- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
نفاق على مستوى دولي
الخبر:
وصلت الشابة السعودية رهف محمد القنون إلى مدينة تورنتو الكندية، بعد منح حكومة هذه البلاد لها صفة لاجئة. واستقبلت وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند، في المطار الشابة السعودية البالغة من العمر 18 عاما والتي وصلت كندا قادمة من تايلاند عبر سيئول. وعقدت فريلاند مؤتمرا صحفيا عقب وصول الشابة، وصفت خلالها القنون بأنها "كندية جديدة شجاعة للغاية". [RT-Arabic]
التعليق:
مسرحية ساخرة بوجوه سمجة تتظاهر بالحرص على حقوق الإنسان، وتدعي بذل الوسع في سبيل تأمين الحرية والعدالة وتحقيق السلام.
يا ترى ألم تسمع وزيرة الخارجية الكندية هذه بما يقع على الروهينجا من جرائم واعتداءات يومية يندى لها الجبين؟
ألم تقرأ هي وأقرانها من وزراء خارجية بلاد الغرب "المتقدم" ما أعلنته الأمم المتحدة من أنها تتلقى تقارير يومية عن أعمال اغتصاب وقتل لأفراد من مسلمي الروهينجا في ميانمار؟
ألم تشهد هذه الدول، التي تنعم بالسلام على حساب الشعوب المستضعفة المقهورة، أن حكومة ميانمار تضيق على حياة الروهينجا بهدم بيوتهم؟ بل إن مفوضية الأمم المتحدة نفسها تعلن أنها سمعت عن أحداث مروعة مثل الذبح وإطلاق النار عشوائيا وإضرام النار في منازل مأهولة، وإلقاء أطفال صغار جدا في النار، بالإضافة إلى عمليات اغتصاب جماعي واعتداءات جنسية أخرى؟
يكتفي السيد الأمير زيد بن رعد الحسين المفوض السامي لحقوق الإنسان بالقول "إن أسلوب معاملة الروهينجا يستحق تشكيل لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة ومراجعة من قبل المحكمة الجنائية الدولية"! وتكتفي الدول المتحضرة هذه بمراقبة الوضع وإعداد التقارير!!
نحن لا نتحدث هنا عن تقارير عشوائية أو أحداث في عالم المجهول، قد يظن البعض أنها ملفقة أو مبالغ بها، فهي تقارير أممية صادرة عن أعلى هيئة أممية، مفوضة من الأمم المتحدة. على سبيل المثال ما أعلنه أدريان إدواردز، المتحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، "أن أكثر من ألف لاجئ من الروهينجا وصلوا إلى بنغلاديش في الأسابيع القليلة الماضية، مشيرا إلى روايات عن حرق منازل، واستهداف مدنيين، وإصابة نساء وأطفال بالصدمة بعد قتل أفراد من أسرهم على مرأى منهم".
المتحدث باسم المفوضية أندريه ماهيسيتش قال إن عدد اللاجئين الروهينجا في بنغلاديش قد وصل إلى 582 ألف شخص في نهاية عام 2017 ويقدر عددهم الآن بأكثر من 700 ألف مشرد.
هذا حال الروهينجا، فماذا نقول عن الملايين من المستضعفين من قبائل الإيغور في شرق الصين الذين يحبسون تحت سمع العالم وبصره في معسكرات "جيتو" كتلك التي أعدها هتلر لليهود؟!
هذه الأعداد من البشر لا تستحق الإغاثة ولا العون ولا اهتمام الصحافة ولا وزارات الخارجية لأنها لا تحقق لهم نفعا ولا تجلب لهم شهرة ولا يجنون منها أية فائدة. بينما يزهو الإعلام ويفخر الساسة ويبذل كلهم الجهد لإيواء فتاة راغدة في العيش أصلا ترغب في مزيد من الانحلال تأمل أن توفره لها هذه الدول، بينما ملايين من المسلمين يقتَّلون ويشرَّدون لا يجدون لقمة عيش تسد رمقهم ولا خيمة تؤويهم، ولا أحد ينظر إليهم ليخفف عنهم محنتهم.
لن يستعيد المسلمون قوتهم وعزهم وهيبتهم إلا بالخلافة على منهاج النبوة، ونحن ندعو كل غيور على أعراض المسلمين إلى العمل معنا لإقامتها، فمنذ هدم الخلافة على يد مجرم العصر مصطفى كمال، وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من ضعف وهوان على الناس، وازدراء لمعتقداتنا وإكراه لنا على الباطل، مشردين لا موطن لنا، ومهددين لا أمان علينا، ومستضعفين بلا سند، وأذلاء بلا عزة، ضاع كل هذا يوم فقدنا دولتنا التي كانت تجوب البحار وتغزو الآفاق ترهب عدو الله وعدونا، ولا يجرؤ نذل أو رذيل على التطاول على مسلم أو مسلمة شرق الأرض وغربها.
فأين أنتم يا أصحاب الغيرة ويا أهل النخوة؟ ألا تجيبوا داعي الله؟!!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة – ألمانيا