- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾
الخبر:
دعا كبير مفاوضي جماعة الحوثي اليمنية محمد عبد السلام، السبت، إلى تشكيل حكومة انتقالية بمشاركة كل الأحزاب السياسية اليمنية.
وأدلى عبد السلام بالتصريحات على هامش محادثات السلام الجارية في السويد مع وفد الحكومة اليمنية التي انطلقت أمس الخميس.
وأبرز ما جاء في حديث عبد السلام: إن الحوثيين يتقبلون فكرة أن تلعب الأمم المتحدة دورا في مطار صنعاء في إطار مسعى لإعادة فتحه، وإنه ينبغي إعلان مدينة الحديدة الساحلية "منطقة محايدة"، أن الحل السياسي ينبغي أن يشمل فترة انتقالية لها إطار زمني محدد، وقال إن الإفراج عن الأسرى ما زال قيد النقاش في محادثات السويد. (الجزيرة نت 2018/12/08م)
التعليق:
ألا يعلم الحوثيون أن منظمة الأمم المتحدة التي يسلمون قيادتهم لها، ويلهثون خلف حلولها؛ ألا يعلمون أن هذه المنظمة هي منظمة استعمارية، وهي أداة في أيدي الدول الاستعمارية وخاصة أمريكا يمررون من خلالها مشاريعهم السياسية ومخططاتهم الخبيثة؟! ألا يعلم الحوثيون أن تسليم إدارة ميناء الحديدة للأمم المتحدة يعني وضع اقتصاد البلاد تحت هيمنتها وبين فكيها البنك وصندوق النقد الدوليين؛ وفي ذلك خراب للبلاد ودمار لاقتصادها، حيث ما دخلا بلدا إلا دمراه؟! ألا يعلم الحوثيون الذين صدعوا رؤوس العالم بالصراخ "الموت لأمريكا"؛ أنهم يسيرون في ركاب أمريكا بل تحت إمرتها ينفذون مشاريعها لبسط نفوذها على اليمن، والسيطرة عليه وعلى مقدراته؟!
ألا يعلم الحوثيون كل ذلك؟! فإن كانوا لا يعلمون وهذا مستبعد فتلك مصيبة، وإن كانوا يعلمون ويوهمون أنفسهم أن في ذلك مصلحتهم فالمصيبة أعظم؛ لأن التبعية والعمالة للدول الاستعمارية وتنفيذ مشاريعها وتحقيق مصالحها، لن يكون فيه أبدا مصلحة لهم، ولا لبلادهم وشعبهم الذين أخرجوهم للأسف من حساباتهم. وصدق الله العظيم حيث يقول: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾.
وإلى أهل اليمن نقول: أما آن لأهل الإيمان والحكمة أن يفيقوا من غفلتهم، وأن يعملوا لمشروع خلاصهم الحقيقي الذي يرضي عنهم ربهم سبحانه وتعالى، ويقطع أيدي الكفار المستعمرين عن بلدهم وعن كافة بلاد المسلمين، ويجتث كل ما له صلة بهم من عملاء وأنظمة وبرامج هدامة، ومؤسسات ومنظمات استعمارية؟! ألا إنه المشروع الذي يدعوكم له حزب التحرير، مشروع إعادة أحكام الإسلام إلى واقع الحياة، في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة؛ التي وعدكم بها ربكم تبارك وتعالى وبشركم بها رسولكم r، ﴿يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَن لاَّ يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك