- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
كوكب الأرض هو الوحيد المهيأ للحياة الطبيعية
الخبر:
إمكانية العيش على سطح المريخ أصبحت قريبة بعد أن كشف علماء في ناسا عن ثمانية مواقع، يمكن من خلالها الحصول على الماء اللازم للحياة والعيش بها. (العربية نت)
التعليق:
إن البحث عن حياة أخرى في أجرام سماوية غير الأرض، والبحث عن مخلوقات أخرى في الكون، يشغلان بال الكثيرين من الناس، وقد وردت تساؤلات كثيرة حول هذين الأمرين، ولعله من المناسب مع هذا الخبر أن نتناول اليوم خبراً علمياً للتعليق عليه ولا تقتصر تعليقاتنا على الأخبار السياسية.
إن الإنسان جزء من هذا الكون، وفي الإنسان الحياة أيضاً، وكذلك توجد الأحياء الأخرى من حيوان وطير وحياة بحرية ونبات على هذه الأرض، فالإنسان والحياة جزء من الكون، وعندما يبحث الإنسان عن حل للعقدة الكبرى يبحث الإنسان والحياة بوصفهما جزءاً من هذا الكون، ويبحث صلة الكون وما فيه بما قبله، ويبحث صلته بما بعده، للوصول إلى حل العقدة الكبرى لديه، وهي الأسئلة الثلاثة: من أين جئت؟ ولماذا؟ وإلى أين؟ فالبحث عن مخلوقات أخرى وحياة أخرى في الكون دافعه فطري مرتبطٌ بجزئية الإنسان في هذا الكون وبحثه فيه وفي صلته بما قبله وبما بعده.
والأصل أن تُبنَى الأفكار على العقيدة، لأن العقيدة تشكل قاعدة فكرية يُقاس عليها كل فكر يحمله الإنسان، حتى الأفكار العلمية لا بد أن تبنى على العقيدة، ولقد رأينا أفكاراً علمية خاطئة ناقضت العقيدة الإسلامية ولم تقبل البناء عليها، كنظرية التطور مثلاً...
وكذلك فكرة وجود حياة على كواكب غير الأرض، فهي فكرة لا تقبل البناء على العقيدة، بل إن العقيدة ترفضها، والحياة المقصودة هنا هي الحياة الطبيعية التي تشبه الحياة على الأرض، كحياة الإنسان والحيوان والنبات، والمقصود بـ(الطبيعية) أي ليست حياة في مركبة فضائية أو طائرة أو غواصة أو ما أشبهه، ذلك أن الكوكب الوحيد الذي أعدّه الله سبحانه وتعالى لمثل هذه الحياة هو الأرض، ودل على ذلك الكثير من الآيات القرآنية القطعية الدلالة على أن الأرض هي الكوكب الوحيد المعُدُّ إعداداً خاصاً ليناسب سكانها، فآيات سورة فصلت ﴿قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾. الآيات من التاسعة حتى الثانيةَ عشْرَةَ؛ أخبرتنا أن خلق السماوات والأرض في ستة أيام، منها أربعة لخلق الأرض، واثنان لخلق السماوات، والأربعة الخاصة بخلق الأرض يومان لخلقها وإيجادها ويومان لوضع الجبال فيها ووضع البركة فيها أي خاصية الكثرة والنماء والزيادة، وتقدير أقوات أهلها، أي طعام سكانها وما يلزمهم، وهذا ما لم يجعله الله سبحانه وتعالى لأي كوكب غير الأرض. وقال سبحانه وتعالى في الآيةِ التاسعةِ والعشرين من سورة البقرة: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾، وقال في الآيةِ الحاديةِ والثلاثينَ من سورة النازعات: ﴿أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا﴾، فالله خلق الأرض على هيئة خاصة لتناسب حياة الإنسان عليها، وهو ما لم يهيئه الله سبحانه وتعالى على أي كوكب آخر، فلا حياة كالحياة على الأرض إلا ما هو مشاهد محسوس على الأرض، ولا يوجد في غيرها، والله سبحانه وتعالى أعلم وأعلى وأجلّ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – الأردن