الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
إن كانت بريطانيا المجرمة "صديقة" لنا، فمن يكون عدونا؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن كانت بريطانيا المجرمة "صديقة" لنا، فمن يكون عدونا؟!

 

 

 

الخبر:

 

اتفقت كل من سلطنة عمان وبريطانيا على إبرام اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين "الصديقين"، تهدف إلى تأطير التزام دفاعي وتدريبي يحقق مصالحهما المشتركة، وذلك حسب بيان صدر عقب جلسة مباحثات رسمية عقدت بين الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع العُمانيّ بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي، ووزير الدفاع البريطانيّ جافين ويليامسون. وقال البيان إن هذه الاتفاقية تأتي لتسطر صفحة جديدة في تاريخ علاقة البلدين وتوحيد جهودهما لضمان أمن البلدين وسيادتهما. وتأتي زيارة ويليامسون إلى السلطنة لحضور فعاليات البيان العملي الختامي لتمريني "الشموخ2" و"السيف السريع3" المُشتركين، بعد نحو شهر من انطلاقهما. ويعتبر تمرين "الشموخ2"، الذي نفذته قوات السلطنة المسلحة والجهات العسكرية والأمنية الأخرى، بمشاركة أكثر من 70 ألف عنصر هو الأكبر في تاريخ السلطنة، والذي أعقبه مباشرة، التمرين العسكري "السيف السريع 3" المشترك مع الجانب البريطاني الذي شارك بأكثر من 5500 جندي من القوات المسلحة الملكية البريطانية.

 

التعليق:

 

منذ زيارة رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي لمنطقة الخليج، وتصريحاتها بأن (أمن الخليج من أمن بريطانيا...)، وإعلان وزير خارجيتها جونسون في البحرين في 9/12/2016 عودة بريطانيا بشكل الاستعمار القديم قائلا: "بريطانيا عادت إلى شرق السويس وستعزز الصداقة القديمة"، منذ ذلك الحين لا يكاد يخرج مسؤول عسكري بريطاني من المنطقة إلا ويدخلها آخر لعقد لقاءات مع كبار العسكريين وإبرام اتفاقيات عسكرية وأمنية معهم، إضافة إلى تكثيف ملحوظ في التمارين والمناورات العسكرية المشتركة التي تنفذها بريطانيا في المنطقة لمواجهة ما تزعم أنها أخطار تهدد أمنها وسيادتها وأمن دول الخليج وسيادتها المزعومة.

 

وبالطبع فإن هدف بريطانيا من تعزيز وجودها العسكري في الخليج واضح وهو الحفاظ على نفوذها وحماية مصالحها في مستعمراتها القديمة في الخليج، وضمان إبعاد النفوذ الأمريكي عن مصالحها الحيوية في المنطقة، لا سيما مع اشتداد التنافس البريطاني - الأمريكي على النفوذ والثروة في الخليج بشكل خاص، والذي زادت وتيرته بعد أن استحوذت أمريكا بشكل تام على النفوذ في السعودية منذ وصول عميلها السفيه ابن سلمان لولاية العهد وترأس ترامب الذي لا يتوانى عن إظهار أطماعه في ثروات المنطقة وممارسة الإهانة والتحقير والاستهزاء لحكامه الرويبضات والضغط عليهم بشتى الوسائل ليعطوه المزيد من الأموال.

 

أما حكام دول الخليج فإن عمالتهم التي توارثوها أبا عن جد فهي التي تحملهم على الخضوع والتبعية السياسية والاقتصادية والعسكرية للغرب وعقد الاتفاقيات المذلة مع من احتل بلادنا وشتت أهلنا وقتل إخواننا، فجعلوا من المحتل صديقا وحليفا يهبون له البلاد وثرواتها ويفتحون له القواعد العسكرية وينسقون معه أمنيا. ونتذكر في هذا المقام الاتفاقية التي عُرفت باسم (اتفاقية الحماية البريطانية على مسقط وعُمان عام 1891م) بين بريطانيا والسلطان فيصل بن تركي الذي دخل في معاهدات عدة مع الإنجليز حيث نصت الوثيقة على التزام السلطان فيصل وورثته من بعده بعدم التصرف بأي جزء من الأراضي العمانية إلا بعد استشارة بريطانيا والحصول على موافقتها وذلك بحكم الصداقة بين البلدين!

 

فإذا كانت بريطانيا المجرمة، العقل المدبر لتدمير الخلافة، صاحبة وعد بلفور المشؤوم الذي منح الأرض المباركة فلسطين ليهود والتي لا زالت تمكر بالإسلام والمسلمين "دولة صديقة"، يتسابق إليها الحكام للتقرب منها والتعاون معها عسكريا وأمنيا، فمن هو عدونا الذي نحاربه، ولمن نعد العدة لقتاله، وإلى من يوجَّه سلاحنا؟!! سؤال يسأله بداهة كل مسلم غيور على دينه وهو يرى يهود المحتلين لأقصانا يصولون ويجولون في بلادنا ويُستقبل أكابر مجرميهم بحفاوة، بينما يُستخدم سلاح المسلمين ويُزّج بأبنائهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل لقتال إخوانهم في اليمن وسوريا والعراق تنفيذا لأوامر المستعمرين أسياد الحكام وحماية لمصالحهم.

 

إن على الغرب الكافر وعلى رأسه بريطانيا الحاقدة على الإسلام والمسلمين أن يدرك أنه مهما ناور، وخطط، وتآمر، ومكر وعاونه في ذلك عملاؤه الذين نصّبهم حراسا له فإن مكر الله أكبر، وإن وعد الله بالنّصر والتمكين لعباده حق، وإن دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة قادمة قريبا بإذن الله لتخلع نفوذ المستعمرين المتحكمين بمصائرنا وبلادنا ومقدساتنا وثرواتنا وتعيد العزة والسلطان في هذه البلاد وجميع بلاد المسلمين للمسلمين، ولا مكان وقتها للتّودّد ولا الانبطاح لأعداء الله وأعداء المسلمين.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فاطمة بنت محمد

آخر تعديل علىالأربعاء, 07 تشرين الثاني/نوفمبر 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع