- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الدور الخفي لحكام مملكة آل سعود في اليمن
الخبر:
قوات الصاعقة السعودية تلعب دورا محوريا في تأمين الخطوط والمواقع للقوات اليمنية في محافظة صعدة. (محمد العرب، قناة سكاي نيوز، 24 تموز/يوليو 2018م).
التعليق:
نعم تقوم قوات الصاعقة السعودية بتأمين وتمشيط محافظة صعدة من مليشيات الحوثي، ودور القوات السعودية ليس في محافظة صعدة وحدها بل تعدى ذلك إلى مناطق شتى محاذية للحدود بين البلدين السعودية واليمن، سعيا منها لتأمين بلادها، بالمقابل تقف جبهة نهم ومأرب والبيضاء وتعز قرابة 3 إلى 4 سنوات لا تحرك ساكنا بل في تقدم وتقهقر أو شبه توقف، وهذا أشبه ما يكون بعملية استنزاف للطرفين، وقد انضمت إليها جبهة الساحل الغربي الحديدة.
والسؤال المطروح لماذا وقف تحرك قوات ما يسمى بالشرعية بمشاركة التحالف في تلك الجبهات، هل هذا بفعل قوة مليشيات الحوثي والتي تمنعهم من إحراز أي تقدم؟ أم هناك عائق آخر من وراء الكواليس يمنع هذا التقدم؟
إن المتتبع للأخبار والمدقق في الأحداث الجارية ليعلم علم اليقين أن هناك قوى تقف مع الحوثي جنبا إلى جنب ويتزامن هذا مع:
1- التصريحات السياسية من الخارجية السعودية على لسان متحدثها عادل الجبير مرارا وتكرارا والذي يعدّ جماعة الحوثي جماعة ليس إرهابية، بل يعد الحوثي بأنه سيكون له مستقبل سياسي ونصيب في كعكة الحكم إن أصبح دوره سياسيا.
2- وهذا ينسجم مع الموقف الأمريكي الذي كذلك لا يعد الحوثي طرفا إرهابيا بخلاف الجماعات المسلحة في سوريا والتي تعتبرها أمريكا جماعات إرهابية.
3- كذلك دعم أمريكا للحل السياسي والدعوة إلى وقف القتال بحجة الجانب الإنساني وخصوصا في معركة الساحل الغربي (الحديدة) حيث أدركت أمريكا أن أخذ الحديدة يعني خنقاً للحوثي فسارعت بالضغط بكل قوة لوقف التقدم. وهذا أيضا بخلاف ما يحدث في سوريا، فأين الجانب الإنساني هناك؟
4- كذلك امتناع أمريكا عن إرسال كاسحة الألغام في الوقت الذي وافقت عليه فرنسا فقامت بإرسالها والتي تقف مع بريطانيا في موقفها تجاه اليمن ودعمها لقوات ما يسمى بالشرعية ودعم الحل العسكري الذي يضغط على الحوثي ذي التوجه الأمريكي والذي تدعمه إيران بالسلاح والفكر والسعودية بالمال والتثبيت ومنع القضاء عليه في عاصفة الحزم، فأمريكا تسعى لنقل الملف اليمني من إيران إلى السعودية.
من هنا يتضح دور مملكة آل سعود في تنفيذ مخططات أمريكا في المنطقة ومنها المحافظة على الحوثي بمنع القضاء عليه تماماً، بخلاف الإمارات التي تنفذ مخططات الإنجليز وهي تضرب الحوثي ضربات قاصمة، فلولا وقوف أمريكا بالضغط على حكام آل سعود والإمارات لقضي على الحوثي في الأشهر الأولى من عاصفة الحزم.
إن طرفي الصراع اليوم يقوم كل منهما بالضغط على الآخر سواء سياسيا أو اقتصاديا أو عسكريا لينال النصيب الأكبر على الأرض، فإذا ألقى الحل السياسي بظلاله ووقفت الحرب يكون قد حصل أكبر قدر من المكاسب.
وقد يتوافق الطرفان سياسيا ويقتسمان المصالح ولكن إن حدث هذا فهو مؤقت لأنه يبقى الملف الشائك هو القوة بيد من ستكون؟ مما يزيد من التوتر ويعيد هذا التوافق إن حدث إلى المربع الأول وهو الحرب.
فإلى متى تستمر بلاد المسلمين ودماء المسلمين ألعوبة بيد الغرب الكافر يحركها كيف يشاء؟!
إن هذا الصراع لهو صراع عجيب غريب، وغرابته ماثلة في قتل الأخ لأخيه حيث التناحر بين الأشقاء خدمة للكافر المستعمر بشقيه الأمريكي والبريطاني، فلِم يذهب أدوات الصراع وأتباعهما وقودا وحطبا للغرب الرأسمالي؟! فبدلا من ذلك فليكونوا إخوة متحابين في الله ووقودا لله يستحقون به جنة الله.
إن الحل لا يكون في أروقة منظمة الأمم المتحدة (التي تقودها دول استعمارية عدوة للإسلام والمسلمين) ومجلس الأمن والجمعيات والمؤتمرات الدولية، بل إن هذه المحافل الدولية تزيد الوضع سوءا وتغرقه في مزيد من بحر الأوهام والتوهان والضياع والتشرد وإلى إزهاق مزيد من الأرواح البريئة التي حرم الله إزهاقها، فلا حل إلا بطرد هذه المشاريع الغربية ومن يروج لها من العملاء، والاحتكام إلى الإسلام ودستوره وهذا لن يكون إلا بإقامة دولته دولة الخلافة الراشدة الثانية التي وعدنا بها الله عز وجل وبشرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن العامري – اليمن