الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
كالمستجير من الرمضاء بالنار: تطلعات أوكرانيا الشمال أطلسية (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كالمستجير من الرمضاء بالنار: تطلعات أوكرانيا الشمال أطلسية

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

وقع رئيس أوكرانيا بترو بوروشنكو يوم الأربعاء، 28 آذار/مارس، على مرسوم "بشأن الموافقة على البرنامج الوطني السنوي تحت رعاية لجنة أوكرانيا - الناتو لعام 2018".

 

أحد الأهداف الرئيسية لهذه الاستراتيجية هو تنسيق الأعمال التحضيرية لحصول أوكرانيا على عضوية حلف الناتو، حسبما أفادت التقارير الصحفية الرئاسية. (zn.ua)

 

التعليق:

 

في وقت سابق، في 21 آذار/مارس، نقلت الخدمة الصحفية للإدارة الرئاسية لأوكرانيا التصريحات التي قالها الرئيس بوروشنكو في مقابلة مع الألماني هامبرغر أبندبلات: "نحن نعمل على نيل عضوية حلف الناتو بمثابرة خاصة. هدفنا هو أن نصبح عضوا في الحلف خلال السنوات العشر القادمة".

 

ينبغي بلا شك، النظر في هذه التصريحات على لسان رئيس أوكرانيا في سياق التوترات الأخيرة في العلاقات بين الاتحاد الروسي والدول الغربية.

 

في الأول من آذار/مارس 2018، خصص الرئيس الروسي رسالته السنوية للجمعية الفيدرالية لأمور تتعلق بالتهديدات الموجهة للغرب، وذلك عبر نقل الإنجازات المريبة للعلماء الروس في مجال ابتكار أنواع جديدة من الأسلحة. لم تسمح القيادة الروسية لنفسها بهذا النوع من الشجاعة خلال السنتين الماضيتين.

 

في الرابع من آذار/مارس، وقع حادث في سالزبوري الإنجليزية - محاولة لتسميم العميل المزدوج سيرغي سكريبال وهو كولونيل سابق في الاستخبارات العسكرية الروسية GRU، وابنته بغاز أعصاب. وقد تسبب هذا في الطرد المتبادل للدبلوماسيين من الاتحاد الروسي وعدد من البلدان الغربية، بما في ذلك أوكرانيا.

 

تتردد الأخبار حول جولة جديدة من تصعيد العلاقات بين الاتحاد الروسي والغرب كل يوم. على سبيل المثال، في الاتحاد الأوروبي، وعلى خلفية تدهور العلاقات مع روسيا، قرروا التحقق من ملاءمة الجسور والطرق والسكك الحديدية لنقل الدبابات والمعدات الثقيلة الأخرى، بحسب تقارير DW التي تشير إلى خطة المفوضية الأوروبية المقدمة يوم الأربعاء، 28 آذار/مارس.

 

وإذا ما أردنا الخوض في أسباب هذا التصعيد، فلا بد أن نذكر ما يلي:

 

إذا أردنا الإحاطة بالحكم على الأشياء كلها، فإن آمال بوتين في تطبيع العلاقات مع الغرب، وفي المقام الأول، مع أمريكا، قد اختفت تماما. الاعتماد على المساعدة التي قدمها بوتين لأمريكا في سوريا، والآمال المعلقة على الإدارة الأمريكية الجديدة في شخص ترامب، وكذلك سياسة الانتظار والترقب فيما يتعلق بأوروبا، عندما اعتبر الاتحاد الروسي بأن الضرر المترتب على العقوبات المفروضة على دول الاتحاد الأوروبي ستجعل منها عاجلا أو آجلا دولا متوافقة، كل تلك الأمور لم تكن مسوغا.

 

إن الوضع السياسي داخل روسيا وخارجها يثبت لبوتين مرة أخرى الحاجة إلى عدو خارجي لمواجهة الغرب، بقيادة أمريكا. وقد أدى استئناف المواجهة من قبل الاتحاد الروسي بطبيعة الحال إلى إجراءات متبادلة من قبل أمريكا وأوروبا. وفي هذا السياق ينبغي لنا أن نضع في الاعتبار عودة تطلعات أوكرانيا الشمال أطلسية إلى السطح على هيئة توقيع المرسوم آنف الذكر من قبل رئيس أوكرانيا بوروشنكو.

 

أما بالنسبة لأوكرانيا، فتجدر الإشارة هنا إلى أن العضوية في الناتو لن تقدم أي شيء مفيد للشعب الأوكراني. ففي النهاية، وبالنسبة لأوكرانيا تم الكشف وبوضوح عن طبيعة ما يسمى "الأمن الجماعي الدولي" أو "الضمانات الأمنية الدولية" في ربيع عام 2014 ومثال ذلك الغزو الروسي  لأوكرانيا، عندما أصبح أحد الضامنين لـ "بودابست" معتديا ضم واحتل الجزء الجنوبي الشرقي لأوكرانيا، والآخرون ممن يطلق عليهم اسم "الضامنين" أصبحوا متفقين ضمنا مع هذا الواقع بسبب خوفهم على مصالحهم وأمنهم، معربين عن "قلق" نفاقي فحسب.

 

"الأمن الجماعي"، ومعه ما يسمى "القانون الدولي" ليس أكثر من أسطورة، لأن كل دولة تسعى حصرا إلى تحقيق مصالحها الوطنية الخاصة، حيث تُستخدام الآليات الدولية كلها كأداة لتحقيق هذه المصالح فحسب.

 

هذا هو واقع الناس المستضعفين في يومنا هذا. كلهم، بما في ذلك أوكرانيا، رهائن لجشع القوى العظمى، حيث يضطرون إلى الاعتماد على القوى العظمى الأخرى للهروب من جرائم إحداها، أما فيما يتعلق بالجرائم المرتكبة بحق الدول الصغيرة، فهم جميعا سواء؛ يقفون على المستوى ذاته.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فضل أمزاييف

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع