- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس مُهما تغير سياسة أمريكا
فالنظام التركي لا يحمل هم رعاية شؤون الأمة
(مترجم)
الخبر:
صرح وزير الخارجية مولود شاووش أوغلو أن مجموعة العمل المشتركة التركية-الأمريكية ستجتمع في واشنطن في الثامن من كانون الثاني/يناير لمناقشة انسحاب أمريكا من سوريا. وكان أوغلو قد أعلن بأن هناك ثلاث مجموعات عمل مشتركة بين تركيا وأمريكا وقال "سوف نناقش الانسحاب الأمريكي من سوريا، وكيفية تنسيقه معا في هذه الاجتماعات"، مضيفا بأنهم اتفقوا مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو في اتصال هاتفي على مواصلة التنسيق، وفيما يتعلق بتأجيل عملية شرق الفرات، قال شاووش أوغلو "لا يعني ذلك أننا تخلينا عن تصميمنا وعملياتنا التي سنقوم بها ضد الوحدات الكردية السورية YPG في المستقبل". لكن التأجيل كان "خطوة "منطقية" لمنع "النيران الصديقة" في المنطقة" على حد قوله. (المصدر: وكالات)
التعليق:
يصاب المسلمون بالتشويش فيما يتعلق بقرار الانسحاب الأمريكي بالإضافة إلى ما إذا كانت تركيا ستبدأ عملية شرق نهر الفرات. فهم لا يفهمون شيئا من تصريحات حكامهم. يناقشون ويفترضون الكثير حول النتائج المحتملة لقراراتهم، لكنهم يخفقون في الوصول إلى استنتاج. في حين إن هناك سؤالا واحدا فقط يجب طرحه: "متى ستتحرك تركيا من أجل إنقاذ نسائنا وأطفالنا في سوريا من أيدي نظام الأسد، والجيش الروسي والإرهابيين من "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD)، ومليشيا ""YPD؟
وكشفت تصريحات وزير الخارجية شاووش أوغلو بوضوح أن تركيا لن تتحمل رعاية شؤون الأمة حتى بعد انسحاب أمريكا، وأنها ستستمر في تحديد خطواتها وفقا للقرارات التي يتخذها الكفار في واشنطن. وينطبق الموقف ذاته على حكام البلاد الإسلامية الأخرى. حتى يوم أمس لم يقبل سياسيونا أي حل مع الأسد، لكنهم اليوم يصافحونه - من أجل الديمقراطية! أول من قام بالخطوة الأولى كان الرئيس السوداني عمر البشير - بالطبع لم يكن ذلك إلا بأمر من أسياده في أمريكا... وفي منتدى الدوحة الثامن عشر في قطر، أشار شاووش أوغلو إلى مسامحة قاتل النساء والأطفال المسلمين مصرحا بأنه "إذا كانت الانتخابات ديمقراطية، وإذا كانت ذات مصداقية، فعلى الجميع أخذها في الاعتبار"!
ليست سوريا دولة أجنبية، سوريا أرض يعود ملكها للأمة الإسلامية. وانسحاب أمريكا من سوريا أو أي أرض إسلامية أخرى كانت تحتلها، أو إرسال تركيا جنودها إلى ترابنا السوري لقلقها بشأن PYD-YPG لن ينقذ حياة أخواتنا وإخواننا السوريين، ولن يحمي عرض أخواتنا، ولن ينهي الحرب ضد الإسلام والمسلمين؛ ذلك أن هؤلاء السياسيين الحاليين والمناورات السياسية لإيديولوجيتهم، تفتقر لأي منظور وأهداف إسلامية.
في حين إن المبدأ السياسي للمسلمين لا بد أن يكون مبدأ رسول الله r: «أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ» (البخاري ومسلم) لذا يكفي أن نصب اهتمامنا على مبدأ "لا إله إلا الله محمد رسول الله" لإزالة أي إرباك سياسي في العقول.
إن قبول أي مبدأ آخر غير المبدأ الإسلامي، وتطبيق أنظمته، سيؤدي دون شك، إلى جعل كل سياسي يحمل الإسلام في قلبه دمية يُتَحكَّم بها. لن تُخرج هذه الدمى أية كلمات هادفة من أفواهها أبداً، ولن تكون سلوكياتهم منطقية مطلقا، وستكون خططهم دائماً ضارة وغير مفيدة للمسلمين. هذا النوع من السياسيين لا يتخلى فقط عن نساء وأطفال الأمة ويُسلمهم إلى القتلة، بل إنه يعرض حياته الخاصة للتهديد والخطر.
دعونا لا ننسى أن "السياسة" قضية حيوية، إنها قضية القضايا. إن ترك السياسة للمبادئ غير الإسلامية وسياسييها يُسلم الأمر للمستعمرين وأصحاب تلك المبادئ غير الإسلامية، ما يعني الاستسلام للأعداء الاستعماريين المعادين للإسلام. إن أية سياسة غير إسلامية تفسد وتشوه ثقافة الإسلام وقيمه وقابلية تطبيقه، ونتيجة لذلك، تستنزف حياة وثروة وكرامة ودين المسلمين وتستخدم ذلك كله كوقود لتغذية المصالح المتغيرة باستمرار لأعداء الإسلام، وما المشاهد المروعة التي نراها اليوم إلا نتيجة لذلك.
إن بلاد الأمة الإسلامية ودماء أبنائها وأرواحهم وثرواتهم واحدة، هي جسد واحد لا يتجزأ. إن على السياسي الحقيقي أن يهتم بما يجري للمسلمين في سوريا وفلسطين وأفغانستان وتركستان الشرقية وميانمار واليمن وأفريقيا بالقدر نفسه الذي يشعر به تجاه المسلمين في أرضه. هذا واجب. إنه واجب على كل واحد منا، ذكرا كان أم أنثى، أن يكون سياسيا يحمل سياسة هذه الأمة بثبات وفق وجهة نظر المبدأ الإسلامي. إن هدفنا الأول وقبل كل شيء هو إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ لأن تحرير الأمة سيكون وسيتحقق بسرعة كبيرة على يد خليفة مخلص بحق يضرب بقرارات أمريكا عرض الحائط.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زهرة مالك