- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
عملية عفرين "تقدم غصن الزيتون" إلى الديمقراطية القاتلة للمسلمين
(مترجم)
الخبر:
قال وزير الداخلية سليمان سويلو فيما يتعلق بعملية "غصن الزيتون" التابعة للقوات المسلحة التركية: "هذه العملية لا تعطي درساً للمنظمات الإرهابية فحسب بل للعالم أجمع، وهذا الدرس هو إثبات أن هذه العملية تتم أيضا من أجل الديمقراطية". وقال: "نتمنى النجاح لجيشنا البطل، لأبنائنا الذين بدأوا العملية في عفرين أمس، من أجل إنقاذ شرف البشرية والحضارة، ليس من أجل إقامة شبه استقرار ولكن لإقامة استقرار حقيقي في المنطقة، ودعاء شعبنا هو مع جيشنا، ففي هذا الصباح في جميع أنحاء تركيا ارتفعت الأيدي في الصلاة، وقد تليت سورة الفاتحة والفتح حتى الصباح، اللهم امنح السلامة والنجاح إلى أبنائنا، والحماية من أي ضرر". (وكالات)
التعليق:
لقد قتل الملايين من الأبرياء منذ بداية الحرب في سوريا، وقد اغتصبت آلاف النساء والفتيات المسلمات، ألم تكن هذه النساء أعراضنا؟!!!
وقد ذبح عشرات الآلاف من النساء والأطفال بالمناجيل والسكاكين في (مذبحة خولة)؛ وأحرقوا بأسلحة كيميائية وقنابل الفوسفور، ومنهم من فقدوا أرواحهم تحت الأنقاض... أليسوا من أرواحنا؟! هناك حوالي 5.5 مليون سوري لاجئ وعدد النازحين داخليا هو 6.1 مليون. وكل يوم يواجهون المزيد من الذبح والدمار. في الأسبوع الماضي تعرض 200،000 شخص مرة أخرى للضربات الجوية الروسية والسورية. وكثير منهم للمرة الثانية أو الثالثة. كما غرق مئات الأطفال في البحار، ومنهم من تجمد حتى الموت في الجبال أثناء هروبهم من القمع. وقد اختفى آلاف الأطفال غير المصحوبين بذويهم الذين تمكنوا من الوصول إلى أوروبا في أيدي المتاجرين بالبشر والجنس. وفي المناطق المحاصرة، يتضور الأطفال جوعا حتى الموت. وقد تم القضاء على المستشفيات والمدارس. ألا يملكون الحق في "الهدوء الحقيقي والسكينة"؟!
ومع ذلك؛ حتى اليوم لم تعتبر تركيا أياً من هذه المجازر سببا كافيا لحشد جيوشها. على العكس تماما؛ دعمت أمريكا وروسيا في معركتهما بكل ما لديها من قوة لإنقاذ النظام السوري. أخيرا وليس آخرا؛ قدموا تسهيلات لعلاج مئات المرضى الذين جرحوا في ظل هجمات النظام في "مستشفيات دمشق الخاضعة لسيطرة النظام". لذلك، فإنهم سلموا حرفيا هؤلاء الناس إلى الجزارين.
ومما لا شك فيه أن ظهور وتعزيز وحدات حماية الشعب على طول الحدود التركية، فضلا عن كيانات إرهابية أخرى مترامية الأطراف في سوريا تدعمها دول الكفار، هي نتائج لسياسة تركيا الخاطئة التي يؤسف لها. وعلاوة على ذلك، لا توجد محاولات لإخفاء الهدف الحقيقي لتركيا من عملية عفرين... فقد قال خبير روسي في الشرق الأوسط، يكتب على الموقع الإخباري المؤيد للكرملين (فغلياد)، إن تركيا على الأرجح عقدت صفقة مع روسيا "للسماح لقوات النظام بإدلب بالعودة للمرور دون عوائق إلى عفرين".
ومن الواضح تماما اليوم: تجاهل تركيا لنداءات المسلمين، وبدلا من ذلك أعطت الأولوية للحفاظ على القومية. وترسل الجيوش إلى عفرين، من أجل القومية والوطنية، رغم تناقضهما مع العقيدة الإسلامية. إن حكام تركيا مقتنعون بأنهم سيصبحون منتصرين في مسعى غير صحيح من خلال أدعية وتلاوة الفاتحة والفتح لآلاف المسلمين في تركيا. لكنهم لا يؤمنون بأنهم سيحصلون على دعم المسلمين ليس فقط في تركيا بل في العالم أجمع، إذا هم حشدوا جيوشهم لإنقاذ كرامة الإسلام وشرفه. هل الله سبحانه وتعالى سبق وحرم نصره لأي مسعى تحت اسم الإسلام؟! على الرغم من معرفة تركيا بأنها قادرة على إنهاء الأسد في سوريا في يوم واحد، فإن تركيا تنتهك مشاعر الأمة. وعلاوة على ذلك، علنا ودون خوف من الله ودون الشعور بالخجل من المسلمين، تعلن بأن "هذه العملية هي للديمقراطية"... وباختصار، فإن عملية عفرين هي مرة أخرى "غصن الزيتون للديمقراطية التي تقتل المسلمين". إن تركيا الديمقراطية العلمانية تساعد النظام السوري حتى تمكنه من قتل المزيد من المسلمين...
وإذا كنا نحن المسلمين لا نتمسك بحبل الله، أي أننا إذا لم نلتزم بالخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة وحلولها السياسية، فإن تركيا ستظل تأسف كثيرا. نحن الأمة سوف نشهد أولا تدمير إدلب، كما فعلنا في حلب؛ والذي سيتبعه تدمير العالم وأخيرا في ظل صمت على هذا الطريق الخاطئ... لا سمح الله...!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زهرة مالك