- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
نتيجة قمة الاتحاد الأوروبي الاتحاد الأوروبي يكلف تركيا بدور الوصاية (مترجم)
الخبر:
انتهت القمة الأوروبية التركية. وقد قرر الاتحاد الأوروبي تقديم دعم مالي لتركيا بقيمة 3 بليون يورو.
في أعقاب القمة الأوروبية التركية في بروكسيل، عقد رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية كلود يونكر مؤتمرا صحفيا مشتركا. وفيما أشار رئيس الوزراء داوود أوغلو إلى أن إجراءات الانضمام للاتحاد الأوروبي ستكتسب زخما أكبر عام 2016 فقد قال أيضا بأن الهدف هو وقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا. (المصدر: تلفزيون آي إم سي)
التعليق:
فيما تحولت عملية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي إلى ما يمكن اعتباره فوضى دون حل، وفيما تم انتهاج الكثير من الممارسات وسن قوانين تشريعية مخالفة لمعايير الاتحاد الأوروبي خاصة خلال السنوات الثلاث الماضية، فإني أقول بأن الحديث عن أن عملية الانضمام للاتحاد الأوروبي ستشهد زخما أكبر، كما ورد في الأخبار أعلاه، هو بمثابة جهل سياسي، وعجز عن فهم السياسة. وبعيدا عما ذكر آنفا، فإنه وطوال الفترة التي وصل فيها حزب العدالة والتنمية إلى السلطة ما بين عامي 2002 و2010، وعلى الرغم من تحقيق تركيا في تلك الفترة لغالبية معايير الاتحاد الأوروبي إلا أنها لم تمنح العضوية. وعلاوة على ذلك، فلم يتم حتى الشروع في مفاوضات العضوية الكاملة. وفي ظل هذه الظروف إضافة إلى أحداث Gezi عام 2013، فضلا عن فضائح الفساد الضخمة التي هزت تركيا وأدت إلى انتقادات كبيرة فيما يتعلق بحرية الصحافة والتعبير، فإنه ليس منطقيا ولا حقيقيا التفكير بأن هذه الأمور مجتمعة ستؤدي إلى إعطاء دفعة قوية وزخما لعملية نيل تركيا العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي. وحتى ذلك الحين، دعونا نتأمل ونحلل ما تمت مناقشته وإقراره في القمة الأوروبية التركية:
- التعاون في مكافحة الإرهاب: اتفقت تركيا مع الاتحاد الأوروبي على الأسس التالية: "فيما يتعلق بالمحاكمات الجدية المتعلقة بالقضايا الأمنية، ولا سيما التهديدات المتزايدة للإرهاب، فمن الضروري تبادل الملاحظات بانتظام وتعزيز التعاون في مجالات السياسة الخارجية والأمن من أجل مكافحة جميع أشكال وأنواع الإرهاب". لقد جعلت الهجمات الإرهابية التي وقعت في تركيا خلال العام الماضي ومع ارتفاع عدد الوفيات والإصابات فضلا عن أحداث باريس التي حصلت مؤخرا، جعلت هذه الأحداث جميعا من تركيا والاتحاد الأوروبي حلفاء، ولكن حلفاء ضد من؟ طبعا ضد الإسلام والمسلمين. وما هي ذريعة هذا التحالف؟ تنظيم الدولة و"الإرهاب الإسلامي". ولذلك فإن هذا القرار متعلق مباشرة بسوريا. ففي وقت لاحق بعد انتهاء هذه القمة، وبحجة قصف تنظيم الدولة ستطلق فرنسا وبريطانيا طائراتها المقاتلة العسكرية لقصف تنظيم الدولة من القواعد الجوية التركية. وقد استطاعت هاتان الدولتان تمرير قرار إرسال قوات إلى سوريا عبر البرلمان.
- اتفاقيات إعادة القبول وأزمة لاجئي سوريا: لقد توصلت تركيا والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق بشأن قبول وتوظيف المهاجرين من سوريا. فمن الآن فصاعدا ستعمل تركيا على خفض تدفق المهاجرين إلى أوروبا ووفقا لاتفاقات إعادة القبول فسيُعمل على إعادة لاجئي سوريا بعد فترة معينة من الزمن. وفي المقابل، فقد منح الاتحاد الأوروبي تركيا 3 مليار يورو. ومن المعروف بأن الاتحاد الأوروبي يعمل جاهدا على حل أزمة اللاجئين فعليا منذ ما يقرب من 4-5 أشهر. وفي الوقت نفسه فقد سعت الولايات المتحدة إلى إقناع بريطانيا وفرنسا على وجه الخصوص بخطتها في سوريا من خلال استغلال مشكلة تدفق لاجئي سوريا إلى أوروبا. وخلال هذه الفترة، ادعت تركيا بأنها تعاني اجتماعيا وماليا نظرا لاستضافتها وبشكل مفرط أعدادا كبيرة من اللاجئين. والآن وقد قدم الاتحاد الأوروبي قدرا معينا من المعونة لتركيا فإنها مطالَبة بالقيام بدور الحارس الذي يمنع تدفق اللاجئين من سوريا إلى أوروبا بل وقد وقعت تركيا اتفاقية لاسترداد أولئك الذين وصلوا بالفعل إلى أوروبا حتى يومنا هذا.
وبإلقاء نظرة على هاتين النقطتين فإنه يظهر وبوضوح بأنهما ليستا منفصلتين عن القضية السورية. لقد استغلت الولايات المتحدة مسألة لاجئي سوريا والانفجارات التي هزت المدن الكبرى في أوروبا من أجل فرض خطة سياسية تنتهجها الدول الأوروبية، في حين استخدمت تركيا حرفيا كأداة لتنفيذ ذلك. ولفترة من الوقت، فقد امتنعت تركيا عن فتح أبوابها لاستضافة الشعب السوري. والحقيقة هي أن دول الكفر القاسية هذه سمحت بغرق مسلمي سوريا في مياه البحر العميقة. فيما كانت أجساد الأطفال تصل جثثا هامدة لتغسلها أمواج الشاطئ. أما الآن فقد انقلبت الأمور رأسا على عقب بسبب قرار الدول الأوروبية التعاون مع أمريكا في تنفيذ خطتها في سوريا.
ونتيجة لذلك، فإن تركيا حكمت على الشعب السوري بالإعدام تحت نير قصف الطائرات المقاتلة مقابل 3 مليار يورو. ألم تفعل الشيء ذاته عام 2004؟ ففي مقابل الحصول على مليار دولار، طُلب من تركيا موافقة برلمانية للسماح بتدخل الولايات المتحدة في العراق عبر تركيا.
الخلاصة، فإن أربع سنوات ونصف من السياسة التركية تجاه سوريا لم تتسم إلا بالخيانة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود كار