الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
"لعبة الدولار الأمريكي" في تركيا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

"لعبة الدولار الأمريكي" في تركيا

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

شنت أمريكا حربًا اقتصادية ضد تركيا.

 

 

التعليق:

 

منذ تولي الرئيس ترامب منصبه، أصبحت أمريكا أكثر صراحة في هيمنتها وأكثر وضوحا في طمعها وجشعها لتحقيق المكاسب والربح والقوة. إن شعار ترامب "أمريكا أولاً" ليس مجرد شعار ولكنه أساس لسياستها الخارجية. لم يكن الأمر كذلك من قبل، ولكن الآن أصبح لديها بُعد جديد تمامًا حيث أصبحت الوقاحة هي المعيار لدبلوماسيتها.

 

بعبارات لا لبس فيها، تعطي أمريكا رسالة واضحة للعالم بأنها المسؤولة ويجب على جميع الدول القومية والمؤسسات الدولية أن تخضع لإرادتها. حتى "حلفاؤها"، مثل بريطانيا وكندا وأستراليا والاتحاد الأوروبي، ليسوا مستبعدين من هذه السياسة، ناهيك عن دول مثل إيران وتركيا.

 

تتخذ أمريكا إجراءات قصوى لسحب قوتها الاقتصادية والدولار بعد الأزمات الاقتصادية المدمرة في عام 2008. ولقد لعب البنك الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب البنوك المركزية الأخرى، دوراً مهيمناً في تحقيق الاستقرار في الأزمة المالية العالمية عن طريق إغراق الأسواق المالية بالدولار الأمريكي والقروض الأمريكية الضخمة في جميع أنحاء العالم، ويمكن للاقتصادات الناشئة أن تقترض بسهولة من الدولارات الأمريكية بمعدل فائدة 0-0.25%. ومنذ حلول عام 2014، تضاعف حجم الميزانية أربع مرات إلى 4.5 تريليون دولار. وفي عام 2017 بدأت "تطبيع" ميزانيتها العمومية عن طريق سحب الدولار الأمريكي من الأسواق المالية ورفع أسعار الفائدة. وكان لهذا تأثير مباشر على انخفاض قيمة العملات المحلية وعلى الدولار الأمريكي المقترض الذي تضاعف الآن وأصبح من المستحيل تقريباً رده بالعملات المحلية بسبب انخفاض قيمة العملة من جهة وندرة الدولار من جهة أخرى. كما هو الحال في تركيا والعملة المحلية التركية.

 

لذا، كانت مجرد مسألة وقت أن تتعرض تركيا لأزمة اقتصادية لأنها كانت تناور في الشبكة المالية الرأسمالية التي تهيمن عليها أمريكا. لذا، كانت تغريدة واحدة من ترامب لرفع التعريفات الجمركية على الصلب والألمنيوم التركي كانت كافية لتخفيض قيمة الليرة التركية في غضون ثوان.

 

هذا بالطبع ليس له علاقة بالخلاف بين أمريكا وتركيا حول الكاهن برونسون. كان هذا مجرد ستار من الدخان، وضعته أمريكا لدفع أجندتها في تركيا. وكما صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز: "أنه لن تتم إزالة التعريفات المطبقة على الصلب والفولاذ بإطلاق سراح القس برونسون، إن هذه التعريفات محددة للأمن القومي". لذلك، يمكن لترامب أن يطمئن الناخبين النصارى والوطنيين اليمينيين بقوله "القس أندرو برونسون، رجل نبيل وزعيم مسيحي في الولايات المتحدة، يحاكم ويتعرض للاضطهاد في تركيا دون سبب". وقد يلقي أردوغان باللوم على القوى "الأجنبية" وإثارة المشاعر الإسلامية الزائفة بالقول؛ "إذا كان لديهم الدولار، فلدينا الله" بموجب هذه السياسة الاقتصادية الكارثية في العقد الماضي حيث أغرقت تركيا في قطارات أجنبية ضخمة ونشرت النموذج الاقتصادي الرأسمالي على نطاق واسع.

 

وقد عرفت تركيا قبل ذلك بوقت طويل أن هذه الأزمة الاقتصادية المخطط لها كانت قادمة. وكان ذلك أحد الأسباب التي دفعت أردوغان إلى تقديم الانتخابات العامة 18 شهرا في الشهر الماضي من خلال توقعه حدوث ضربة اقتصادية قادمة، وكانت النتيجة لصالحه في الوقت المناسب، قبل انهيار الليرة التركية الجديدة. وبعد انتخابه، تم تأمين النظام الرئاسي المنتخب حديثا، وتراجع دور تركيا في سوريا وحققت أمريكا أهدافها من خلال تأمين هيمنتها ونفوذها، ثم فتحت حربها الاقتصادية ضد تركيا.

 

ترتكز علاقة أمريكا مع الدول الأخرى على الكسب والمنفعة وعندما تصبح الفائدة موضع شك وتساؤل أو عندما يتم تحقيق أهدافها، يصبح التحالف محل تساؤل. لذا، يجب أن تعلم تركيا أن دول الكفار لن تكون أبدا صديقة أو حليفة للمسلمين، إنهم أعداء للإسلام والمسلمين، أود أن أذكر المسلمين في تركيا بقول عثماني قديم: "ليس من الممكن أن يكون هناك خدعة من خنزير ولا صديق من الكفار".

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أوكاي بالا

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع