- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
علمانية ابن سلمان العلنية لن تقتل الإسلام بل ستزيد الجمر تحت قدميه
الخبر:
لقاء محمد بن سلمان مع قناة CBS الأمريكية 2018/3/18م
زيارة محمد بن سلمان لأمريكا 2018/3/21م
التعليق:
في المقابلة التي قامت بها قناة CBS الأمريكية مع محمد بن سلمان والموجهة مباشرة إلى الشعب الأمريكي والتي يمكن اعتبارها "بروشور" إعلانياً يوجهه محمد بن سلمان للإدارة الأمريكية قبل زيارته لها بيومين، في المقابلة تلك قام محمد بن سلمان بتقديم اعتراف علني أمام الجميع ليظن بذلك أنه قام بتقديم جميع التنازلات أمام الإدارة الأمريكية وأنه أدى بذلك جميع فروض الطاعة ولكن ترامب وبما تمثله الإدارة الأمريكية من عنجهية وإذلال لعملائها أصر أن يكون الخضوع أكثر وقاحة فيستقبله في البيت الأبيض ليقول له وأمام الجميع "السعودية دولة غنية وسنحصل على جزء من ثروتها" فيرد عليه محمد بن سلمان بابتسامة ساذجة دون أن ينطق بحرف واحد.
في المقابلة وما تبعها في الزيارة تتابعت التصريحات وصفقات الخيانة من محمد بن سلمان وحاشيته حتى صارت بحاجة لصفحات من التعليق ليثبت محمد بن سلمان بذلك أنه التابع المخلص لأمريكا وأن أحدا في العالم لا يستطيع أن يسبقه في ذلك.
فمن تصريحات الانفتاح والعلمنة في الداخل إلى طبيعة العلاقات مع كيان يهود وما يتعلق بصفقة القرن والتنازل عن الأقصى، إلى تجريم ومحاربة الإسلام والإسلاميين، وإلى صفقات إهدار أموال الأمة ومقدراتها... كل هذا وأكثر ما هو إلا عناوين لبعض ما حملته الأحداث خلال الأيام القليلة الماضية، ليقف المتابع أمامها متسمّرا من هول الصدمة ومن مدى الوقاحة التي وصل إليها حكام آل سعود وعلى رأسهم محمد بن سلمان.
لقد بات واضحا جدا مدى استعجال محمد بن سلمان في مشروع نقل بلاد الحرمين إلى النظام العلماني حتى بات يخيل له أنه سوف يرى نتائج ذلك خلال حياته وقبل موته وهو الذي يستشهد بما وصلت إليه دول الخليج المجاورة فيطمح أن تكون بلاد الحرمين على شاكلتها. ولعلنا بذلك ندرك أن القادم في قريب الأيام يحمل لبلاد الحرمين الكثير من المفاجآت والتي يمكن توقعها عند النظر إلى بلدان الجوار، فلم يعد مستبعدا أن تشهد بلاد الحرمين إنشاء مدن ومناطق خاصة كدبي مثلا لتكون مرتعاً للملاهي الليلية والخمور، كما أنه ليس بعيدا أن نسمع عن حركات نسوية سعودية تطالب بحقوق المرأة والمساواة والحرية، كما أنه ليس مستبعدا أن نسمع في يوم من الأيام عن إنشاء سفارة لكيان يهود، أو معبد في بلاد الحرمين لديانات غير الإسلام أو حتى سن قوانين جديدة تؤسس لحرية التدين والتفكير والتملك والحرية الشخصية، كل هذا وأكثر... فما كان مستحيلاً في الماضي أصبح ممكنا الآن في عهد محمد بن سلمان.
في كل ما سبق غاب عن ذهن محمد بن سلمان وربيبته أمريكا أن الإسلام محفوظ بحفظ الله سبحانه وتعالى له، وأن كل هذه المخططات التي يحوكونها في وضح النهار لن تزيد المسلمين إلا تمسكا بدين الله ووعياً على مختلف الألاعيب الخبيثة والمخططات السياسية الكافرة، وهو الأمر الذي يشهد عليه التاريخ في مختلف فصوله، فالأمة الإسلامية ما إن تبتعد عن الإسلام فترة حتى تعود إليه أقوى مما كانت، والبلدان المجاورة وسوريا على رأس الأمثلة وخير دليل على ذلك، فلقد غيب النظام العلوي الإسلام عن الناس في سوريا وطبق العلمانية بأقوى وأوقح الأدوات على مدى عشرات السنوات ليتفاجأ الجميع أن الإسلام ما زال محفوظا في صدور الناس وأفهامهم حتى أعجز أعتى جيوش الأرض وأفشل مخططاتهم.
إن الساكن في بلاد الحرمين والمُعاشر لأهلها والعارف بتاريخهم والمتابع لردات فعلهم يدرك أن الناس في جزيرة العرب لم يعرفوا غير الإسلام دينا منذ أن بعث الله محمداً r وأتم نشر الإسلام في أرجائها، فهم بذلك أصحاب ميزة اختصهم الله بها، ولذلك فإن مصير أي مخططات تحاول نشر غير الإسلام كالعلمانية وما على شاكلتها كلها مصيرها الفشل الذريع، كما أن تصرفات محمد بن سلمان لن تزيد الناس إلا حنقا على كل هذه المخططات، وهو ما سوف يزيد حرارة التفاعل بين الناس ليبحثوا عن البديل فيزيد الوعي العام وتتحرك جموع الناس في يوم من الأيام وبشكل مفاجئ لا يحسب له ابن سلمان أي حساب فتقتلع جذور حكام آل سعود من الأرض وتقيم مكانهم حكم الإسلام في جميع نواحي الحياة، وما هي إلا أيام يداولها الله بين الناس، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ماجد الصالح – بلاد الحرمين الشريفين