- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الصين تعتقل الطلاب المسلمين في ثلاجات حفظ اللحوم، فمن تعادي؟
الخبر:
ذكر راديو (asiA Radio Free) وهو إذاعة مستقلة خبر اعتقال الحكومة الصينية لما يقارب 450 طالباً من المسلمين الكازاخيين في الصين لاحتجاجهم على أوامر حكومية بتناول لحم الخنزير.
التعليق:
لقد كانت المخاوف الصينية في القرن السابع الميلادي تتجلى في حفظ النفوذ في بلاد آسيا الوسطى، ومنع وصول الفتوح الإسلامية لبلاد ما وراء النهر، بعد أن فتح المسلمون بخارى وسمرقند وباتوا يشكلون تهديداً حقيقياً على النفوذ الصيني. بعد أن هدموا إمبراطورية الفرس وقلموا أظافر الروم. ولقد كان لمعركة طلاس دور مهم في كبح جماح الصينيين، وتأمين حدود دولة الخلافة من جهة الشرق، بإرساء قواعد الحكم الإسلامي في آسيا الوسطى، ونشر الإسلام بين قبائل الترك الذين كانوا يدينون بالولاء لحكام الصين، ويستغلهم الصينيون في حرب المسلمين.
كان هذا واقع العلاقة بين الصينيين والمسلمين في القرن السابع. لكن القرن الحادي والعشرين لم يحمل في أيامه المنصرمة أيام عزة وفخار للمسلمين كتلك التي سطرتها أيام القرن السابع حتى التاسع عشر. فدولة المسلمين التي حفظت مهابتهم، وحمت بيضتهم، ودافعت عن أعراضهم قد هُدِمت منذ عقد من الزمان، فانفرط عقد الأمة، وضاعت هيبتها ومرِّغت بالتراب كرامة أبنائها.
الصين اليوم تتجرأ على المسلمين، وهي التي بعثت بملوكها للقائد قتيبة بن مسلم الباهلي ليختنهم، وبحفنات من تراب أرضهم ليطأه، برّاً بقسمه. تتجرأ ليس على قتل المسلمين وانتهاك أعراضهم فقط، بل تتدخل في شؤونهم وتوظف الألوف كمراقبين للمسلمين في بيوتهم؛ تراقب كلامهم، ولباسهم، وحتى طعامهم!
بات عدم تناول المسلمين للحم الخنزير يقض مضاجعهم، وليست المسألة في لحم الخنزير بل في عقيدة المسلم الراسخة التي يحاولون بشتى الطرق صرفه عنها، المسألة في الإسلام الذي لا زالت أحكامه حتى بغياب دولته تقلقهم وتثير فزعهم.
اعتقال الطلاب المسلمين ووضعهم في ثلاجات اللحوم المجمدة، ليس إلا نقطة في بحر عدوان الصين الهمجي على دين الله. وهي لا تحارب شخص المسلم بل تشن حرباً على دينٍ وعد الله بحفظه وأمةٍ تكفّل الله لها بالنصر والتمكين ولو طال زمن البلاء.
فهل تظن الصين أنها ستستطيع الصمود في هذه الحرب؟! فإن غياب دولة الإسلام لن يطول، ومجد المسلمين عائد والمسألة مسألة وقت.
﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ [غافر: 51].
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بيان جمال