- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ما يأتي بسهولة قد يذهب بسهولة
(مترجم)
الخبر:
ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية في 12 تشرين الثاني/نوفمبر: "أن منظمة العفو الدولية تجرد زعيمة ميانمار الفعلية أونغ سان سو كيي من رتبة الشرف، وهي جائزة سفير الضمير". وقد كرمت منظمة العفو الدولية أونغ سان سو كيي في 2009 لمعارضتها الدكتاتورية في ميانمار العسكرية، التي نالت منها العديد من الجوائز الأخرى بما فيها جائزة نوبل للسلام، ولكنها الآن قد سقطت من الخدمة، وقالت المنظمة للزعيمة المدنية في ميانمار: "نحن نشعر بالفزع العميق لأنك لم تعودي تمثلين رمزا للأمل والشجاعة والدفاع الدائم عن حقوق الإنسان".
التعليق:
لقد عانى شعب الروهينجا المسلم في ميانمار من عمليات الإبادة الجماعية والتهجير، وإحراق القرى، والقتل المنظم والاغتصاب على أيدي المتعصبين القوميين البوذيين في ولاية راخين لسنوات عديدة، وفي التصعيد الأخير الذي بدأ في آب/أغسطس من العام الماضي، أجبر 720 ألفاً على الفرار إلى بنغلاديش حيث يعانون هناك من ظروف معيشية مزرية على كافة الصعد.
الآن بعض هؤلاء اللاجئين يفرون مرة أخرى، لأنه من المقرر أن يكون هذا الأسبوع هو بداية ترحيلهم إلى بلادهم، وقد تم إعداد قائمة باللاجئين الموافق عليهم وعددهم 4000 وتعهدت الحكومة الميانمارية لهم بالسلامة، ولكن لا يوجد شخص عاقل سيشعر بالأمان عندما لا يتغير شيء. وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة هذا الأسبوع: "إننا نشهد الرعب والذعر بين اللاجئين الروهينجا في كوكس بازار الذين يواجهون خطراً وشيكاً بالعودة إلى ميانمار دون رغبة منهم". وفي 2016، أدانت منظمة العفو الدولية بنغلاديش لإجبارها اللاجئين الروهينجا على العودة إلى ميانمار: "يتعرض الروهينجا للضغط بفعل الأعمال القاسية لكل من السلطات الميانمارية والبنغالية". وقبل أشهر فقط من المذابح الأخيرة، كانت بنغلاديش تعمل على وضع خطط لإعادة توطين عشرات آلاف من اللاجئين من عمليات الاضطهاد السابقة إلى المستنقعات المغمورة التي تحيط بها المياه.
لقد أظهرت حكومة بنغلادش وحشيتها، ولكن ماذا عن حكام المسلمين الآخرين؟ لقد كانت السعودية مشغولة بقتل المسلمين في اليمن، وإهدار مليارات الدولارات لشراء الأسلحة الأمريكية، إضافة لذلك، سيرهم في مشاريع أمريكا التآمرية على الأقصى وفلسطين.
بيد أن أحد التقارير الإخبارية الداعمة قد أصدر في اليوم السابق لإعلان منظمة العفو الدولية سحب جائزة سفير الضمير من أونغ سان سو كيي التي دافعت عن "التطهير العرقي" للجيش الميانماري كما وصفته الأمم المتحدة بشكل صحيح. ونشرت صحيفة نيجيرية مقالا بعنوان: "مقابر عشرات الجنود النيجيريين المجهولين الذين عثر عليهم في ميانمار سابقا"، وفي حين إن التفكير في مقتل عدد كبير من الجنود النيجيريين في ميانمار هو أمر محزن، إلا أنها أثارت آمالا بأن يقف بلد مسلم واحد على الأقل مع الروهينجا المسلمين، لكن أحبطت هذه الآمال عندما تبين وللأسف، أن هذه هي قبور النيجيريين الذين "حاربوا في اللواء الإفريقي الأول التابع لشعب غرب إفريقيا في الفرقة 82 للجيش البريطاني الاستعماري" منذ وقت الحرب العالمية الثانية.
لذا فإن كل ما يحتاجه الروهينجا لحمايتهم في هذا العالم الضعيف والمحفوف بالمخاطر هو ما يسمى "بالقيم العالمية للحضارة الغربية" ولكنها بالطبع ثمينة للقادة الغربيين فقط كموارد أو قيمة استراتيجية للأراضي التي تقوم على مبادئ الإنسانية، وبالتالي، فإن التفاوتات الهائلة في المعاملة الغربية لديكتاتوريين في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من المناشدات المشوبة بالأسى من منظمات حقوق الإنسان، فإن أي سلطة غربية ستضع حقوق الإنسان أمام ميزة اقتصادية أو استراتيجية كبيرة، وحكام المسلمين، الذين باعوا أنفسهم منذ فتره طويلة بثمن زهيد، سيستنكرون ويشجبون، ومن المرجح أن يبقوا صامتين ويتآمروا مع ظالمي المسلمين كما تفعل رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة، ولا ينبغي لها أن تفاجئ أحدا بأنه في أيلول/سبتمبر، في الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تلقت الشيخة حسينة جائزتين إنسانيتين مقابل لطفها اللامحدود تجاه لاجئي الروهينجا، الذين يعيشون في مخيمات الخوف المميت وإجبارهم على العودة إلى أحضان جزارهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور عبد الله روبين