الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
"رؤية 2030" تُحتضَرُ وتَستغيثُ من ينقذها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

"رؤية 2030" تُحتضَرُ وتَستغيثُ من ينقذها

 

 

 

الخبر:

 

كشفت صحيفة The Telegraph عن أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، قد أبرم صفقة مع السعودية بقيمة 12 مليون دولار لتقديم الاستشارات لها في إطار تنفيذ رؤية المملكة 2030. (روسيا اليوم 2018/07/22).

 

التعليق:

 

قبل هذا الخبر بأسبوع تقريبا التقى ولي العهد بالوليد بن طلال من أجل مناقشة الأوضاع الاقتصادية ودعم الرؤية، وقبل ذلك بحوالي أسبوع أيضا تمت ترقية المدير التنفيذي السابق لمشروع نيوم الألماني كلاوس كلاينفيلد ليصبح مستشارا اقتصاديا لولي العهد من أجل الهدف ذاته تقريبا: الأوضاع الاقتصادية والرؤية...

 

إن المتتبع للحياة اليومية في بلاد الحرمين، يرى الانعكاسات السلبية الكبيرة لهذه الرؤية ولهذه القرارات الاقتصادية المتخبطة، فلا هي حلت مشكلة الاستثمار، ولا أوجدت مشاريع جديدة، ولا انتعش الاقتصاد ولا حلت مشكلة البطالة، ولا أوجدت مصادر دخل بديلة للنفط، ولا رفع المستوى المعيشي لأبناء البلاد، بل على العكس تماما؛ فالبطالة حسب الإحصائيات الرسمية في ازدياد رغم كل الإجراءات المتخذة تجاه شماعة الأجانب، حيث أصبح واضحا أن الحكومة تتخذهم خط دفاع لستر عورة عجزها، وها هي الكثير من المشاريع تغلق أبوابها، والكثير من الأسواق التجارية الكبيرة تقلص أعداد فروعها، وها هي شظايا ارتفاع الأسعار تطال رؤوس كافة الرعايا فلا تبقي أحدا سالما من نيرانها، والأوضاع الاقتصادية في كساد بل شبه سبات، وما زال الاعتماد كليا على النفط الذي تتحكم أمريكا بأسعاره وباتصال هاتفي! وغير ذلك الكثير، والحال أسوأ من المقال...

 

بل إن الأمر تطور شعبيا، ليصبح السلوك العام يرفض تلقائيا كل ما يأتي عن هذه الرؤية وهذه الحكومة من قرارات، فلا هيئة الإفساد والإلهاء المسماة هيئة الترفيه نجحت في إشغال الناس عن همومهم وعن تطلعاتهم بل على العكس، فقد اضطرت الحكومة لعزل رئيسها رغم أنه من المقربين تحت ضغط الشارع، ولا نجحت قوانين التوطين ورسوم مرافقي الأجانب في إرضائهم لأنها لم تحل مشكلة البطالة، فلم تنجح الحكومة في أي قرار ولا أي فعل منذ الرؤية وحتى يومنا هذا، والأهم من ذلك أنهم خسروا ثقة الشارع، فأصبح يشك في كل أمر تقوم فيه، حتى إن أمرا عاديا مثل قيادة المرأة للسيارة والذي كان يفترض أن يلقى قبولا شعبيا كونه أمرا مباحا وكونه يحل مشاكل كثير من الأسر التي تحتاجه فعليا، فشلت الحكومة في تمريره مرورا طبيعيا بتصريحاتها وأفعالها المتهورة والتي جعلت هذا الأمر العادي يرتبط في أذهان الناس بالفساد والنشوز، فأحجم عنه الناس تلقائيا ولم يجد إقبالا ذا بال حتى هذه اللحظة، وذهبت وعودهم بانتعاش مبيعات السيارات أدراج الرياح... وما زال أصحاب الرؤية لا يعرفون كيف ومن أين يرقعون رؤيتهم لكثرة ثقوبها وعوراتها...

 

إن الناظر في هذه الأخبار يدرك أن أصحاب هذه الرؤية يعلمون حجم المأزق الذي أوقعوا أنفسهم فيه، ويرى بشكل واضح كيف أصبحوا يبحثون عن أي قشة تنقذهم ورؤيتهم من الغرق، ولكنهم مع ذلك لم يوجهوا بوصلة تفكيرهم في اتجاه صحيح، بل يزيدون أنفسهم إغراقا، فأي إنقاذ هذا الذي سيأتي عن طريق قاتل المسلمين بلير، أحد رؤوس حرب الكفر على المسلمين في العراق؟! وأي إنقاذ هذا الذي سيأتي من إنفاق هذه الأموال الطائلة على مثل هؤلاء الأعداء عوضا عن استخدامها لإنعاش الاقتصاد وإعانة المعوزين الذين تزداد أعدادهم بفضل هذه القرارات؟! ومتى يدرك ابن سلمان أن ربط رؤيته ومخططاته بأمريكا والغرب لن يقوده إلا إلى مزيد من التنازلات، وكلما نفذ أمرا طلب منه آخر، كما العصا والجزرة، فلا هم سيشبعون ولا عن مسلم سيرضون ولا بمصالح بلادنا يوما سيأبهون؟!!

 

إن أية رؤية أو إصلاح اقتصادي بمعزل عن دين الله وشريعته لن تجر علينا سوى الويل والثبور، وإن النهضة الحقيقية في الاقتصاد لا تنعزل عن النهضة الشاملة في السياسة والحكم وكافة شؤون الحياة، وإن تلك النهضة لا يمكن أن تكون إلا بتطبيق كامل شامل لشريعة الله في دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة وعلى خطا من رضي الله عنهم في نص كتابه؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وأصحابهم؛ دولة تنأى بنفسها عن إملاءات الغرب واستشارات أعداء المسلمين، وتربط نفسها بالله ورسوله والمسلمين، فتكون كل رؤاها وقراراتها وقوانينها ومخططاتها منبثقة من كتاب الله وسنة رسوله، وليس من كتاب ترامب وبلير وصندوق النقد الدولي ومجلس الأمن، بذلك وبذلك فقط نهنأ بسعادة الدنيا ونعيم الآخرة...

 

قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ﴾ [المائدة: 66]

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد بن إبراهيم – بلاد الحرمين الشريفين

آخر تعديل علىالأربعاء, 25 تموز/يوليو 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع