- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
استمروا في الإغلاق.. إلى أن يهلك النظام الرأسمالي الديمقراطي
(مترجم)
الخبر:
دخل الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية، اليوم السبت، يومه الثاني والعشرين وهي أطول فترة لإغلاق، مع عدم وجود نهاية في الأفق للأزمة السياسية، وبذلك يتفوق هذا الرقم على الرقم القياسي السابق - وهو الإغلاق لمدة 21 يوماً في 1995-1996 في عهد الرئيس بيل كلينتون.
ويرفض الرئيس دونالد ترامب الموافقة على ميزانية ما لم تتضمن أموالاً لبناء جدار على طول الحدود الأمريكية مع المكسيك.
وقد رفض الديمقراطيون طلبه للحصول على 5.7 مليار دولار. ولا يزال حوالي ربع الحكومة الفيدرالية خارج نطاق العمل حتى يتم الاتفاق على خطة الإنفاق، ما يترك 800 ألف موظف دون أجر. (BBC)
التعليق:
يا لضعف النظام الديمقراطي في أمريكا، فوحدها الحاجة للموافقة على ميزانية 5.7 مليار دولار لبناء الجدار الحدودي، تؤدي إلى إغلاق الحكومة أبوابها لأكثر من 3 أسابيع متتالية حتى الآن! فيما تؤدي المواجهة السياسية بين الطرفين اللذين يدعيان القتال من أجل حقوق مواطنيهم أو حماية البلاد، إلى ترك 800 ألف موظف في الحكومة الاتحادية دون أجر، ويصبح الناس غير القادرين على دفع الفاتورة أو الحصول على المال للعيش، كما توجب هذه الأزمة توقف الأنشطة الحكومية.
أية قضية كبيرة أخرى تلك التي تحاول حكومة أمريكا إخفاءها عن مواطنيها وتخاف منها غير جدار ترامب الحدودي؟
وبغض النظر عمن يسيطر على الكونجرس من الديمقراطيين أو الجمهوريين، فإن الحقيقة الواقعية هي أن اقتصاد أمريكا في حالة رهيبة، مع 22 تريليون قيمة الدين العام الذي ينمو كل يوم، ولا تملك أمريكا أية أموال لتمويل اقتصادها.
إن بداية الحرب التجارية مع الصين وغيرها، وسياسات وقف المواطنين من غير الأمريكيين عن العمل في أمريكا، والمساعدات وسحب القوات من سوريا وأفغانستان، والتي تصل تكاليفها إلى حد لا يطاق، كل ذلك يجعل الأمر واضحا في أن أمريكا تعاني من الوضع الاقتصادي الحالي.
وما هو أهم إثباته من ذلك هو أن الأنظمة الرأسمالية تنهار ليس فقط في أمريكا كأكبر بلد رأسمالي ولكن في كل مكان في العالم. وعلى حكومة أمريكا أن تتخذ أية وسيلة لمنع ذلك من الحدوث. إن أمريكا والعالم يعيشون حالة من الوهم، وقد فشلوا أو تجاهلوا فهم حقيقة أن النظام الرأسمالي واهن ضعيف لن يتمكن من مساعدتهم في البقاء على قيد الحياة، ومواصلة العيش لتصحيح النظام لجعله قابلا للعمل.
إن هذا الإغلاق الحكومي في أمريكا هو في الواقع دليل على أن النظام الرأسمالي لا يحمي إلا الأقلية السياسية الثرية في حين يعاني الأغلبية الذين يخدمون البلد من حياة صعبة وأوضاع حرجة. والأسوأ من ذلك كله عندما يسمح النظام الديمقراطي للإنسان بالتصويت ووضع القوانين، التي تتأثر في الغالب بالعاطفة، ويسودها التلاعب من أجل المصلحة الشخصية، وعدم المسؤولية والتحيز، مقارنة بالحكم الإلهي الذي أنزله الله تعالى خالق الإنسان، والذي ثبت عدله وإنصافه لأكثر من 1300 عام.
أنكون نحن المسلمين عمياً لا نعقل ولا نرى النور الذي أنزله لنا الله تعالى؟! يقول الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت: 41]، ويقول سبحانه: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة: 257]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد يوسف