- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ضبط آلاف الأساتذة.. بالجرم الشهير
الخبر:
كشفت مؤسسة بريطانية عن ضبط آلاف المعلمين يمارسون الغش في الامتحانات، تماما مثلما يفعل بعض الطلاب.
وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، الأحد، أن مؤسسة "OCR" الرائدة في مجال تطوير التعليم في بريطانيا رصدت نحو 2300 حالة غش ارتكبها مدرسون في مدارس وكليات وغيرها من المؤسسات التعليمية بين عامي 2012-2016.
وأوضحت أن نحو نصف هذه الحالات عبارة عن تقديم "مساعدة غير مشروعة" لطلاب في اختبارات.
ولم يتوقف الأمر هنا، إذ تساهلت إدارة المؤسسة مع الغش الذي يمارسه الأستاذة، وطبقا للبيانات فإن 1000 طالب حرموا من إكمال الامتحانات، فيما وجه 581 تحذيرا للأساتذة المذنبين، وجرى إبعاد 83 منهم عن مهمة مراقبة الامتحانات.
ووصف خبراء بالتعليم الغش الذي ارتكبه الأساتذة بالأمر الصادم، خاصة أن وظيفتهم منع وقوع الغش، قائلين إن الأمر يشبه تعاطي الرياضيين للمخدرات.
وعلق الأستاذ في كلية التربية بجامعة باكنغهام ألين سميثير على الأمر قائلا: "الغش في الامتحانات يساوي تناول الرياضيين للمخدرات، وينبغي أن تكون عقوبة المدرسين متناسبة" مع جرمهم.
التعليق:
بحسب الخبر الذي أوردته صحفية القدس عن التايمز أن إعلان المؤسسة عن هذه الأرقام، التي وصفت بــ"الفضيحة"، جاءت بعدما طلبت الصحيفة الكشف عنها طبقا لحق الحصول على المعلومات، وبعدما حاولت المؤسسة في البداية، طبقا لتايمز، إخفاء هذه المعلومات.
وأضافت "التايمز" أن فضيحة اليوم هي الحلقة الأحدث في مسلسل فضائح ضرب نظام الامتحانات في بريطانيا، مثل تسريب أسئلة الاختبارات للطلبة أو نشرها على الإنترنت.
ويحق للقارئ أن يتساءل عن أسباب هذه الظاهرة في بلد مثل بريطانيا والتي يفترض أن المعلمين فيها لهم مكانة أفضل من نظرائهم في بلاد المسلمين؟
قد يكون الدافع عند البعض من هؤلاء هو الحصول على المال، ولكن هناك أسباباً أعمق من ذلك تتعلق بالنظام التعليمي ككل وبمعايير النجاح والفشل وربطها بنتائج ونسب وأرقام، بحيث صار الهمّ الأكبر هو تحصيل أفضل الأرقام، والوصول إلى منحنيات النجاح على الورق بأسرع طريقة ممكنة... فهذا يعني للمنظومة أنك ناجح كمعلم بغض النظر عما إذا كانت تلك المعايير صالحة للقياس ابتداء وقادرة على تقييم ما تكوّن عند الطالب من حصيلة علمية في مادة ما.
ألا يشير ذلك إلى فشل ذريع لهذه المنظومات وهذه المعايير المادية؟
ثم أية أجيال ستنشئها هكذا منظومات تعليمية وهي تقدم الشهادات والنجاحات على طبق من ذهب بل تعطيها في الوريد دون جهد يذكر في مضغها وهضمها؟
طبعا نحن ندرك أن وضع المنظومات التعليمية في بلاد المسلمين سيئة جدا ولكنها في حقيقتها نسخة ممسوخة مما عند الغرب ابتداء، ولكن الغريب في الأمر أن لا يجد مُدّعو تطوير تلك المنظومات سوى ترقيعات الغرب لها وطرائقه فضلا عن وسائله وأساليبه، دون تدقيق فيما هو نافع حقا ومتسق مع كوننا مسلمين يفترض فينا أن نعمل لتكوين وإنشاء شخصيات إسلامية ابتداء في مؤسساتنا التعليمية!
فهلا أعدتم النظر؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسام الدين مصطفى