- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحق المبين هو تحكيم الإسلام لا التهديد بمصير أهل الشام
الخبر:
تحت هذا العنوان (السيسي: "أنا بكررها.. إحنا على الحق المبين") نقل موقع مصراوي الخميس 15 آذار/مارس 2018م، قول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن البعض أصابه اللبس وعدم الوضوح، ولم يستطع اكتشاف حقيقة ما يحدث في مصر. وتابع، في الندوة التثقيفية الـ27، للقوات المسلحة، اليوم الخميس: "فيه ناس اتلخبطت مين الصح ومين الغلط، أنا بكررها، إحنا على الحق المبين، كل مصري ومصرية وكل أب وأم وأخ، وكل إنسان كان ليه في الجيش والشرطة، لازم يبقى عنده يقين، أصل ممكن الكلام اللي بيتقال ميوصلش للناس، لكن بيوصل بيقين الشهادة". وأضاف: "طب عايزين تعرفوها؟ حاضر، أنا مش بتكلم عن دول، عشان مكسرش خاطر أهل هذه الدول، بس تصوروا ملايين من الناس في معسكرات، وأطفال 5 أو 6 سنين، طفل كان عنده 10 سنين، بقى عنده 16 سنة، يا ترى نفسيته ودينه بقوا عاملين إزاي دلوقتي؟"
التعليق:
لا ندري عن أي حق مبين يتحدث الرئيس المصري! فالحق في نظر الرأسماليين شيء نسبي يختلف حسب وجهات النظر واختلاف الرؤى، أما في الإسلام فالحق مطلق واحد فقط تحدده وجهة نظر الإسلام في المسألة وعندما يتقول علينا الرئيس المصري بأنه على الحق المبين يجب علينا بيان واقعه وما يجب أن يكون عليه الحق المبين من وجهة نظر الإسلام.
الرئيس المصري يحكم من خلال نظام جمهوري ديمقراطي يحكم بالديمقراطية على حد زعمه والتي تجعل السيادة للبشر وتعطيهم حق التشريع فتجعلهم ندا لله عز وجل وهي نظام كفر يحرم على المسلمين أخذه أو العمل به أو الدعوة إليه، كما أنه يدعي الحفاظ على حدود الدولة المصرية التي رسمتها اتفاقية سايكس بيكو ويقدسها ويقاتل في سبيلها (على فرض عدم تخليه عن جزر لآل سعود وحدود بحرية لصالح قبرص وكيان يهود) فيفصل بذلك مصر عن جسد الأمة، كما أنه لم يصل إلى الحكم بطريقة شرعية بل سلب هذا السلطان من الأمة قهرا وأجبرها على أن تحتكم لما يمليه عليه وعليهم سادته في البيت الأبيض، فكيف يكون على الحق المبين؟!!
يا أهل الكنانة شعبا وجيشا! إن الحق المبين هو استئناف الحياة الإسلامية بتحكيم الإسلام كاملا شاملا غير منقوص من خلال الخلافة الراشدة على منهاج النبوة تعيد سيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، تجعل السيادة للشرع وتعيد للأمة سلطانها المغصوب فتنيب عنها خليفة رجلا مسلما بالغا عاقلا عدلا من أهل الكفاية يحكمها بالإسلام توصله للحكم ببيعة شرعية صحيحة فينوب عنها في تطبيق أحكام الإسلام عليها ويكون هو والأمة سواء أمام أحكام الإسلام، وتحاسبه الأمة إن قصر أو خالف في تطبيق هذه الأحكام ولو تطلب الأمر عزله، وتحرر الأمة من ربقة التبعية للغرب الكافر وتزيل تلك الأقفاص التي صنعها وسجن الأمة داخلها وأسماها حدودا وتعيدها أمة واحدة كما كانت في دولة واحدة بعربها وعجمها لا تربطهم وطنية نتنة ولا قومية عفنة وإنما تربط بينهم عقيدة الإسلام التي صهرتهم سابقا في بوتقة واحدة وألفت بين قلوبهم فصاروا بنعمة الله إخوانا.
يا أهل مصر شعبا وجيشا، إن الحق المبين لا يكون مع من يهددكم بمصير أهل الشام الذين تتكالب عليهم قوى الغرب المستعمر جميعا لوأد ثورتهم التي انطلقت لله من يومها الأول، بل يكون بنصرتهم ورفع الظلم عنهم وتحقيق ما يطالبون به من تطبيق الإسلام بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، هذا هو الحق المبين وما عداه باطل بيّن أعاذنا الله وإياكم شره.
يا أهل مصر شعبا وجيشا، دونكم كتاب الله وسنة نبيه فهما ما ترك فيكم وبشّركم بالهدى إن تمسكتم بهما فاجعلوهما لكم ميزاناً تزنون عليه أقوال الرجال وأفعالهم، واجعلوا من حلال الله وحرامه مقياس أعمالكم وما تقيسون به أفعال وأقوال حكامكم، واكفروا بحدود سايكس بيكو التي قطعت أوصال أمتكم وجعلت من بلادكم معتقلات كبيرة أنتم نزلاؤها، واعلموا أنكم بهذا ستفشلون كل خطط العرب لترويضكم وإخضاعكم من جديد لسلطانه وربقة تبعيته.
يا أبناء جيش الكنانة، حقيقة هذا الخطاب وأسلوبه يبين الكثير مما يدور في الأروقة ولا يكشف على العلن فيفضح هذا النظام وخوفه من تململكم فيسوق ما يسوق من حجج يغطي بها سوأة عمالته ويمعن في قمع وتكميم أفواه من يعترض على أفعاله منكم، فاخلعوه عنكم واقطعوا حبال ولائكم له وصلوها بمن يحمل هم أمتكم ويسعى لخير دينكم ودنياكم؛ إخوانكم شباب حزب التحرير، فانصروهم واحملوا معهم حملكم وأقيموا بهم دولة عزكم الخلافة الراشدة على منهاج النبوة نسأل الله أن تكون بكم وأن نكون وإياكم من جنودها وشهودها.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر