- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
فشل مؤسسات النظام الديمقراطي
الخبر:
محتجو (السترات الصفراء) يشتبكون مع الشرطة الفرنسية في باريس. (رويترز)
التعليق:
لطالما كانت المؤسسات في دول الغرب في خدمة الرأسماليين، ولطالما تم تقديم مصالح الكبار على عامة الشعب. فبالرغم من معارضة غالبية الشعب الأمريكي للحرب على العراق إلا أن قرار الحرب تم اتخاذه والمضي فيه. وكذلك حصل سنة 2008 مباشرة بعد انهيار بنك ليمان براذرز حيث استدانت الدولة، عبر إصدار سندات بحوالي 800 مليار دولار على حساب عامة الناس بهدف إنقاذ الشركات الكبرى التي يملكها الأغنياء تحت عنوان “Too Big to Fail” أي أن الشركة كبيرة جدا وانهيارها سيكون كارثة على أمريكا فعلى الدول إنقاذها! وهكذا نرى دائما في أمريكا وغيرها من دول الغرب أنه حين يتعارض قرار الأغنياء مع العامة يتم الضرب بقرار العامة "الديمقراطي" عرض الحائط.
إن زيف الديمقراطية بات واضحا لدى عامة الغرب منذ فترة. ففي سنة 2011 قامت حركة "احتلوا وول ستريت" في أمريكا تعبيرا على امتعاض الناس من سياسة الدولة التي تخدم الأغنياء فقط. وتم قمع هذه الحركة عنوةً وبالقوة عبر فض شرطة نيويورك اعتصامهم في حديقة زوكوتي.
والرأسماليون يملكون وسائل عدة في الالتفاف على الرأي العالم. ففي أمريكا سوّق الرئيس الحالي دونالد ترامب لنفسه على أنه شخصية من خارج مؤسسة الدولة التقليدية ورفع شعار "تجفيف المستنقع" ووعد بإنهاء مؤسسة واشنطن السياسية الفاسدة حسب تعبيره. وفي فرنسا انتخب الناس الرئيس إيمانويل ماكرون كشخصية لا تنتمي للأحزاب التقليدية وتم التسويق له على أنه يحمل الخلاص لفرنسا.
إلا أن نتيجة هذه الأحداث كان ضرب ثقة الناس في المؤسسات الديمقراطية حيث باتت لغة التخاطب السياسي بين التوجهات السياسية أكثر عنفا وخارج مؤسسات الدولة. فمثلاً في أمريكا وقبل الانتخابات النصفية أرسلت طرود مفخخة بقنابل لشخصيات عدة داخل الحزب الديمقراطي، عدا عن تحركات العنصريين البيض والنازيين الجدد والمليشيات المسلحة داخل أمريكا. وفي فرنسا وبعد أن اكتشف الناس أن ماكرون خدعهم في شعاراته وأنه يخدم الأغنياء فقط، نزلوا للشارع وقاموا بتحطيم وحرق المحلات التجارية الكبرى. وشهدت فرنسا - وما زالت - تحركات لم تشهدها من قبل حتى امتدت تلك التحركات إلى العاصمة البلجيكية بروكسل وبحدٍ أدنى إلى هولندا.
وهكذا تتكشف حقائق النظام الرأسمالي أمام أهله. وبغياب البديل العملي - حتى الآن - سيدور الغرب حول نفسه من دون تغيير حقيقي لكنه سيزداد ضعفاً كون الضعف ليس بالدولة ولا بمؤسساتها بل بصلب المبدأ الذي قامت عليه حضارة الغرب. والحال هذا سيبقى إلى أن يتحرك المسلمون في بلادهم ليبرزوا النظام الإسلامي في الحكم والاقتصاد والاجتماع... كتطبيق عملي على الأرض. وستكون حينئذ نهاية الديمقراطية والرأسمالية في العالم بشكل تلقائي وأمراً طبيعياً لتدخل البشرية كافة بإذن الله في دينه سبحانه وتعالى.
قال رسول الله r: «إِنَّ اللهَ زَوَى لِيَ الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا». (رواه مسلم)
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد اللطيف داعوق
نائب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان