالجات لشؤونه كافة من خلال منظومة متكاملة من الأحكام الشرعية التي تنظم جميع علاقات الإنسان على نحو يشبع عند تطبيقها احتياجاته؛ ماديا ومعنويا، فيتحول الشباب إلى نور ينير الظلمات، ونار تحرق الفساد، تماما كما تحول شباب الجاهلية إلى الإسلام.

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ [المائدة:90-91] وتحريم الخمر ليس فكرة فقط بل طبق النبي علبه الصلاة والسلام هذا الحد وعالج به أعتى مدمني الخمر في الأرض، ومن بعده الخلفاء رضي الله عنهم أجمعين وستطبقه دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، في ظل منظومة أحكام ومعالجات تهدي إلى سبل الرشاد وتحقق الطمأنينة.

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة عبد الجبار – أم أواب