الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أول حجة في الإسلام شاهدة على عظمة دولة الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أول حجة في الإسلام شاهدة على عظمة دولة الإسلام

 

 

 

الخبر:

 

أعلنت المحكمة العليا أن يوم الأحد هو غرة شهر ذي الحجة، وبالتالي سيكون يوم الاثنين 20 آب/أغسطس هو يوم عرفة.

 

أما أول أيام عيد الأضحى المبارك فسيكون يوم الثلاثاء 21 آب/أغسطس المقبل بمشيئة الله.  (وكالة الأنباء السعودية 2018/08/11)

 

التعليق:

 

في عصر صدر الإسلام لم يمض على المسلمين حين كانوا في مكة المكرمة مستضعفين ولا يملكون من أمرهم شيئا سوى عشر سنوات ونيف فصلت بين عام الحزن والضعف وبين فتح مكة عام القوة والنصر والتمكين، وهو زمن قصير جدا مقارنة مع الإنجازات؛ ففي عشر سنوات قامت دولة المسلمين الأولى على يد الأنصار والمهاجرين وتغلبت خلال هذه المدة على كل خصومها في جزيرة العرب وثبتت أركان حكمها على كامل رقعة الجزيرة العربية بل وأسمعت صوتها لبقية جيرانها وبدأت تزاحمهم على كرسي الصدارة في العالم.

 

في السنة الثامنة للهجرة فتح الرسول r مكة المكرمة فبدأت القبائل العربية بالتوافد على مدينته المنورة وذلك في رمضان من العام التاسع للهجرة النبوية الشريفة، ومع تتابع تلك الوفود واستمرارها كان رسول الله r بوصفه النبي المرسل وقائد الدولة الإسلامية يستقبل هذه الوفود ويجتمع معها، وقد استمرت هذه الوفود من مختلف قبائل الجزيرة العربية بالتوافد على المدينة طوال شهر رمضان وشوال وحتى نهاية ذي القعدة.

 

في ذلك العام ورغم انشغال الرسول r مع هذه الوفود إلا أنه قام بإعداد أول قافلة للحج بالإسلام بإمارة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ليقيم للناس حجهم وينوب عن الرسول r برعاية شؤونهم وكان معه ثلاثمئة من المسلمين، فما إن وصلت القافلة إلى أطراف المدينة المنورة حتى نزل الوحي على الرسول الكريم بسورة براءة، فأرسل الرسول r بها علي بن أبي طالب ليبلغها للناس يوم اجتماعهم في منى فقرأ عليهم الآيات الكريمة حتى أتمها ثم صاح بالناس فقال: «أيها الناس: إنه لا يدخل الجنة كافر ولا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان. ومن كان له عند رسول الله r عهد فهو له إلى مدته»، قام علي رضي الله عنه بتبليغ الناس بهذه الأحكام الأربعة فكانت بذلك تماماً لأمر المسلمين في الجزيرة العربية وتثبيتاً لأركان دولتهم فيها وإيذاناً لهذه الدولة الناشئة بأن تحمل الدعوة الإسلامية إلى بقية أركان الأرض كافة.

 

في العام العاشر للهجرة حج الرسول r حجته الوحيدة فخرج معه من المسلمين زيادة عن مئة ألف حاج، فحج بهم حجة الإسلام أو حجة الوداع فأبان لهم في هذه الحجة أمور دينهم كله وأتم عليهم نعمة الإسلام فخط لهم نظام عيشهم في المجتمع الإسلامي وعلاقتهم مع بقية المجتمعات غير الإسلامية وذكرهم بقوانين الإسلام وأحكامه في التجارة والحرب والعبادة والسياسة... فكانت خطبته r في هذه الحجة خطبة جامعة مانعة فكانت بحق خير خطبة تثبت أركان الدولة الإسلامية وترفع من شأن الناس فيها.

 

هكذا كانت سيرة الحج في أول مواسمه وهكذا بقي في غيره من المواسم في عصر صدر الإسلام وعصور القوة من تاريخ الدولة الإسلامية عبر القرون، فهو الشعيرة الإسلامية الجامعة لكل المسلمين من مختلف بقاع الأرض ليتوحدوا في المكان والزمان والشعيرة، فيتضرعوا إلى الله وحده لا شريك له، ويزدادوا قوة إلى قوتهم باجتماعهم وإيمانهم، فيرهبون بإيمانهم ووحدتهم وقوتهم جموع الكفار كافة بمختلف أشكالهم وألوانهم، فيكونون بذلك تمثالا يقف فيه كافة المسملين أمام كافة المشركين كما جاء في خواتيم الآيات التي قرأها علي رضي الله عنه على وفود الحجاج يوم أن بعثه رسول الله r في أول حجة للمسلمين، فقال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ [سورة التوبة: 36].

 

لقد كان الحج وما زال شعيرة إسلامية جامعة تغيظ المشركين والكفار في ديارهم حين يشاهدون اجتماع المسلمين في وقت معلوم ومكان معلوم ومناسك ثابتة وموحدة، غير أن ما يطمئن نفوسهم بعض الشيء ولا يشعرهم بالخطر أنهم يعلمون تمام العلم أن هذا الاجتماع لن يشكل تهديدا حقيقيا ما لم يأمر به إمام جنة يكون على رأس دولة إسلامية راشدة تحكم بمنهاج النبوة وسيرة الخلفاء الراشدين، وهذا ما يخشونه ويخافونه، وهو كائن لا محالة تحقيقا لوعد ربنا سبحانه وبشرى نبينا r «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»...

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ماجد الصالح – بلاد الحرمين الشريفين

آخر تعديل علىالخميس, 16 آب/أغسطس 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع