- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الانتخابات البرلمانية في مصر مثال واضح على نبذ الديمقراطية الكاذبة
الخبر:
إقبال ضعيف في مصر على التصويت في المرحلة الأولى من انتخابات ما يسمى بـ"مجلس النواب" والذي كان يسمى من قبل بـ"مجلس الشعب".
التعليق:
هناك تدنٍ لافت للنظر في نسبة المشاركة في التصويت الحالي عنه في التصويت في الانتخابات التي جاءت بـ"عبد الفتاح السيسي" رئيسا لمصر مع العلم أن معظم المرشحين الحاليين هم من أنصاره، ونقلا عن اللجنة العليا للانتخابات ذكرت أن نسبة المشاركة حتى عصر اليوم الأول لم تتجاوز 2.2% بذريعة أن الناخبين مشغولون بأعمالهم فاليوم كان يوم عمل، لذا فقد قلصوا ساعات العمل لليوم الثاني إلى النصف في محاولة منهم لزيادة عدد المصوتين.
وفي اليوم التالي ازدادت النسبة ويقال أنها وصلت إلى ما يقارب 22%، ولن نخوض في صحة الرقم أو صحة الأسباب التي أدت إلى هذه الزيادة، وهل هناك ضغوط مورست على الناخبين للمشاركة أم لا، فوزير التنمية المحلية ألمح إلى إمكانية اتخاذ اللجنة العليا للانتخابات قرارا بتطبيق دفع غرامة مالية قدرها 500 جنيه على كل من لم يشارك.
وحسب ما ورد عن المتحدث باسم اللجنة "المستشار عمر مروان" أن الفئة العمرية الأكثر مشاركة هي فئة كبار السن (فوق الـ60 عاما) في حين أن الفئة ما بين 18-21 عاما هي الفئة الأقل نسبة، وأن نسبة الإناث أعلى بكثير من نسبة الذكور.
لم يكتفِ شباب مصر بمقاطعة الانتخابات فقط، وإنما أعلنوا على مواقع التواصل عن رفضهم المشاركة فيما أسموه بـ"العبث السياسي" و"الانقلاب" وشملت المقاطعة عددا من الأحزاب المصرية إسلامية وغير إسلامية، وداعمة لشرعية الرئاسة أو غير داعمة.
فالحمد لله أن بدأ الوعي يظهر على فئة الشباب التي يعول عليها في تغيير الأوضاع، فهم على قناعة أن ما ستكون عليه نتائج الانتخابات ما هي إلا صورة طبق الأصل عن الرئاسة، وأن البرلمان لن يكون ولاؤه إلا للنظام الحاكم.
فيا من اتخذتم قرار عدم المشاركة ليت قراركم كان بسبب حرمة الانتخابات في ظل هكذا نظام حكم علماني رأسمالي، لا بسبب اختلاف في الرؤى والانتماء السياسي، فإن كنتم ممن يبحثون عن نوال رضوان الله في هذا القرار فدعونا نلتف سويا حول هدف ومقصد واحد ألا وهو العمل لاستئناف الحياة الإسلامية والحكم بالإسلام في ظل خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة، وعندها لن نرى كل هذه المناكفات السياسية والدجل والتلاعب الانتخابي لأن من سيُنتخب حينها حتما سيكون ممن يغلب على الظن أنه ممن تتوفر فيه مقومات الخليفة (رجل، حر، مسلم، بالغ، عاقل، عدل، قادر، من أهل الكفاية) والأهم أنه يحكم بكتاب الله وسنة رسوله، يجعل العقيدة الإسلامية أساسا للدولة، وينظر إلى جميع رعايا دولته نظرة واحدة بغض النظر عن عنصر الدين أو اللون، ويوفر الأمن والأمان للجميع، ولا يترك الأبواب مشرعة لكل من هب ودب من دول الكفر للتدخل في شؤون الدولة داخليا، أما خارجيا فهو لا يعقد مع أي منهم أية معاهدات عسكرية وإنما يجعل المحور الذي تدور حوله السياسة الخارجية هو حمل الدعوة للإسلام إلى العالم.
فلا تنبذوا الديمقراطية فقط بل كونوا من المبادرين إلى نوال رضوان الله تعالى وثوابه، قال تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: راضية عبد الله