- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
التدخل الوقح لدول الغرب في الأزمة الليبية
الخبر:
نشرت الحكومة البريطانية على موقعها بيانا مشتركا حول ليبيا بتاريخ 2015/10/19 ورد فيه ما يلي:
"إن وزراء خارجية الجزائر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمغرب وقطر وإسبانيا وتونس وتركيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، والممثل الخاص للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، يحثون كافة أطراف الحوار السياسي الليبي على الموافقة فورا على الاتفاق السياسي الذي تم التوصل إليه برعاية الممثل الخاص برناردينو ليون عقب اجتماعات الأطراف في الصخيرات وفي جنيف. أمام أطراف الحوار خيار واضح للغاية. باستطاعتهم تأخير إقرار النص والملاحق لما بعد 20 أكتوبر أو محاولة إدخال مزيد من التعديلات عليه، لكنهم بذلك يعرضون استقرار ليبيا للخطر...".
التعليق:
لطالما نادت الدول الغربية بشعار "حق الشعوب في تقرير مصيرها" فزينوه ونمقوه لشعوب العالم حتى يخدعوهم به ويمتصوا خيراتهم، إذ كان هذا الشعار ورقة يستعملونها في حلبة الصراع الدولي لكسب نفوذ جديد أو إضعاف نفوذ دولة كبرى.
وما يحدث في الأزمة الليبية يكشف مرة أخرى النوايا والأفعال السياسية الخبيثة التي تقوم بها دول الغرب، فبعد تأجيجها لصراع داخلي وتكوين طرفي نزاع، ادعت أنها ستشرف على حوار بين الطرفين تحت غطاء أممي، وتظاهرت بأن أي جهة خارجية ليست لها سلطة على ما يحدث في الداخل.
ولكن سرعان ما أظهروا الوجه الحقيقي فبعد رفض مبادرة مبعوث الأمم المتحدة برناردينو ليون التي تتمثل في تشكيل حكومة توافقية، سارعت دول الغرب بالتهديد إما مباشرة أو عبر مؤسساتها مثل مجلس الأمن، الذي هدد في بيان له صدر السبت 2015/10/17، بفرض عقوبات على أولئك الذين يحاولون عرقلة التوصل إلى اتفاق سلام في ليبيا وتشكيل حكومة وفاق وطني. وكأن لسان حالهم يقول لأهل ليبيا إنكم عبيد لنا ويجب أن تلتزموا بما نخطط لكم وإلا يأتيكم عقاب شديد فنشيع الفتن والقتل ونقوم بعمليات إرهابية ونحاربكم اقتصاديا...
نعم، هذه حقيقة دول الغرب التي تبنت الرأسمالية لتعيث في الأرض الفساد، ولكن الغريب هو أنه ما زال هناك من الساسة المسلمين من يواليهم ولاء أعمى، فلا يجد حرجا في مصافحة قتلة المسلمين بل لا يجد حرجا في أخذ وصاياهم. ولكن دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القريبة - بإذن الله - ستوقف مكر أولئك وتفضح خبثهم لشعوب العالم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسامة الماجري - تونس