- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
دُكّان انتخابي جديد بعنوان "تحيا تونس"
الخبر:
أعلن يوم الأحد 27 كانون الثاني/يناير 2019، خلال اجتماع بمدينة المنستير، عن تأسيس حركة "تحيا تونس"، ذات المرجعية الديمقراطية والحداثية، التي تقوم على الفكر البورقيبي والفكر الإصلاحي التونسي، والتصدي لأي مشروع رجعي، وفق ما أكده مصطفي بن أحمد رئيس الكتلة البرلمانية الائتلاف الوطني، وأحد أبرز أعضاء هذه الحركة الجديدة التي تُنسب لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، خلال تلاوته لبيان الحركة.
التعليق:
مسرحية أخرى من مسرحيات الديمقراطية الناشئة، سيئة السيناريو ضعيفة الإخراج، تعمل ما في وسعها لاحتواء التذمر وتنفيس الاحتقان جراء الأوضاع المتردية اقتصادياً وإنسانياً وسياسياً.
مسرحية تخفي من ورائها عجز النظام الرأسمالي الحاكم فكرياً وسياسياً، وفشله في إيجاد المعالجات الحقيقية لمشاكل الناس من بطالة وتدهور في القدرة الشرائية وانعدام الرعاية الصحية إلى آخره من المشاكل المعيشية اليومية.
إن مثل هذه الأحزاب الرأسمالية القائمة على مبدأ فصل الدين عن الدولة والتي تستمد شرعيتها من أوكار السفارات الغربية والمؤسسات المالية الاستعمارية، لا يمكن ولا بأي حال أن تحقق أية حلول فعّالة تيسر على الناس حياتهم وتخفف معاناتهم.
فالمتتبع الواعي المدرك لحقيقة هذه الدكاكين السياسية، يدرك أن نشأة هذه الحركة هي لخداع الناس وإيهامهم بأن تغييرات حقيقية قد تمت بالفعل، وهذا غير صحيح، فتغيير الأشخاص وانتقالهم من حزب إلى آخر ومن كتلة برلمانية إلى أخرى لا يؤدي إلى تغيّر الواقع طالما النظام الذي أدى إلى هذه الأوضاع باقٍ.
إن التغيّر الحقيقي لا بد أن يتعلق بالأفكار التي على أساسها تتم المعالجات، اليوم كل العالم يبحث عن تغيير يحقق الاستقرار والنهضة وهذا لا يمكن أن نصل إليه، ولا يمكن أن نحصل عليه بحزب ديمقراطي يحمل الأفكار نفسها والنظام نفسه الذي ولّد وأفرز لنا كل هذه المشاكل المجتمعية والأزمات الاقتصادية.
ولكن التغيير الحقيقي يكون بتغيير فكري جذري يخلع الفكر الرأسمالي من جذوره ويزيل كل أثر له ولأنظمته من واقع الحياة واستبدال نظام الإسلام به في ظل دولة الخلافة على منهاج النبوة.
لقد آن لكل مخلص من أبناء هذه الأمة أن يدرك أن المشوار الثوري لن يكتمل بتغيير بعض أو جل الوزراء، ولا بتغيير الحكومات، ولا بهذه الدكاكين السياسية للوصول لسدة الحكم...
بل لن يكتمل إلا بعد إسقاط النظام برمته، وبقوانينه العفنة التي لا تقيم عدلاً ولا تنصف مظلوماً ولا تفرج عن مكروب. كما لا بد أن نعمل لإعادة استئناف الحياة الإسلامية وتحكيم شرع الله، ونبذ تلك القوانين الوضعية الباطلة، لينعم المسلمون برضاء الله سبحانه، وتنعم البشرية بخير الإسلام.
﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى، وَمَنْ أَعْرَض عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ممدوح بوعزيز
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس