- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أوردت وكالات إعلامية تنزانية متعددة بشكل ضخم تغطية الأحداث المرتبطة بالرئيس الجديد جون بومبي في محاولاته تغيير سياسات أماكن العمل غير المسؤولة وخصوصًا في قطاع الخدمات المدنية بالإضافة إلى ذات التكلفة الفعالة والتي قدمها مؤخرًا.
الخبر:
أوردت وكالات إعلامية تنزانية متعددة بشكل ضخم تغطية الأحداث المرتبطة بالرئيس الجديد جون بومبي في محاولاته تغيير سياسات أماكن العمل غير المسؤولة وخصوصًا في قطاع الخدمات المدنية بالإضافة إلى ذات التكلفة الفعالة والتي قدمها مؤخرًا.
التعليق:
بعد يوم واحد من أدائه القَسَم الرئاسي قدم الرئيس الجديد بسرعة وبشكل عملي تدابير جديدة أحدثت مفاجأة وإعجاباً من الشعب. وبعد زيارته الارتجالية لوزارة المالية وفي محاولته لخفض التكاليف (الأسعار) منع على الفور كل السفريات الخارجية غير الضرورية للمسؤولين وأمر دبلوماسيي الدولة في الخارج، بالقيام بمهمات للدولة.
بعدها بأيام قام الرئيس بزيارة غير معلنة إلى مستشفى موهيمبلي، الأكبر في البلاد، حيث أصيب بالفزع من مقاييس النظافة في المشفى وعدم وجود المعدات والأدوية الضرورية. ونتيجة لذلك قام على الفور بحل مجلس الصحة ونقل المدير التنفيذي للمشفى إلى وزارة الصحة والعناية الاجتماعية حيث ستوكل إليه مهام أخرى. هذه التدابير والإجراءات من شأنها إنهاء ظاهرة "العمل كالمعتاد"، والترويج لثقافة المحاسبة في الخدمات المدنية. يقف المسؤولون الحكوميون الآن على أطراف أصابعهم ولا يعلمون متى سيأتي الرئيس مناديًا.
هذه الأعمال ليست إلا تجميلية لإلهاب مشاعر الناس وإخفاء فشل الحزب الحاكم منذ أكثر من 50 عامًا.
إن ثقافة عدم المحاسبة والطمع وتبذير ثروات البلاد التي سيطرت على كل دوائر الدولة وراءها أسباب متعددة. أولها التعويضات القليلة وتقديم المنشآت الصحية الخاصة المملوكة من قبل موظفي الدولة في قطاع الصحة، وفوق كل ذلك واقع الوصول إلى الثروة بأي وسيلة وهي وجهة النظر الرأسمالية. أما بالنسبة للمساعي من أجل خفض الأسعار وتوليد مدخولات أكثر للدولة من الضرائب والمصادر الأخرى، فإن هذا سوق يؤثر على القليل من الأفراد، أما المقربون وأصحاب الأموال وخصوصًا من الأنظمة السابقة فلن تمتد إليهم يد.
بالإضافة لهذا فإن تنزانيا تمتلك العديد من الثروات الطبيعية والمعادن بما فيها المناجم والتي تستغلها الشركات الغربية الدولية، ولسوء الحظ فإن الإجراءات المنوي اتخاذها لتوليد المزيد من مدخولات الدولة لن تمس المصالح الأجنبية. وبمعنى حقيقي فإن هذه الأعمال ستأخذ الطابع الانتقائي أكثر من الطابع العام.
إن جميع الدول النامية بما فيها تنزانيا مرتبطة بالفكر الرأسمالي الذي يشكل وجهة نظر الناس، ويولد ثقافة الطمع ابتداءً من موظفي الدولة ومرورًا بكل فرد، لذا فإن أية محاولة للحصول على موظف مدني نظيف وأمين سيبقى مشروعًا عبثيًا حتى إحداث تغييرات فكرية جذرية من قبل بديل فكري وهو الإسلام لا غير.
هذه المبادرات سوف تبقى قصيرة النظر كما كانت دائمًا ولن تأتي بجديد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسعود مسلم
نائب الممثل الإعلامي لحزب التحرير في شرق إفريقيا