متى تصبح المسؤولية أمانة لا مكاسب وخيانة؟!

الخبر:

من موقع الأناضول وتحت عنوان "حزب الله" يطالب بتمثيل حلفائه من السنة في حكومة الحريري".

طالب المعاون السياسي لأمين عام "حزب الله" اللبناني، الحاج حسين خليل، الثلاثاء، بتمثيل النواب السنة المستقلين (المتحالفين مع الحزب) في الحكومة المكلف سعد الحريري بتشكيلها.

وعقب لقائه ستة نواب، في مكتبه بالضاحية الجنوبية لبيروت، قال خليل: "هناك مطلب محق لستة نواب سنة ولشريحتهم، وهم لا يأخذون من حصة أحد (في الحكومة)، بل من حصة من انتخبهم، ونعتبر أن مطلبهم محق، وسنقف إلى جانبهم".

التعليق:

حين يكون النظام قائماً على النفعية والمصلحة، فلا عجب أن تكون المناصب مطامع لا مسؤوليات، ويكون التنافس حاداً على من يفوز بالمنصب فينال المكاسب والقوة والسلطان.

لقد تغيرت المفاهيم السياسية عند المسلمين كما تغير السلوك عند السياسيين منهم، فبعد: «إِنَّهَا أَمَانَةُ وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا»... بتنا نسمع المطالبة بالحق في التمثيل بالوزارة فقط لأنه قريب من ذي قوة أو مؤيد لها ويمكن أن يرجّح كفته على منافسيه، وليس لأنه أهل للوظيفة أو كفؤ لها.

إن كان النظام قائما على المحاصصة الطائفية، والتكتلات الفئوية وفوقها التبعية لقوى إقليمية وقوى عالمية كما هو الحال في لبنان فحينها نقول: سلام على العدالة وحسن الرعاية والقوامة... وسقى الله أياما كان الكردي قائدَ جيوشِنا ومحرّر مقدساتنا، وكان العثمانيُّ راعيَ شؤوننا والقيّم على أمورنا وحامي أعراضنا، وكان الفارسيُّ مستشارَنا الأمين، والروميُّ يبذل ثروته في سبيل رفع راية نبينا وبناء دولة ديننا الحنيف....

سقى الله أياما كان العمل فيه خالصا لوجه الله لا لصالح طائفة أو فئة... كانت المناصب مسؤولية ثقيلة، تحرم صاحبها النوم في الليل والراحة في النهار... حتى يربأ بها عمر عن أن تدخل بيته مرتين ويكتفي بأن يحاسب عليها واحد من آل عمر!

اللهم أعد لنا دولة الخلافة الراشدة ليعود السياسيون غايتهم خدمة الأمة كل الأمة... لا فرق بين سني وشيعي، ولا بين عربي وفارسي، ولا بين مسلم وذمي...

اللهم عجل لنا بها وأرحنا من ولاية الفاسدين والمستغلين الرويبضات التافهين، اللهم آمين.

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أسماء الجعبة