- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ارتفاع أسعار الخبز في الأردن
الخبر:
أعلن يعرب القضاة وزير الصناعة والتجارة أسعار الخبز الجديدة خلال مؤتمر صحفي عقد في وزارة الصناعة والتجارة أن خبز الكماج الكبير سيباع بسعر 32 قرشاً للكيلو والكماج الصغير 40 قرشا للكيلو والمشروح أو الوردة أو المنقوش سيباع بسعر 35 قرشا للكيلو وأن هذه الأسعار ستستمر لمدة سنة كاملة لوجود مخزون استراتيجي من مادة القمح تغطي استهلاك المملكة لمدة تزيد عن عام. (صحيفة الرأي بتصرف وإيجاز)
التعليق:
يحكى أن سيدا غنيا مريضا يعيش آخر أيامه، يعاني من فشل كلوي ويحتاج إلى زراعة كلية، بحث السيد عمن يتبرع له بكليته فلم يجد، بث أعوانه في كل مكان حتى وجدوا رجلا فقيرا بائسا هزيلا قالوا له سنطعمك ونسقيك وننظفك ونلبسك مدة سنة ثمنا لكليتك التي نحتاجها لسيدنا حتى يسترد عافيته، وافق الفقير على ذلك وأقام في بيت نظيف فيه شيء من الطعام الجيد والعلاج الجيد حتى إذا صار صالحا أخذوا كليته، واستمروا في إطعامه بعد العملية حتى يسترد عافيته، لكن الأمر لم يعجب بعض الخدم فقالوا للسيد إلى متى نرعاه لقد أخذت حاجتك منه، قال لهم السيد لديه أشياء أحتاجها في المستقبل!
مرض السيد الغني بالسكري وقطعوا قدمه ثم قطعوا ساقه، لا بد له من ساق أخرى يسير عليها ولا يوجد أمامهم إلا ذلك الفقير حتى يأخذوا ساقه ليركبها الأطباء للسيد حتى يستطيع المشي.
اعترض الفقير "هذا ظلم، هذه قسوة، تبرعتُ سابقا بالكلية، كيف تريدون مني أن أتبرع بساقي، كيف أمشي كيف أتحرك؟" قالوا له: ما أسوأ أدبك أيها الرجل ألا ترد الجميل لمن آواك من التشرد وأطعمك وسقاك، ألا يوجد عندك ولاء لولي نعمتك؟ قال الفقير: لكن البتر مؤلم وأنا لا أستطيع تحمل الألم، قالوا له: سنعطيك مخدرا ولن تشعر بشيء، ساقوه إلى غرفة العمليات وبتروا ساقه وركبوها للسيد الغني.
أصيب الغني بمرض في عينيه ولا بد له من زراعة قرنية، أخذوا من الفقير قرنيته.
أصيب السيد بيده فقطعوا يد الفقير ليعالجوا يد السيد.
أصيب السيد بداء في كبده وتم استئصاله، فأخذوا من الفقير كبده...
وهكذا جعلوا من الفقير قطع غيار للسيد، كلما احتاجوا إلى قطعة منه ذكّروه بنعم السيد عليه ووجوب تقديم آيات الولاء والطاعة لهذا السيد، حتى جاء اليوم الذي يجب أن يضحي بحياته في سبيل حياة السيد.
احتاج السيد إلى زراعة قلب وعلى الفقير أن يقدم قلبه طواعية للسيد حتى لو كان في ذلك حتفه...
هل يقدم الفقير على الانتحار تحت وطأة الولاء والطاعة العمياء، أم يدافع عن حقه في الحياة؟
هذا وضعنا في الأردن مع النظام وسدنته، كل يوم يعلن النظام في الأردن ارتفاع الأسعار والضرائب، ففي كل يوم نفاجأ بارتفاع أسعار الطاقة من بنزين وديزل وكهرباء مما يقضي بارتفاع أسعار كل شيء، وفي كل يوم ترتفع الضرائب وتتنوع وتتوسع لتشمل موادَّ لم تكن تشملها سابقا، وارتفاع الأسعار لا يقتصر على الأردن فقط وإنما يشمل دولا أخرى، ولكن يعترض الناس هناك أما عندنا فالكل صامت متوجس ينظر للآخر نظر المغشي عليه من الموت، وتحاول الدولة اقتطاع قوتها من قوتنا مع القيام بعملية غسيل للمخ، فتَعِدُ الناس بأنها سوف تعوضهم عن الغلاء بدفع مبالغ مالية زيادة على الرواتب أو يأخذها على فترة او فترتين لمدة سنة ثم تلقي به على قارعة الطريق، فقد أعطت الناس كوبونات على الأرز والسكر لفترة زمنية بسيطة ثم ذهبت الكوبونات وبقي السعر مرتفعا، ومرة دفعت دعما لغلاء المحروقات ثم قطعت الدعم وبقي السعر مرتفعا واليوم تكرر أسلوبها مع الخبز، فهل نظل صامتين والدولة تقطع أوصالنا الواحد تلو الآخر حتى تجهز علينا كليا أم ندفع ظلمها عنا وندافع عن حقنا في الحياة الكريمة في ظل سيادة الشرع لا سيادة السيد؟!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أميمة حمدان