الأحد، 20 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يجب على الأمة الإسلامية ألا تنخدع بأكاذيب (سو كي) المستمرة

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

وفقاً لما نشر على موقع قناة الجزيرة في 19 أيلول/سبتمبر 2017، فإن أونغ سان سو كي خلال تعليقها الأول على أزمة الروهينجا المستمرة قالت بأنها "قلقة" على المسلمين وغيرهم ممن فروا إلى بنغلادش المجاورة. وقد تعرضت الحائزة على جائزة نوبل للسلام لانتقادات متزايدة خلال الشهر الماضي حيث هرب أكثر من 410 آلاف من مسلمي الروهينجا من ميانمار إلى بنغلادش، فروا مما وصفته الأمم المتحدة بأنه "تطهير عرقي". وقالت أونغ سان سو كي في خطابها: "إن هدف حكومة ميانمار ليس توجيه اللوم أو التخلي عن المسؤولية"، مضيفةً أن ميانمار لا تخشى "التدقيق الدولي" فيما يتعلق بأزمة الروهينجا. وأضافت: "إن قوات الأمن تلقت تعليمات بالالتزام وبشكل صارم بقواعد السلوك خلال تنفيذ العمليات الأمنية وبممارسة ضبط النفس واتخاذ الإجراءات الكاملة لتجنب الأضرار الجانبية وإلحاق الضرر بالمدنيين الأبرياء". وأضافت بأن بلادها مستعدة "في أي وقت" للاطمئنان على الروهينجا الذين فروا من العنف في الشهر الماضي ولتقديم المساعدة لإعادة الراغبين في إعادة التوطين.

 

التعليق:

 

إن الزعيمة الحالية لميانمار (سو كي) والتي نالت الإعجاب لأنها مثّلت فتاة ملصق للغرب بالإضافة لاعتبارها بطلة ما يسمى بحقوق الإنسان، كما أنه تمت الإشادة بها ومكافأتها باعتبارها صوتاً للسلام، قد فشلت تماماً في معالجة واقع الإبادة الجماعية لمسلمي الروهينجا وذلك من خلال خطابها الذي طال انتظاره الموجه للعالم من ميانمار. بعد أسابيع من الذبح الوحشي والحرق المتعمد والاغتصاب العشوائي وتدمير ما يقرب من 50 قرية مما أدى إلى فرار أكثر من 400،000 من مسلمي الروهينجا إلى البلد المجاور بنغلادش، إن نهج سو كي تجاه العنف الذي ترعاه الدولة غامض تماما وما هو سوى غطاء يخفي الجريمة البشعة لقوات الأمن التابعة لها للإفلات من العقاب. ولم تنطق حتى كلمة "الروهينجا" في خطابها والذي كانت مدتة 30 دقيقة إلا حينما ذكرت جيش إنقاذ روهينجا أراكان، وهي مجموعة تدعي حكومة سو كي أنها المسؤولة عن الهجمات (الإرهابية). وقال ماونغ زارني البوذي المنشقّ المنفي من ميانمار والناشط الشهير في مجال حقوق الإنسان في مقابلة معه حول ما يسمى بالاعتداءات (الإرهابية) التي ارتكبتها منظمة عشوائية على مسؤولي الأمن المسلح: "اخترع الجيش البورمي ذرائعه الخاصة لإطلاق "عمليات التخليص الأمني" على نطاق واسع من خلال وضع "فخ العسل" حيث تم إغراء الشباب الغاضبين والمسلحين من الروهينجا لمهاجمة المراكز الحدودية في المنطقة التي تحوي وحدات من الاستخبارات العسكرية والشرطة البورمية ومراكز التفتيش". وفيما يتعلق بعملية التحقق من مسلمي الروهينجا لبدء عملية الإعادة إلى الوطن، قالت ماونغ زارني إنها تقوم بـ"شراء الوقت" لزيادة الضغط الدولي وإنها ليست صادقة حيال ذلك؛ لأن ما تسمى عملية التحقق تتطلب من الأفراد أن يظهروا بطاقات هويتهم و99٪ من مسلمي الروهينجا ليس لديهم أي نوع من بطاقة الهوية حيث إن الحكومة صادرت بالفعل بطاقات الهوية الخاصة بهم وأعلنت أنها غير صالحة.

 

ولكن هل ينبغي أن نلقي اللوم على سو كي فقط بشأن التطهير العرقي لمسلمي الروهينجا؟ أليس صمت القادة المسلمين وغير المسلمين في العالم (باستثناء بعض الكلمات والخطابات الفارغة) أليسوا مسؤولين بالقدر نفسه عن هذه الجريمة البشعة ضد الإنسانية؟ أليس الدور المزدوج للإعلام العالمي الرئيسي والأمم المتحدة هم أيضا مسؤولين عن هذه الإبادة الجماعية الصامتة؟ ماذا فعل قادة العالم بعد هجوم شارلي إيبدو؟ كيف كان رد فعلهم؟ حيث قتل 12 شخصا فقط في باريس خلال هجوم شارلي إيبدو وقد شهد العالم تضامناً مذهلاً ضم قادة العالم الذين تجمعوا حول فرنسا وأدانوا هذا الهجوم ووصفوه بأنه بربري ومسيء وتعهدوا بالوقوف مع شعبه لمحاربة (الإرهاب)! في عام 2003، احتلت أمريكا العراق تحت ذريعة كاذبة لأسلحة الدمار الشامل حيث دمرت اقتصاد البلاد، وتوفي أكثر من 500،000 طفل بريء نتيجة لعقوبة طويلة من الزمن فرضها مجلس الأمن. بل على العكس من ذلك، فإن ميانمار تقوم بقتل وتعذيب مسلمي الروهينجا وحرمانهم من حقوقهم الأساسية لعقود ولكن مجلس الأمن لم يقترح حتى فرض عقوبة على ميانمار! فبعد أن تلقوا آلاف الأدلة الملموسة للقتل الجماعي والتعذيب والاغتصاب الوحشي وتشريد مئات الآلاف من المسلمين الروهينجا، لم يصف أي زعيم من الشرق ولا من الغرب هذه الأعمال المروعة ضد الإنسانية بأنها بربرية أو مرضية، ولم يقم قادة العالم بالتجمع حول مسلمي الروهينجا أو تعهدوا بمنحهم ملاذاً أو محاربة النظام الإجرامي في ميانمار! وبعد القتل العشوائي لآلاف من الرجال والنساء والأطفال الروهينجا الأبرياء على أيدي الإرهابيين البوذيين، لم تصف وسائل الإعلام العالمية البوذية بأنها دين للإرهاب أو أن "البوذيين هم الإرهابيون ويشكلون تهديداً للبشرية جمعاء"!

 

وللأسف، يتطلع زعماء العالم الإسلامي دائماً إلى الأمم المتحدة لحل مشاكلهم على الرغم من أن الأمم المتحدة ليس لديها سوى سجل حافل من الغدر والخيانة لهذه الأمة. وقد اتخذ هؤلاء الحكام الغادرون أيضا أمريكا أو بريطانيا أو روسيا أو كيان يهود أو الصين أو الهند كحامٍ لهم وصديقهم الودود، على الرغم من أن الله يحرم على المؤمنين أن يتخذوا اليهود والنصارى أولياء لهم.

 

ومن هنا، لا ينبغي أن تخدع الأمة الإسلامية بدموع التماسيح التي يذرفها حكام المسلمين على مسلمي الروهينجا. ولا ينبغي أن يضعوا أملهم على الخطب الفارغة للحكام الغربيين، ولا ينبغي أن ينخدعوا بهدوء وبكاء الأمم المتحدة. وعلاوة على ذلك، لا ينبغي لهم أن يصدقوا أكاذيب سو كي التي لا نهاية لها لتشكيل "لجنة تحقيق وطنية" للتحقيق في جريمة قوات الأمن التابعة لها أو بدء "عملية التحقق" لاستعادة أولئك الأشخاص الذين هم الضحية المباشرة للإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومتها. يجب عليهم فقط أن يضعوا ثقتهم في وعد ربهم العزيز القائل سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ يَتق الله يجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً﴾ [الطلاق: 2]

 

وإن شاء الله فإن هذه الأمة قريباً ستشهد إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، حيث ستقوم بإرسال جيوشها القوية في كل ركن من أركان العالم لإنقاذ الرجال والنساء والأطفال المضطهدين بغض النظر عن عرقهم، وتحقيق الحرية للمسلمين في ميانمار وسوريا والعراق والإيغور وأفريقيا الوسطى وفلسطين وكشمير... من أيدي الكفار وحلفائهم.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فهميدة بنت ودود

وسائط

1 تعليق

  •  Mouna belhaj
    Mouna belhaj الإثنين، 25 أيلول/سبتمبر 2017م 10:51 تعليق

    بوركتم وجزيتم خيرا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع