السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل بقي شك في تآمر أردوغان على أهل سوريا؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هل بقي شك في تآمر أردوغان على أهل سوريا؟!

 

 

 

الخبر:

 

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم 24/9/2015: "إنه من الممكن أن تتم العملية الانتقالية بدون بشار أسد كما يمكن أن تحصل هذه العملية معه". وجاء هذا التصريح بعدما صرح وزير خارجية أمريكا جون كيري ببقاء الأسد في المرحلة الانتقالية بل إنه لا يوجد تاريخ محدد لذهاب الأسد والأمر قابل للتفاوض. كما قامت الدول الأوروبية بالتصريح في هذا الاتجاه.

 

 

التعليق:

 

بعدما كان يقول أردوغان على مدى أربع سنين أن على بشار أسد أن يرحل ويصفه بأنه قاتل وإلى غير ذلك من الأوصاف، يأتي اليوم ليلحق بقاطرة المتآمرين على سوريا الذين أطلقوا على أنفسهم أصدقاء سوريا وهم أعداؤها حقا، ولكن يظهرون بشكل أصدقاء ماكرين ليخادعوا أهل سوريا. ولولا وعي أهل سوريا لتمكن أولئك الأصدقاء الأعداء من أول يوم من خداعهم، فهم يمكرون وإن من مكرهم لتزول منه الجبال. فيأتون أهل سوريا كما أتى إبليس آدم بصورة الصديق والناصح الأمين ليغريه بالأكل من الشجرة التي نهاه الله عن الاقتراب منها وقد حذره الله من إبليس ومكره، فبقي إبليس يسول لآدم ويوسوس له ليعمل على خداعه بشتى الأساليب إلى أن تمكن من إغوائه ليخرجه من الجنة.

 

إن أمريكا وحلفاءها وأولياءها كتركيا أردوغان وآل سعود وقطر وغيرهم كلهم كإبليس يأتون أهل سوريا المسلمين من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ليقعدوا لهم على صراط ربهم المستقيم ليخدعوهم ويغروهم بغرور بالقبول بالنظام العلماني والتخلي عن مشروع الثورة وهو إعادة حكم الإسلام إلى سوريا متمثلا بالخلافة الراشدة على منهاج النبوة. فأولئك الذين أطلقوا على أنفسهم الأصدقاء كانوا ولا زالوا أخطر على أهل سوريا من الذين أعلنوا العداء كروسيا وإيران وحزبها في لبنان. فهؤلاء الأعداء مكشوفون ويحاربون بشكل علني ولكن الذين أطلقوا على أنفسهم أصدقاء سوريا يحاربون أهلها بأساليب خفية خبيثة.

 

فقد منعوا عن أهل سوريا السلاح بذريعة ألا تقع في أيدي الإرهابيين، مع العلم أن تعريفهم للإرهاب أو الإرهابي بأنه الذي يرفض الهيمنة الأمريكية والغربية ولا يقبل بوجود كيان يهود ويطالب بعودة الإسلام إلى الحكم ولا يقبل بالقيم الديمقراطية والنظم الغربية. وبذلك أصبح كل أهل سوريا المسلمين إرهابيين!!

 

عمل أعداء سوريا المتخفون بصورة أصدقاء سوريا بزعامة أمريكا في البداية على تسويق بشار أسد، فقالت وزيرة خارجية أمريكا السابقة هيلاري كلينتون إن بشار أسد سيقوم بإصلاحات، وعقبها ردد أردوغان مثل ذلك، لأنه كان يصف بشار أسد بأنه أخوه وصديقه وأرسل وزير خارجيته السابق داود أوغلو إليه. وحركت أمريكا الجامعة العربية وأرسلت الدّابي على رأس بعثة مراقبين عرب. فعندما سقطت الجامعة العربية عقدوا مؤتمر جنيف1 وخرج بمقرراته للمحافظة على النظام فلم تقدر على تطبيقها حتى الآن لأن أهل سوريا رفضوها فأفشلوها، وأرسلت كوفي عنان ففشل وفشلت مبادرته، ومن ثم أرسلت الأخضر الإبراهيمي عميلها صاحب المهمات الأمريكية الخداعية ففشل. وعقدت جنيف2 فلم يخرج بشيء سوى تهيئة الائتلاف السوري الذي أسسته أمريكا للتفاوض مع نظام بشار أسد، ولكن أهل سوريا لم يعتبروا هذا الائتلاف ممثلا لهم بأي بحال من الأحوال وأدركوا أنه صنيعة أمريكا، وقد أدخلت أمريكا إيران وحزبها في لبنان ومالكي العراق والتنظيمات الكردية العميلة وسمحت لروسيا بأن تمد عميلها بشار أسد بكافة المعدات والسلاح.

 

وأخيرا أرسلت أمريكا عميلها دي ميستورا على صورة مبعوث للأمم المتحدة وطرحت مبادرته ليصرح بشكل علني بأن الأسد جزء من الحل ويجب على المعارضة أن تقبل به في المرحلة الانتقالية فقامت أمريكا على لسان وزير خارجيتها كيري ليؤكد ذلك. فتبعتها الدول الأوروبية خوفا من أن تعزل وفي محاولة لفرض نفسها لتشركها أمريكا في المفاوضات. ومن ثم انطلق أردوغان حليف أمريكا ليعلن هو الآخر عن إمكانية بقاء الطاغية بشار أسد في المرحلة الانتقالية.

 

فهل بقي شك لدى أي عاقل من أن أردوغان حليف قوي لأمريكا وصديق خفي لبشار أسد على شاكلة أمريكا وليس عدوا له، وهو الذي خذل أهل سوريا عندما قال لن نسمح بحماة ثانية وقد ارتكب النظام في كل مدينة وبلدة وقرية حماة ثانية وثالثة ورابعة وما زال مستمرا بارتكاب الجرائم، وقد أعطت أمريكا الضوء الأخضر لروسيا بالتدخل مباشرة بجانبها في محاربة هذه الثورة الإسلامية بذريعة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية والإرهاب، وأشركت تركيا أردوغان فيها بعدما فتح لها قاعدة إنجرليك لتنطلق الطائرات من مكان قريب من سوريا.

 

نقول لشعب سوريا المسلم الأبي أن يحذر تركيا أردوغان قبل إيران وحزبها في لبنان، وأن يحذر أمريكا قبل روسيا، وأن يحذر الذين يطلقون على أنفسهم أصدقاء الشعب السوري قبل الذين يعلنون عداءهم له. ونذكّر هذا الشعب المبارك بقول الله تعالى لعباده الصادقين: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾. وبقوله تعالى: ﴿قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أسعد منصور

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع